يعد الحفاظ على الأمن الغذائي أحد أهم وأبرز الأولويات الحكومية، وهو ما وضعته الدولة في صدارة إهتماماتها، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم وحتى الوقت الراهن، وتحديدًا في تلك المرحلة الحساسة والدقيقة عالميًا.

توجيهات رئاسية، تشرف على تنفيذها وزارة التموين والتجارة الداخلية بقيادة الوزير الماهر الدكتور علي المصيلحي، ومشاركة جهات كبرى في الدولة؛ لتأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية والمنتجات الغذائية على مدار العام، وهذا هو الطبيعي في الأيام العادية، فما بالنا بتكريس تلك الجهود لمواجهة تبعات وباء جائح يحاول العالم أجمع حتى الآن التخلص من آثاره الاقتصادية السلبية، وفي ظل حرب مندلعة في أوكرانيا منذ سبعة أشهر، أكلت الأخضر واليابس فى أغلب الدول وتهدد اقتصاديات الباقي بالنفاذ.

حضرت توقيع عقود المشروع الوطنى القومي، الأهم والأكبر بل الأضخم لتأمين قوت المصريين من الغذاء، عن طريق إنشاء مخازن استراتيجية للمنتجات الغذائية بنظام الشراكة مع القطاع الخاص.

وتشمل المرحلة الأولى من تلك المستودعات الضخمة للسلع، التى تتنوع بين أغذية جافة ومبردة ومنتجات ألبان ولحوم وغيرها، محافظات "الشرقية" لخدمة قطاع محافظات الدلتا، و"السويس" لخدمة قطاع القناة، و"الفيوم" لخدمة محافظات شمال الصعيد، و"الأقصر" لخدمة أقاصي الصعيد،  باستثمارات تتجاوز الأربعة مليارات جنيه.

ويأتي الهدف من تأمين مخزون استراتيجي من المنتجات الغذائية تامة الصنع على مدار العام، انطلاقًا من توجيهات رئاسية، باتخاذ خطوات جادة لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين طعام المصريين اليومي من السلع الغذائية بشكل دائم دون انقطاع أو شح في المعروض، خاصة في حالة حدوث أي أزمات عالمية طارئة مثل وباء كورونا وحرب أوكرانيا.

تتميز تلك المستودعات، بأن مراحل إنشاؤها وعمليات تشغيلها، تتم وفق مواصفات فنية عالمية تتوافق مع أحدث النظم التكنولوجية عالية المستوى، لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومبادئ الحوكمة من خلال الاستغلال الأمثل لمخزون السلع وضمان توفير بيئة صحية آمنة مناسبة للحفاظ على تلك السلع من التلف أو الهدر.

حلم بدأ الشروع في دراسته على أرض الواقع فى عام 2017، وتم اعتماد تنفيذه في نفس العام، وتسعى وزارة التموين بالتكاتف مع جهات فاعلة متعددة داخل الدولة، إلى الشروع الفوري في استغلال أى مساحة يتم الانتهاء من إنشائها، في مباشرة العمل بالمستودعات دون انتظار.

تحية تقدير للجهود الحكومية الدؤوبة، التي تصل الليل بالنهار؛ كي يصبح هذا الحلم واقعًا يؤمن المصريين من تأثيرات أي نزاعات خارجية، أو تقلبات سعرية عالمية.