الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

الراية السوداء

  • 28-9-2022 | 13:13
طباعة

 ولو.


دفع عامود الشمسية في الرمال، متنمراً بالمايوه.


نلعب على الشط


متحدياً ضجرعيونهم، وملابسهم، مهملاً غطاس الأعالي ورايته السوداء.


يطبق الصدور والآذان، هدير الأمواج المتواصل  بزبده الأبيض، خائر القوى عند أقدامهم القوية، تلتمع أمواجه بالشمس العفية، تفرش صفرتها القاسية علي الشاطئ المستيقظ بخطوات المبكرين.


-لن نضيع يومنا
واستفز أحدهم بالتسابق، تبعه بملابسه تعيقه ، يطوحها، يتوعده بالنصر الذي شجع الأخرين


-تك
يلطم كرته للمسرع، وتسحب حبلها للمتقافزات


يلهو الباقون في لعبة "أستغماية"وراء البراميل والكبائن تتسع دائرتهم.


-أمن غير البحر.. نموت؟!


يتعثرون في القادمين، يقفز أحدهم أعلا طفل ظهر له فجأة، تلاحقه الأم بتحذيرات ألا  يقرب المياه إلا عند ملمس أقدامه.. يناغون غندورة متهادية.. يشاغبون صبيا يتلوي بدراجته، يتخاطفون ساندوتشات تمهلت في رصها.. يعابثون الغطاس المنهمك في متابعاته القلقة.


-ماتنزل ياعم.. وخليها علي الله


يجاوبهم ببسمة متسامحة.


تستوي شمس الظهيرة، بلهيب صمتها، إلا هدير البحر تحن جلودهم لطراوة مياهه، تغسل عرقهم.. تضمهم تدغدغ طاقتهم للحياة.


لكن الراية ترفرف!!


وكبيرهم بملابسه في سكون المظلة، بغباوة قرف  عينيه


-لا أحب التهور


يفهمونه أن الراية تنبيه لا شلل، وأن مهارة الغطاس، لا تفوق كفاءاتنا، وهناك ساحات للأمان قرب الخطر، وفي الشط متسع.. بل وفي الحياة أيضا.. للقادرين..
-للمغامرين


-وماذا في ذلك؟!


كست وجهه بلادة تعقل ،ولن تكون نهاية العالم، إذا ما انتظرتم.


• ـإنه يومنا..


• ـالأيام كثيرة


• ـومن  قال أنا سنبدد أي منها.


سخروا من تشاؤمه، وهلعه من العطش في رحلتهم الصحراوية سابقا "وربنا خيب ظنه".


-العقل


-عزيمتنا تهد الجبال "بقليل من التفاؤل"


-تك


للأمواج، يتوغل خلفها، بغيظهم، يسابقونه.. يستعرض البعض مهاراته في مواجهتها، وينتظر البعض في بهجة صخب أرتفاعها وهبوطها، يتشجعون


• ـ لسنا وحدنا!!


• ـ حتي النساء والأطفال


• ـ للناس خبراتها..
*
- صاحبك زهق


- لو يفهم يتركنا


- لن يتعلم

شمس الأصيل، ذهبت ذؤابات الأمواج، الأخذ صخبها في التزايد، في براح إنسحاب ضجيجهم شبعاً مال أخرهم زاعقا في البحر.


-أعمل مابدي لك.. سنأتيك ً في الصباح


هاهاها
هاهاها

المسألة 35 

خشخشة فتح صفحات جديدة و رزع الكراسات  وسحب الكتب وصرير الأقلام يعقبه صمت و همهمةً امتعاض (المسألة دى مش ماشيه •• الأرقام مش مضبوطة ••دى غير المعادلة اللى درسناها •• ده درس جديد لسا ها يتشرح ؟!


-غلب حماركم ?! 
يتحاشى عنف عينى وثقتى    


-أنا صح 
وتسرعه
-دى الخيابة اللى بتيجى على غفلة !!!


ورفع ذراعه هابطا بأقصى قوة جلدة عقابه القاسية و لم أجربها من قبل على فخذى العارى من شورت حصة  التربية الرياضية  


-أنا صح
تحمر عينيه وتبرق غضبا مستفزا من إصرارى   


-أنا صح
تركوا  مسائلهم مستمتعين بصراع الفشل و العقاب  


واجهنى كارها وتحداني خاطفا كتابى ينظر متسرعا يندفع يشير بشىء فى الصفحة ثم يصمت 


يعيد  القراءة وببطء يخط بالقلم تحت الأرقام   يدقق فى التفاصيل يراجع دقة كلمات السؤال 


يبدأ الفهم المتأخر يجذب كراستى بشدة ويفتح صفحة جديدة يرتب الارقام ويرفع راسه مفجوعا فجأة (كيف التقطها دون الأستعانة بى ؟!


كيف لم ينبهونا فى ارشادات التدريس


ولدغه عقرب السادية  •• كله يسيب اللى فى إيده ويحل مسألة 35 
وجاوبه الصمت  المعناد 

-طب اسمعوا 
يشرح •• يستهلك اوراق كراسي فى رسومات  وارقام ويعتصر اناقتها  بكفه يرفعها ليروها 


أضمر تبديلها بأحدث وأعادة كتابة واجباتى 
•• 


 أترصد  عجزهم     


يهمس الأشقى •• يا عم ولا يهمكم عمرها ما ها تيجى فى الأمتحان •بيفرحوا الشطار •وأحنا مستغنيين عن درجتها  


المهم ننجح ونطلع سنه جديده


••
استعرض الكتاب المدرسي 34 احتمالا تقليديا  لتدريبات مسألة (الحساب -الرياضيات ) أسبقهم •• مطمئنا بتعثرهم وبطئهم وأحل مسألة  35 عكس المعادلة بتلذذ تفردها  للأذكياء أدفعها للتصحيح منتشيا     


لم يتروَ •• يتنمر إحساسي بحقى •• مستهينا لسعات العقاب

أصبح حقى المتبع معاقبة كل البلداء •• ورأيت أن تفردى  ونعيق بوم غبائهم   •• أقوى تزدراء  لهم وله.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة