أشار الكاتب البريطاني بجوتر ساوير إلى أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضم أربعة مناطق انفصالية في أوكرانيا إلى أراضي الاتحاد الروسي يمثل تصعيداً خطيراً في الحرب التي تدور رحاها في الوقت الراهن بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس الروسي وقع اليوم الجمعة في قصر الكرملين الكبير وفي حضور قيادات روسية رفيعة المستوى على اتفاقيات ضم مناطق دونتيسك ولوجانسك وخيرسون وزباروجيه إلى الأراضي الروسية، وهو ما يمثل أكبر عملية ضم أراضي أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويشير الكاتب إلى أن تلك الخطوة تأتي في أعقاب استفتاءات أجريت في المناطق الأربعة في الفترة من 23 إلي 27 من الشهر الجاري للوقوف على رأي سكان تلك المناطق من الانضمام للأراضي الروسية والتي أظهرت نتائجها شبه إجماع من جانب السكان تأييداً للانضمام للاتحاد الروسي.
ويقول الكاتب أن الرئيس بوتين استهل حفل التوقيع على اتفاقيات الضم بكلمة مطولة أعرب فيها عن غضبه الشديد من الغرب وجدد خلالها تهديده باستخدام السلاح النووي للدفاع عن الأراضي الواقعة تحت السيادة الروسية مؤكداً أن بلاده سوف تقوم بحماية الأراضي الروسية بكل ما أوتيت من وسائل.
ويشير الكاتب إلى كلمة بوتين التي أكد فيها أن سكان تلك المناطق عبروا عن رأيهم بكل صراحة، موضحاً أن نتائج الاستفتاء تعبر عن إرادة الملايين من سكان تلك المناطق والتي أصبحت خاضعة الآن للسيادة الروسية وسوف تظل كذلك إلى الأبد.
ويستطرد الكاتب بقوله أن أوكرانيا والدول الغربية الحليفة أكدوا أنهم لن يعترفوا بنتائج هذا الاستفتاء، بينما أشارت أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية في تصريحات سابقة أن قرار بوتين بضم تلك المناطق للأراضي الروسية يعتبر تصعيداً خطيراًُ في الصراع المسلح الدائر حالياً في أوكرانيا ومن شأنه إغلاق جميع الأبواب أمام أي حل دبلوماسي على مدار أعوام وأعوام قادمة.
ويقول الكاتب أن قرار ضم تلك المناطق لروسيا يعني انضمام ما يربو على 40,000 ميلاً مربعاً للاراضي الروسية وهو ما يمثل حوالي 15 بالمائة من مساحة أوكرانيا الإجمالية أو ما يوازي مساحة البرتغال أوصربيا.
ويضيف الكاتب أن بوتين طالما أعلن أنه مستعد للدفاع عن الأراضي الروسية حتى لو اقتضى الأمر استخدام السلاح النووي للحفاظ على أراضي تقع تحت السيادة الروسية، مطالباً حكومة كييف بالتوقف عن جميع الأعمال العدائية والسعي لإنهاء الحرب الحالية من خلال اللجوء للمفاوضات.
وفي الوقت نفسه أعلنت أوكرانيا أنها سوف تستمر في الحرب حتى تسترد الأراضي التي انضمت اليوم للسيادة الروسية وتعهد الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي برد فعل عنيف لقرار المناطق الأربعة لروسيا، كما قام بعقد اجتماع طارئ مع وزيري الدفاع والأمن في بلاده.
ويختتم الكاتب مقاله مؤكداً على تصريحات بوتين التي أوضح فيها أن تهديده باستخدام السلاح النووي للدفاع عن كل الأراضي الروسية لم يكن هزلاً قط وأنه سوف يقوم بتنفيذ تهديده إذا استمرت أوكرانيا في مهاجمة الأراضي الواقعة تحت السيادة الروسية.