الأحد 5 مايو 2024

كنوز دار الهلال.. لماذا أطلق الملك فاروق الرصاص على الفنان أحمد سالم

أحمد سالم بين كاميليا والملك فاروق

فن30-9-2022 | 22:15

خليل زيدان

حياة حافلة بالمغامرات والمجد عاشها الفنان والطيار أحمد سالم، فهو المخرج والمنتج والممثل والطيار البارع، وأول إذاعي نطق "هنا القاهرة"، وهو أيضا مؤسس استوديو مصر، وبرغم حياته القصيرة لكنه خلد نفسه بأعماله وإبداعاته، وقد حاصره الموت عدة مرات لكن الحياة كانت تفرد له ذراعيها ليعود إليها مرة أخرى.

رحل أحمد سالم في النصف الأول من شهر سبتمبر 1949، وهو الشهر الذي تشائم منه وكان يرجئ كل أعماله فيه.. واليوم نكشف أسرار نجاته من الموت مرات عديدة، منها إطلاق الملك فاروق الرصاص عليه ليقتله، حسبما جاء في مجلة الكواكب عدد 30 سبتمبر 1958.

تحت عنوان "في الذكرى العاشرة للمرحوم أحمد سالم.. الملك السابق حاول قتله بالرصاص" كشفت الكواكب في جرأة شديدة أسرارا تنشر لأول مرة بعدما تكهن بها العديد من الناس وبقيت مجهولة حتى أكدتها الكواكب، فقد قال التقرير أن الملك فاروق كان يمقت أحمد سالم لأسباب كثيرة، منها أنه كان يخشى أن ينافسه أحمد سالم على قلب الفنانة كاميليا، والسبب الآخر فقد كان سيارة أحمد سالم.

كانت سيارة أحمد سالم من نوع فريد، صنعت منه ألمانيا سيارتين فقط، اشترى هتلر سيارة منهما وفاز أحمد سالم بشراء السيارة الأخرى.. وأراد الملك فاروق أن يتشبه بهتلر، فأرسل لأحمد سالم شخصا من حاشيته يأمره بأن يبيع السيارة للملك، وكان سالم يعتد بنفسه، فقال للرجل "إن الملك لا يفضلني حتى يغتصب سيارتي"، ومنذ ذلك الحين بدأ الصراع.

ففي إحدى المرات كان الملك السابق يمر بطريق السويس الصحراوي، ويتهادى بسيارته عندما لمح من بعيد سيارة أحمد سالم، ومد يده إلى جيبه فأخرج مسدسه ونظر إليه ليتأكد أنه معد للإطلاق، وزاد من سرعة سيارته حتى اقترب منه ومد يده من النافذة وأطلق عدة رصاصات استقرت في العجلتين الخلفيتين، ولكن السيارة ظلت تسير، وتوقع فاروق أن تنقلب السيارة بمن فيها، فأسرع يمر بسيارته بجوارها، وعرفه أحمد سالم فابتسم في سخرية، ونجا الفنان من الإغتيال الملكي.

عرف الملك فاروق أن أحمد سالم لم يمت، فأرسل إليه شخصا من الحاشية يأمره أن يغادر مصر فورا، وفي هذه المرة هز أحمد سالم كتفه وقال "لست مجرما ولن أغادر بلدي".. واستغل سالم ذلك التهديد ضد الملك، فوضعه في يد حزب كان يناوئ الملك السابق، فتم نشره في صحيفة الحزب، وبعدها كف فاروق عن ملاحقته.

أشرف أحمد سالم على الموت خمس مرات، الأولى منها عندما سافر إلى لندن ضمن بعثة مصرية لإحضار خمس طائرات اشترتها مصر، وتم اختياره ليعود بإحداها نظرا لبراعته في الطيران، ويعد من نسور مصر، فاستقل طائرته وبعدما قطع بها أميالا في السماء أصيبت بخلل هددها بالإحتراق، وتمالك سالم أعصابه وفعل ما يشبه المستحيل حتى عاد بالطائرة سليمة إلى مصر، ومنح من أجل ذلك نيشانا تقديرا لشجاعته ومهارته.

والمرة الثانية عندما انقلبت به السيارة الألمانية في الطريق الصحراوي، وتحطمت مقدمتها، وخرج هو من الحادث سليما ولم يصب بسوء، والمرة الثالثة عندما أطلق على نفسه الرصاص لأن الفنانة أسمهان قد طلبت منه الطلاق، والمرة الرابعة كان قد قرر السفر على إحدى الطائرات، ولكنه تخلف لارتباطه بموعد مهم، وبعد ساعات علم أن نفس الطائرة هوت وتحطمت على الأرض ومات كل ركابها.

كانت المرة الخامسة هي التي اشتد فيها عليه المرض وهو في المستشفى، فتسلل إلى إحدى النوافذ وألقى بنفسه منها، ولكنه لم يمت.. وكانت تلك المرة نذيرا بالنهاية.. فمات بعدها بعدة أيام.