أتساءل دومًا لماذا نتورط نحن النساء في حب رجال لا يخافون خسارتنا؟! هل لأن البعض منا اعتاد الإسراف في المشاعر حد البذخ فلم يعد لوجوده أي اعتبار؟! أم لأننا نحيا في مجتمع عانت الكثيرات فيه خيبات عاطفية بسبب تاريخ طاعن من مفاهيم الرجولة المغلوطة؟! أقول هذا الكلام بمناسبة عدد ليس بقليل من الصديقات يخضن معارك طاحنة بين الذات والفؤاد، وكلهن أمل ورجاء أن يتفوقن يومًا على رجال أذهلوهن بقدرتهم الفائقة في محو عِشرة دامت لسنوات طوال، وبجرة غدر نسوا تفاصيل وهوامش كانوا دوماً يطلقون عليها "أحلى حكاية حب".
فهذه تقدم أحاسيسها على طاولة فيها ما لذ وطاب من حلو الغرام، فيستقبلها شريك حياتها بصقيع المشاعر، مفضلاً عليها إناث الهاتف وتطبيقات الدردشات الالكترونية، وإن ثارت وهددت بالرحيل أسرع لفتح الباب وودعها بأوجع سلام! وتلك تحملت ما لا يحكى أو يقال من رجل عمرها، وعندما واجهته بخيانته للمرة التي لا تعرف كم عددها، قلب الدنيا رأساً على عقب وألقى بزواجهما الذي دام لثماني سنوات في سلة المهملات واتهمها بالعدوانية والشكوك والأذية! وغيرهن الكثيرات من المعذبات اللواتي رهن عالمهن على رجال يحترفون البيع بأرخص ثمن وربما بلا ثمن.. بينما يعشن هن على وهم الشراء الذي تربت قلوبهن عليه.
الوضع يا سادة متأزم للغاية، فلا تصدقوا تلك الأقاويل "الفيسبوكية" عن قوة النساء الفولاذية وقدرتهن الفائقة على التناسي.. فكتابة المنشورات الرنانة على صفحات التواصل الاجتماعي لا يوجد أسهل منها..والشطارة ليست في الكلام إنما الأفعال.. ذلك أن لا أحد يدري مقدار الألم الوجداني الذي تعيشه امرأة جراء رجل خان وهجر..
وحدهن اللواتي خرجن من وهم الغرام متعافين أو مدمرين يستطعن سرد أهواله ومر لياليه.. فالأنثى كائن خلق ليحب ويحب، وأقصد بكلامي هذا المرأة الطبيعية وتحت كلمة طبيعية ألف مليون خط..
فيا كل رجل يضرب بمشاعر أنثاه عرض الحائط ليتك تدرك مقدار الجرم الذي ترتكبه في حق من وثقت بك،.. فالمرأة أمانة لم تخلق للإهانة.. والرجل عن حق هو الذي يحافظ على امرأته ويعتبر كل دمعة تذرفها عينيها نقصان من رجولته وليس العكس.
أما أنتِ أيتها الأسيرة لحبيب باع على أهون سبب فلا أجد إلا أن أقول "أفيقي من غفوتك العشقية، وافتحي نافذتك لغد من الأكيد أنه أحلى من الاستمرار في حب لم ولن يبادلك عطاء مماثلا".. وليشهد هذا المقال أنني حذرت.