الجمعة 27 سبتمبر 2024

في ذكرى ميلاده.. أصعب المواقف في حياة رشدي أباظة

3-8-2017 | 23:14

كتب ـ خليل زيدان

تحل اليوم ذكرى ميلاد «دنجوان السينما المصرية»، الفنان رشدي أباظة، وتسعد «الهلال اليوم» بأن تزيح الستار عن عدة مواقف صعبة ومنها أيضًا الطريف قد واجهها «رشدي» أثناء مسيرته الفنية .

في انتظار قسمت

دخل رشدي أباظة استوديو نحاس في عام 1957 لتصوير باقي دوره في فيلم "تجار الموت" وقد تركت زوجته في المستشفى تضع مولودهما الأول، في الأستوديو كانت خطواته بطيئة وشارد الذهن ونظراته تائهة، وقد انتبه لحالته تلك زملاء العمل كمال الشيخ ومحمود المليجي وفريد شوقي، وبسؤاله عن حالته أفادهم بأنه مشغول ومهموم لأن زوجته في المستشفى وفي حالة ولادة، وعلى الفور شكل الأصدقاء فريقًا للتخفيف عنه وتهنئته بالمولود الذي لم ير النور، ومن وقت لآخر كان كل منهم يتصل تليفونيًا بالمستشفى للاطمئنان على زوجة رشدي ويخبر الجميع بما عرفه، واستمر التصوير حتى ساعة متأخرة من الليل، وبين اللقطات وبعضها لم ينقطع الزملاء عن مداعبته وتشجيعه والاتصال بالمستشفى، حتى أتي الخبر اليقين على يد فريد شوقي الذي اتصل بالمستشفى وقد ألقى السماعة وراح يرقص فرحًا وذهب ليزف الخبر إلى رشدي وفريق العمل على أيقاع رقصته وهو يقول : مبروك يا رشدي ولدت بنت، هنا شعر رشدي أباظة بفرحة عارمة بما رزقه الله وأيضًا شعر بمحبة وتكاتف الزملاء وشعر أن فريد يعيش معه فرحته وتجربته.

سلطان ومرض قسمت

في العام التالي دخل رشدي أباظة البلاتوه لتصوير مشاهده في فيلم "سلطان" وقد أصابته حالة من الحزن الشديد لأنه ترك ابنته قسمت في محنة مرضها وقد ارتفعت حرارتها إلى 40 درجة، وقد ظهرت على جسمها علامات غير طبيعية وأوصى رشدي خمسة أطباء لمتابعة حالتها والاتصال للاطمئنان عليها لأن ظروف العمل اضطرته لتركها وهي مريضة، وقابله صديق عمره فريد شوقي في البلاتوه وسأله عن سبب حزنه فأخبره بمرض قسمت ووصف له حالتها ومرضها فجذبه فريد من يده وأسرع به إلى التليفون وهو يقول : تعال نسأل هدى، وكانت هدى سلطان زوجة فريد في ذلك الوقت وأم ولا شك أن عندها ما يبعث الطمأنينة في نفس رشدي، وحكى فريد حالة قسمت لهدى سلطان التي طلبت منه أن يعطي السماعة لرشدي أباظة، وبصوت هادئ أكدت هدى لرشدي أن حالة قسمت المرضية هي حالة التسنين، ووكل الأطفال يمرون بتلك المرحلة وتظهر عليهم نفس العلامات، فاطمئن رشدي وارتاح قلبه وشكر فريد وزوجته على مؤازرته.

البلطجي والخاتم الثمين

قام رشدي أباظة بدور بلطجي قاطع طريق في فيلم "ملاك وشيطان" عام 1960، وعند بداية التصوير لاحظ مساعد المخرج أن رشدي يضع في إصبعه خاتمًا ثمينًا وهذا لا يتفق مع الدور، فالخاتم مزين بعدة أحجار كريمة ولا يمكن للبلطجي في الفيلم أن يزين به أصبعه، فخلع رشدي الخاتم وأعطاه لمساعد المخرج وبدأ في التصوير ثم انتهى منها، وكانت المشاهد التالية سيتم تصويرها بعد ثلاثة أيام، وخرج رشدي من الاستوديو ونسى الخاتم مع مساعد المخرج، وخلال الثلاثة أيام ذهب رشدي إلى حمام فندق مينا هاوس وقابل بعض الأصدقاء ومعهم فتاة، وبعد التعارف جلسوا يتجاذبون أطراف الحديث، ثم تعلقت عينا رشدي بيد البنت، فقد وجد خاتمه الثمين في أصبعها، ثم صمت ولم يعلق لكنه ظل يتأمله كل برهة، وانتهت الأيام الثلاثة وذهب رشدي إلى الأستوديو ووجد مساعد المخرج ينتظره وفي يده الخاتم، وسأله رشدي عن رحلة الخاتم في الأيام الثلاثة، وعلى الفور حكى له مساعد المخرج أن هذه الفتاة خطيبته وأنه عندما رآها قرر أن يهديها دبلة الخطوبة ولكن يكن معه نقود كافية، فأهداها الخاتم وهو على يقين بأنه سيشتري الدبلة سريعًا وسوف يسترد منها الخاتم، صمت مساعد المخرج ومد يده بالخاتم إلى رشدي أباظة وهو يلقى النظرة الأخيرة على الخاتم، وهنا قرر رشدي أباظة أن يرد بعض الخدمات للوسط الفني وأن يسعد قلبين، وأعاد الخاتم إلى مساعد المخرج وأفهمه أنه هدية منه له ولعروسه بمناسبة زواجهما.