الخميس 18 ابريل 2024

وزير الأوقاف يشدد على ضرورة الالتزام بأكثر درجات الأدب عند الحديث عن رسول الله

وزير الأوقاف

أخبار5-10-2022 | 11:13

دار الهلال

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، اليوم، أن الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فتح باب الاجتهاد والتجديد وفق مستجدات ومتغيرات كل عصر.

وقال جمعة ـ في كلمة له خلال الاحتفالية التي تنظمها وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ إن القرآن الكريم تحدث عن الرسول الكريم حديثا كاشفا عن عظيم مكانته

وكريم أخلاقه، فقد زكى ربه (عز وجل) لسانه فقال "وما ينطق عن الهوى"، وزكى فؤاده فقال "ما كذب الفؤاد ما رأى" وزكى عقله فقال "ما ضل صاحبكم وما غوى"، وزكى معلمه فقال "علمه شديد القوى" وزكى خلقه فقال "وأنك لعلى خلق عظيم"، وزكاه كله فقال "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

وهنأ وزير الأوقاف، الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، مؤكدا الوقوف صفا واحدا خلف الرئيس السيسي، معربا عن تقديره للإنجازات العظيمة التي تحققت على أرض مصر في مختلف المجالات .

كما تقدم بالتهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (ص)، سائلا الله أن يعيد هذه الذكرى على مصر والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات.

وأضاف وزير الأوقاف أن الله سبحانه وتعالى جعل طاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، فقال سبحانه وتعالى "من يطع الرسول فقد أطاع الله"، كما نهى عن مخالفته فقال سبحانه "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".

وشدد على ضرورة الالتزام بأكثر درجات الأدب عند الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الحديث عن سنته الشريفة التي لا غنى عنها في بيان كثير مما أجمل في القرآن الكريم، ولفت الى مقولة الإمام ابن حزم إلى أن الصلاة بشكلها الحالي لم ترد في أي آية من القرآن..فالظهر مثلا أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات جاء ذلك كله مفصلا قولا وعملا في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم".

كما شدد على ضرورة أن نفرق بوضوح شديد بين الثوابت والمتغيرات التي قد تتغير فيها الفتوى بتغير الزمان أو المكان أو الأحوال، مضيفا أن الرسول (ص) فتح باب الاجتهاد في المتغيرات واسعا فقال "إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 سنة من يجدد لها أمر دينها"، وأوضح أن الرسول الكريم قد أقر مبدأ الاجتهاد وفتح بابه واسعا لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين في حياته.

وتابع جمعة بالقول إنه "عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ بن جبل إلى اليمن، قال له يا معاذ بما تقضي قال بكتاب الله، قال النبي فإن لم تجد، قال فبسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الرسول فإن لم تجد، قال معاذ أجتهد برأيي..".

وأضاف وزير الأوقاف "أن الرسول عليه الصلاة والسلام أذن لأصحابه بالاجتهاد في حياته فيما يأتي لهم من مستجدات"، مؤكدا أن النبي ترك مساحة واسعة للاجتهاد.

وأوضح أنه في ضوء توجهيات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية إعمال العقل في فهم صحيح النص قرآنا وسنة في ضوء الحفاظ على ثوابت الشرع الشريف وأهمية بناء جيل من الأئمة قادر على التعامل مع مستجدات العصر وإشكالياته وتحدياته، تم عقد دورات تدريب وتأهيل مستمرة بالتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وأكثر من 20 جامعة مصرية والعديد من المؤسسات الوطنية.

وأشار إلى أنه من خلال أكاديمية الأوقاف الدولية التي خطت خطوات واسعة نحو العالمية إلى جانب دورها الوطني في إعداد وتأهيل الأئمة والواعظات أصبحت قبلة العديد من العالم في تدريب الأئمة والواعظات والإعلاميين وغيرهم من المعنيين بقضايا الفكر الديني.

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة حرص وزارة الأوقاف الشديد على التنوع الثقافي والمعرفي في برامج الأكاديمية التدريبية والاستفادة من جميع التخصصات والخبرات العلمية، موضحا أن العمل الإفتائي في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية والمناخية وشئون الهندسة الزراعية والوراثية وغير ذلك من مفردات الحياة ومستجدات عصرنا يحتاج إلى رأي أهل الخبرة والتخصص العلمي لتبنى عليه الفتوى.

وقال وزير الأوقاف إن الرأي الشرعي في القضايا العلمية التخصصية والحياتية المستجدة يبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه، مؤكدا أن الرأى الإفتائي في القضايا المستجدة الطبية والاقتصادية والمناخية والعلمية يبنى على رأي أهل العلم والتخصص ولا يسبقه، واستدل عليه بقول الله عز وجل "فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

وأشار جمعة إلى أن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت فتحا عظيما للدين والدنيا معا، وأن ميلاده (صلى الله عليه وسلم) ميلاد أمة وميلاد حضارة، وميلاد عظيم للإنسانية جمعاء.