يحتفل العالم الإسلامي، السبت 8 أكتوبر، 12 ربيع الأول، بالمولد النبوي الشريف، ويعد شراء حلاوة المولد أحد السمات المميزة لتلك المناسبة، خاصًة عروسة المولد المصنوعة من السكر والشكل المعروف لها هو أن يديها تتوسطان خصرها وتتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها.
وتوارثت العديد من الأجيال عادات الاحتفال بالمولد النبوي وشراء عروسة المولد، إلا أن الروايات حول بداية عروسة المولد تباينت، وتعرض بوابة «دار الهلال»، في السطور التالية، أبرز الروايات عن بداية عروسة المولد.
عروسة المولد النبوي
عرف المصريون عروسة المولد عام 973 ميلادية فى عهد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله، ومن بعدها أصبحت عادة متوارثة ولا تزال موجودة حتى الآن، وقد اختلفت الروايات والقصص حول عروسة المولد وأصل ظهورها في مصر .
ويقول بعض المؤرخين، أن الحاكم بأمر الله كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوى، فظهرت فى الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة.
والحاكم تم صنعه فارسا يمتطى جوادا، وأمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبى، مما يفسر سر العروس التى تُصنع فى موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.
عروسة المولد النبوي بالعهد الفاطمي
وفسر أحد المؤرخين ظهور عروسة المولد بأن الحاكم بأمر الله قرر منع إقامة أى من الزينات أوالاحتفالات بالزواج إلا فى المولد النبوي، لذلك كان الشباب وعامة الناس ينتظرون أيام المولد لإتمام زواجهم، وكانت العروسة المصنوعه من الحلوى والمزينه بأبهى الألوان بمثابة الإعلان عن قرب الزواج وإقامة الأفراح.
وكانت عروسة المولد هدية أهل العريس لعروسه؛ لذا كانوا يُبدعون فى تزيينها وتلوينها والتفنن فى جعلها مٌبهرة.
وتوجد رواية أخرى تقول أن أحد خلفاء الدولة الفاطمية، فكر أن يشجع جنوده بتزويجهم من عرائس جميلة وذلك مكافأة لهم على انتصاراتهم، حتى أصبحت عادة في كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال.
مراحل صناعة عروسة المولد
وتمر عروسة المولد بمراحل مختلفة فى التصنيع بدءًا من عمل القوالب الخشبية حسب الأوزان المطلوبة وصب السكر بداخلها لتدخل مرحلة الغليان، ثم الانصهار داخل القوالب حتى تزين العروس بالفستان المزخرف المصنوع من أوراق كروشيه فضفاضة ملونة بالألوان الأحمر والأخضر والأصفر، مدبسة بدبابيس، ثم يضاف إليها تاج مصنوع من الورق الملون وأعواد الخشب لتثبيت التاج، وتزين وجهها بألوان كأنها تضع مكياجًا، وتلوين شعرها باللون الأسود أو أي لون آخر.
ومع اختلاف الروايات لكن تظل هناك حقيقة واضحة وأكيدة، أن عروسة المولد عادة متوارثة شاهدة على تغير الثقافة الشعبية عبر العصور، فنجد صناعتها بدأت بالسكر والماء والنشاء، وبيعها لتؤكل، وأصبحت الآن للزينة فقط، وتٌصنع من البلاستيك كما يدل اختلاف مظهرها وملابسها على اختلاف الزمن والثقافات.