التقت قافلة السلام إلى كولومبيا الموفدة من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، مع خوسيه ألفريدو راموس، مدير الشئون الآسيوية والأفريقية بوزارة الخارجية الكولومبية، بالقصر الرئاسي "سان كارلوس"، وذلك نيابة عن الرئيس الكولومبي "خوان مانويل سانتوس"، بحضور السفير هشام سرور سفير مصر لدى كولومبيا.
وذكر بيان لمشيخة الأزهر اليوم، أن مدير الشئون الآسيوية والأفريقية بوزارة الخارجية الكولومبية، قال إن الرئيس مانويل سانتوس يبعث بتحياته إلى قافلة السلام ويعبر عن سعادته البالغة بقدوم القافلة وأنشطتها، التي تقوم بها في الوقت الحالي داخل المؤسسات والجامعات الكولومبية المختلفة.
وشدد راموس على أن قدوم قافلة السلام إلى كولومبيا تأتي في لحظة فارقة من تاريخ البلاد، وعرج في حديثه على الصراع المسلح الذي دار في كولومبيا على مدار أكثر من 50 عامًا، وعلى الجهود المبذولة من قبل الرئيس لإرساء قواعد السلام والعمل على إنهاء هذا الصراع بشكل نهائي، مضيفا : من هنا تأتي أهمية القافلة في نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك داخل المجتمع الكولومبي وانعكاس ذلك على السلام العالمي، ودعم جهود الحكومة في هذا الصدد، وهو ما نراه ملموسًا على أرض الواقع.
وأشار راموس إلى أن رسالة السلام التي تحملها القافلة الموفدة من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالغة الأهمية، مؤكدًا أهمية وضرورة الدور التوعوي، الذي تقوم به القافلة في تصحيح المفاهيم المغلوطة، التي تُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتحذير من مخاطرها، حيث إن العديد من هذه المفاهيم تؤثر سلبًا على مسيرة عملية السلام على المستويين المحلي والعالمي.
وأعرب عن تحياته لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتقديره للجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، معبرًا عن اهتمام الحكومة الكولومبية بدور هذه القافلة وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لعملها.
ووفقا للبيان، أكّد أعضاء القافلة أن هذه القوافل تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات ومراعاة التنوع والتعددية وترسيخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر لضمان الاستقرار داخل المجتمعات والتعايش السلمي بين الشعوب، وأن الأزهر الشريف يبذل جهودًا حثيثة في نشر السلام ومكافحة التطرف عالميًا من خلال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والذي يعمل على مدار الساعة ويضم أكثر من عشرة أقسام بلغات مختلفة، وما يعقده الأزهر من مؤتمرات ولقاءات حول السلام العالمي، وجلسات الحوار المشتركة بين حكماء الشرق والغرب.
كما عقدت قافلة السلام إلى كولومبيا لقاء مع ميجيل أنخل سوارث، ممثل الشئون الدينية في الأمانة العامة للحكومة الكولومبية، الذي أثنى على ما تقوم به القافلة من لقاءات يومية مع ممثلي مختلف الديانات وحوارات مفتوحة مع شباب الجامعات، وقال إنَّ إدارته تعمل على حماية حرية الاعتقاد باعتباره حقًا أصيلًا يكفله القانون للجميع، وتعزيز السلام وممارسة المعتقدات الدينية والدمج بين أطياف المجتمع وإيجاد الحوار الهادف بين أتباع الديانات المختلفة، مبديًا حرصه على معرفة ما يقوم به الأزهر الشريف من جهود ومبادرات لضمان حرية الاعتقاد، ورغبة الحكومة الكولومبية في التواصل المستمر مع الأزهر الشريف وتحقيق الاستفادة المشتركة في مجال الشؤون الدينية وضمان التواصل المستمر والبنَّاء.
كذلك واصلت القافلة أعمالها بعقد لقاء مع خورخي إنريكي سويسكون، المدير العام لمؤسسة "مبادرون من أجل حياة أفضل"، المعنية بالسلام وحقوق الإنسان والتي تمثل جميع الكيانات الدينية على مستوى الجمهورية داخل البرلمان الكولومبي، حيث أشار سويسكون إلى مشاركة مؤسسته في عملية السلام الدائرة داخل البلاد، واهتمام المؤسسة بما تقوم به قافلة السلام في هذا التوقيت من جهود لترسيخ السلام في كولومبيا ولقاء أعضاء القافلة بممثلين عن حركة "فارك".
كما اهتمت القافلة بعقد لقاءات تفاعلية مع الجمهور، ولقاء بعض طلاب المدارس الذين كانوا يقومون برحلة علمية في متحف "موسيو بوتيرو"، حيث أعطى أعضاء القافلة نبذة مختصرة عن هدفها وإبراز أهمية قيم المودة والإخاء والتشارك بين أفراد المجتمع، كذلك أوضحت القافلة أنَّ الإسلام هو دين السلام ولا يأمر أتباعه إلا بالمودة والتعايش بين الناس، وهو ما لاقى ترحابًا شديدًا من الطلاب وحرصهم على التقاط الصور مع أعضاء القافلة.