الثلاثاء 7 مايو 2024

إشادة الغرب برسول الأمة: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

دين ودنيا5-10-2022 | 22:23

د. سحر عبد الحليم البرجيني

 

لقد أراد الله أن يظهر من الأوروبيين علماء وأدباء ومفكرون منصفون منزهون عن الهوى ينادون بالحقيقة ولا يغمطون فضل الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ويعترفون بعظمة الدين الإسلامى وبدور المسلمين الأوائل في نشر الرسالة العالمية ونقل الحضارة والثقافة الإسلامية للبشرية. وفيما يلي تفصيل لبعض هذه النماذج من الأدباء والكتاب المنصفين.

 

ولنبدأ بالمؤلف الأمريكي مايكل هارت الذي وضع معايير ثابتة لاختيار أعظم الشخصيات التي مرت في تاريخ الإنسانية. ويمكن أن يختلف المفكرون حول من هو الأعظم هل هو قائد عظيم مثل الإسكندر الأكبر أم الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر؟ قد يعترض البعض على ذلك ويؤكدون أن العالم البريطاني إسحاق نيوتن هو الأعظم لأنه يحكم العقول بالمنطق والصدق بدلا من العنف. غير أن المؤلف مايكل هارت اختار أعظم الشخصيات وفقا لأسس محددة، منها أن تكون الشخصية حقيقية فهناك شخصيات شهيرة وبعيدة الأثر، ولا أحد يعرف إن كانت قد عاشت أم لا مثل الشاعر الإغريقي هوميروس. أما المعيار الثاني، فهو أن تكون الشخصية عميقة الأثر وأن يمتد ذلك الأثر على المستوى العالمي. فما يهم هو أن تكون الشخصية العظيمة لها أثر عميق متجدد على شعبها وعلى تاريخ الإنسانية. وصدر الكتاب بعنوان "الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم". لقد أكد مايكل هارت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الشخص الوحيد في التاريخ الذي نجح على المستويين الدنيوي والديني. لقد دعا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وقام بنشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً. ومازال ذلك الأثر قوياً متجدداً حتى بعد أربعة عشر قرناً من الزمان. وقد استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم توحيد العرب بعد أن كانوا قبائل ممزقة متناحرة من خلال الإيمان بالله الواحد.

 

واستطاعت جيوش المسلمين الصغيرة المؤمنة أن تقوم بأعظم الغزوات فاتسعت الأرض تحت أقدام المسلمين وتهاوت إمبراطوريات عريقة واستطاعوا إقامة إمبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند وحتى المحيط الأطلسي تعد هي الأعظم في التاريخ. 

 

وقد فسر المؤلف ترتيب الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس هذه القائمة، في حين جاء ترتيب سيدنا عيسى عليه السلام رقم 3 وموسى عليه السلام رقم 16. ومن أسباب ذلك دور الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر الدعوة الإسلامية وإرساء قواعدها حيث يعد أخطر وأعظم مما كان لسيدنا عيسى عليه السلام في الديانة المسيحية. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المسئول الأول والأوحد عن نشر قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية. كذلك فقد نزل القرآن الكريم كاملاً دقيقاً واكتمل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي كان له أكبر الأثر وأعمقه في حياة الناس. 

 

ومن المقولات الشهيرة لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم مقولة الفيلسوف الإنجليزى الشهير برنارد شو عن عظمة رسولنا – صلى الله عليه وسلم – "إنه منقذ البشرية وما أحوج العالم إلى رجل عظيم كمحمد يستطيع حل مشكلاته وإقرار السلام والسعادة"

كما مدحه توماس كارليل الحاصل على جائزة نوبل قائلاً: "إنه شهاب أضاء العالم أجمع". 

 

واتفق الكثير من الأدباء والكتاب الغربيين على حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم، حيث يقول المستشرق سيديو عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "لقد لقبه الناس بالأمين عن استحقاق بسبب حسن سيرته واستقامته بين الناس. واستمرت صفاته الحميدة طوال حياته. وعندما دعا قومه إلى الرسالة عارضه الكثير منهم ولكن سرعان ما لبوا دعوته وناصروه، واستمر بأخلاقه مع قومه يعطف على الصغير ويحنو على الكبير ويعم فضله وحسن أخلاقه على الجميع." 

 

لقد لخص المستشرق السير وليم موير حياة الرسول – عليه الصلاة والسلام - بأنها كانت سعياً لخير الآخرين، فلم يكن طامعاً في غنى أو منصب أبداً. ولو تُرِك الأمر لنفسه لآثر أن يعيش في هدوء وسلام قانعا بحاله.

 

 كذلك فقد مدح الباحث الأرجنتيني دون بايرون أخلاق الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما قال إنه اشتهر بين قومه بأخلاقه الحميدة من الصدق، والكرم وحسن الشمائل والتواضع والأمانة حيث كان قومه يأتمنونه على ودائعهم الثمينة. وتجنب منذ  صغره شرب الخمر وعبادة الأوثان. 

 

وتضيف المستشرقة الألمانية الدكتورة زيجريد هونكه في كتابها "إن محمداً والإسلام هما شمس الله على الغرب".

 

وبعد، فهذا غيض من فيض، فالكثير جدا من الأدباء والمفكرين والفلاسفة المنصفين اتصفوا بالنزاهة والموضوعية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والوقوف على جوانب عظمة شخصيته وأشادوا بالدين الإسلامى.

Egypt Air