السبت 23 نوفمبر 2024

بالضربات الاستباقية الأمن الوطنى يواجه مخططات ارهاب المصريين

  • 4-8-2017 | 14:48

طباعة

تحقيق: وائل الجبالى

الإرهاب لعبة الخطر فى هدم الدولة والجماعة الإرهابية تحترف الإرهاب وتجيد تجنيد الشباب وتحويلهم إلى إرهابيين، وهنا يكمن الخطر، فأغلب عناصر التنظيمات الإرهابية الجديدة والتابعة كلها للجماعة غير مسجلين أمنياً، لكن كفاءة رجال الشرطة الأمن الوطنى واجهت هذا الخطر، ولم تقتصر فقط على كشف العناصر الجديدة والخلايا النائمة وإنما أبدعوا فى توجيه الضربات الاستباقية التى قصمت ظهر تلك التنظيمات وأفقدتها توازنها من سيناء وحتى أسوان، ضربات الأمن الوطنى الاستباقية للتنظيمات والخلايا الإرهابية كانت سببا فى حماية البلاد من عشرات إن لم يكن مئات العمليات الانتحارية والتفجيرية التى كان من الممكن أن تسقط ضحايا بالجملة، لكن الأمن المصرى أثبت مجدداً أنه يقظ ويمتلك المبادرة ولهذا كما يطلقون على رجال الأمن الوطنى فهم نسور الداخلية.. رجال الأمن الوطنى الذين يعملون ليل نهار لحماية أمن وسلامة أبناء الوطن، يعيشون أياماً بل أسابيع دون رؤية أبنائهم وأسرهم فى سبيل رفع راية الوطن وإحباط المخططات التى تستهدف مقدراته، رجال يرصدون ويتابعون العناصر والجماعة الإرهابية بهدف جمع معلومات عن تحركاتهم ومتابعة اتصالاتهم مع العناصر الإرهابية الهاربة خارج البلاد باستخدام الأجهزة والوسائل الحديثة.

 

نسور الداخلية نجحوا بجدارة فى تضيق الخناق حول حركة الحركات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم الإرهابى داعش، فقد استطاع قطاع الأمن الوطنى اختراق حركة “حسم” وجناحها المسلح، وتوجيه ضربات كبيرة لها.

ولم تتوقف جهود رجال الأمن الوطنى هن هذا الحد فى الضربات الاستباقية للجماعة المتطرفة التى تستهدف البلاد، فخلال الشهر الجارى وجه الأمن الوطنى ضربات قوية ضد العناصر الإرهابية التى استهدفت ضباطاً من أبطال قواتنا المسلحة والشرطة أثناء أداء عملهم فى حفظ والأمن والاستقرار للمواطنين، ولعل آخرها حادث استهداف ضباط وأفراد الشرطة بالبدرشين بالجيزة، والذى كشف ضباط مباحث الأمن الوطنى عن مرتكبيه بعد أيام قليلة من وقوع الحادث، وتم تصفيتهم أثناء تبادل الرصاص مع القوات أثناء ضبطهم.

، حيث أكدت أنه عقب وقوع الحادث تم تشكيل عدة مجموعات عمل ميدانية وفنية بمشاركة مختلف قطاعات الوزارة، من أمن وطنى وعام ومباحث جنائية، ووضع خطة بحث واسعة النطاق اعتمدت أبرز محاورها على جمع المعلومات بمحيط الحادث وتتبع خط سير هروب الجناة والاستعانة فى ذلك بوسائل التقنية الحديثة ومراجعة قاعدة بيانات العناصر الإرهابية الهاربة بالمنطقة.

معلومات قطاع الأمن الوطنى كشفت النقاب عن رصد تورط إحدى البؤر التكفيرية التى ينتهج عناصرها أسلوب العنف بمنطقة جنوب الجيزة ويتولى مسئوليتها الهارب حسن محمد أبوسريع عطا الله وشهرته حسن وزة. مطلوب ضبطه فى القضية رقم ٢٦٨/٢٠١٥ جنايات عسكرية “فى حادث التعدى على حراسة سفارة النيجر بالجيزة”.

كما تم تكثيف جهود البحث بمعرفة أجهزة الوزارة؛ توصلاً لمكان اختبائهم، وأمكن رصد اتخاذهم من وكرين بمنطقتى السادس من أكتوبر وفيصل بالهرم مقاراً للاختباء، فتم عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا استهدافهما فى توقيت متزامن، وبادرت عناصر الوكر الأول فى “منطقة السادس من أكتوبر” بإطلاق النيران على القوات، مما اضطرها لمبادلتهم التعامل، وأسفر ذلك عن مصرع أربعة عناصر، وهم حسن محمد أبوسريع عطا الله. عماد صلاح عبدالعزيز محمد جمعة “منفذى الحادث”. وأحمد ربيع أحمد عبدالجواد. وعبدالرحمن محمد عبدالجليل محمد الصاوى “شاركوا فى رصد تحركات القوة الأمنية”، كما تم ضبط عنصرى الإيواء بالوكر الثانى وعثر بالوكر الأول على ٤ بنادق آلية. من بينها اثنتان من ضمن المستولى عليها بالحادث. وطبنجة. بالإضافة إلى كميات من المواد المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة.

وحقق ضباط جهاز الأمن الوطنى ضربة موجعة أخرى ضد العناصر الإرهابية التى ترعاها جماعة الإخوان، حيث نجح الجهاز فى كشف أضخم مخطط لاغتيال ضباط وشخصيات عامة خلال الفترة المقبلة، يقوم بها اثنان من حركة حسم الإرهابية. تم تصفيتهما أثناء المداهمات الأمنية.

وتبين أنه عقب مقتل الإرهابى “أحمد سويلم”. لجأت الكيانات الإرهابية إلى إسناد مهمة تنفيذ الاغتيالات للإرهابى “أحمد. ن” والإرهابى “عماد الدين. س”. حيث أعد الاثنان قوائم اغتيالات تشمل العديد من الشخصيات ما بين ضباط ومستشارين وإعلاميين.

وتوصلت معلومات الأجهزة الأمنية إلى أن الاثنين تورطا فى محاولة اغتيال المستشار أحمد أبوالفتوح قبل ذلك. ونفذا عملية اغيتالات فى حق رجال شرطة. فضلاً عن أنهم من أبرز الكوادر بحركة حسم الإرهابية، ويعدا مسئولى التخطيط والتنفيذ لحادث استهداف القول الأمنى بميدان محمد ذكى، الذى نتج عنه استشهاد اثنين من ضباط الشرطة وأحد الأفراد. فضلاً عن اضطلاعهما بدور فعال فى تنفيذ تكليفات قياداتهم الهاربين خارج البلاد بالتخطيط وتوفير الدعم اللوجيستى “الأسلحة المختلفة، والعبوات الناسفة” لتنفيذ العديد من الحوادث الإرهابية. فتم استهدافهم فى مكان وجودهم وقتلهم.

وامتدت جهود رجال جهاز الأمن الوطنى للمحافظات، فقد وجَّه فى الفيوم ضربة قاسمة للتنظيمات الإرهابية التى انتشرت فى الظهير الصحراوى للمحافظة واتخذته وكرا للتدريب، ونجحت فى ضبط واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية.

توافرت معلومات مؤكدة لقطاع الأمن الوطنى تفيد باضطلاع قيادات الحركة - عقب إجراءات الملاحقة التى شملتهم خلال الفترة الأخيرة. وأسفرت عن ضبط ومصرع بعضهم فى مواجهات أمنية بتطوير استراتيجيتهم من خلال استقطاب عناصر شبابية جديدة وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة بإحدى المناطق الصحراوية فى نطاق محافظة الفيوم. تتناول استخدام مختلف أنواع الأسلحة، والدفاع عن النفس، وأمن الهواتف والاتصالات؛ تمهيدًا للقيام بسلسلة من الحوادث الإرهابية.

كما تمكن فرع جهاز الأمن الوطنى ببنى سويف من إلقاء القبض على مسئول التجنيد لتنظيم داعش بالصعيد. المتهم فى تنفيذ عمليات إرهابية فى البدرشين والفيوم. أثناء تواجده بمنزله بقرية زاوية المصلوب التابعة لمركز الواسطى.

وأكد مصدر أمني، أن مسئول التجنيد جند ٤ شباب من القرية وقام بتسفيرهم للانضمام إلى داعش فى سوريا. كما تبين أن أحد الشباب الذين قام بتسفيرهم قُتل فى إحدى العمليات بسوريا.

واستمع ضباط الأمن الوطنى ببنى سويف إلى أقوال أسرة الشاب ويدعى “م.خ.ص” ويعمل والده سائقا، ووالدته ربة منزل، وله شقيقة حاصلة على مؤهل عال. حيث قال والد الشاب إن “عادل.ع”. هو الذى جند نجله وأرسله إلى سوريا. مؤكدًا أنه تربطه صلة قرابة بينه وبين الإرهابى عادل، مما ساعده على تجنيد نجله.

وكشفت مصادر أمنية عن نجاح قوات الأمن فى تصفية ٤ عناصر إرهابية بمنطقة جلبانة الصحراوية بدائرة مركز القنطرة شرق بالإسماعيلية، بعد ورود معلومات بتورط تلك العناصر فى اغتيال أحد شيوخ سيناء خلال الساعات الماضية، حيث وردت معلومات إلى قطاع الأمن الوطنى والأمن العام بالإسماعيلية، تفيد تورط عدد من العناصر الإرهابية فى اغتيال الشيخ عطا حماد عودة، شيخ قبيلة الرميلات، واختبائهم بأحد المنازل بمنطقة جلبانة الصحراوية.

وبتقنين الإجراءات قامت قوات الأمن بدعم من قوات الأمن المركزى بتمشيط المنطقة وعقب شعور المتهمين بتواجد القوات بادرت تلك العناصر الإرهابية بإطلاق النيران، حيث تعاملت معهم القوات حتى تمت تصفيتهم جميعًا، وتبين أنهم أربعة أشخاص مجهولى الهوية هاربين من سيناء. وضبط بحوزتهم ٤ أسلحة آلية ولم يضبط معهم أى تحقيق شخصية وجار معرفة هويتهم.

من جانبه قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، أنه خلال الأعوام الماضية وخاصةً منذ ٢٠١٣ وإلى وقتنا هذا خاض جهاز الأمن الوطنى مواجهات مع التنظيمات الإرهابية، والتى كان البعض منها فى سيناء والبعض الآخر فى محافظات الدلتا، بالإضافة إلى الإيقاع بعدد كبير جداً من الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس الموجود فى سيناء والتى كانت تحاول أن تتسلل لمحافظات الداخل، أو للتنظيمات الإرهابية الأخرى التى خرجت من عباءة تنظيم الإخوان الإرهابى، والتى مثلت التنظيم العسكرى للتنظيم منها حركة «حسم» و» لواء الثورة» ، وقبل هذين التنظيمين كان تنظيم الإخوان الإرهابى يدير عددًا كبيرًا جداً من التنظيمات التابعة لأنصار بيت المقدس الموجود فى سيناء، لكن رجال الأمن الوطنى استطاعوا مع قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية أن يقضوا على هذه التنظيمات، منها تنظيم أجناد مصر وتنظيم العقاب الثورى وتنظيم كتائب حلوان، وجميعها أذرع عسكرية تديرها اللجان النوعية لتنظيم الإخوان.

وتابع عكاشة: «إن الأمن الوطنى استطاع فى فترة وجيزة أن يلقى القبض على أعضاء كل هذه التنظيمات وإحالتها إلى القضاء المصرى بعد ضبط كافة الملاذات الآمنة والأسلحة والمواد التى كانوا يستخدمونها فى العبوات الناسفه، وكل هذا كان نجاحًا متميزًا، وبهذا استطاع أن يحمى الشارع المصرى من حالة الفوضى والرعب كان يتم التخطيط لها على مدار السنوات الماضية.

عكاشة قال إن كل الأحداث أثبتت أن جهاز الأمن الوطنى تجاوب مع التطورات والأساليب الحديثة التى تستخدمها الجماعات المسلحة، وخاصةً أن التنظيمات الإرهابية لم تقف مكانها واستحدثت أساليب جديدة متنوعة، وكانت بالفعل تستخدم السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية بما يطلق عليها الإنترنت المظلم، بالإضافة إلى وسائل وتطبيقات مختلفة كانت تعمل على تجنيد الشباب وبهدف تنفيذ عمليات إرهابية، لكن فى المقابل كان جهاز الأمن الوطنى يقف له بالمرصاد واستطاع أن يطور من أساليبه فى مواجهة كل هذه التطورات التى تستخدمها الجماعات الإرهابية المتطرفة، والدليل على تطوير أساليب الجهاز هو الإيقاع بعدد كبير من هذه التنظيمات الإرهابية، من خلال ضربات استباقية فى منتهى الأهمية والأحدث منها مجموعات الخلايا التابعة لداعش، والتى كانت تجندها عن بعد مثل المجموعة التى تم ضبطها فى إسكندرية يوم وقفة عيد الفطر، والتى كانت تستهدف تنفيذ عمليات إرهابية، وكذلك المجموعة التى تم ضبطها فى أسيوط وأيضاً المجموعة التى وصلت لها فى طريق سوهاج بالمنطقة الجبلية التابعة لداعش، وأيضاً الخلية التى كانت تهرب متفجرات ما بين الشرقية والسويس بسيارات نقل كبيرة، والتى كانت تستهدف عمليات إرهابية داخل محافظة السويس، كل هذا يدل على يقظة رجال الأمن الوطنى، وأن هناك خريطة عمل تشمل كل محافظات الجمهورية كلها وعمل عليها الأمن الوطنى، واستطاع بكل قوة أن يوقف كل هذه المخططات ويواجهها بكل حسم.

وأوضح مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية أن من ٢٠١٣ إلى يومنا هذا نجد أن هناك كمًا من الجهد كبيرًا جداً تم العمل عليه فى الشارع من رجال الأمن الوطنى لإفساد مخططات الجماعات الإرهابية، واستطاعوا أن يحافظوا على أمن وسلامة المواطنين فى كل أنحاء الجمهورية من سيناريو كان يتم التخطيط له من وقت اعتصام «رابعة والنهضة» لإدخال مصر فى ساحة من الفوضى والعمل الإرهابي، لذلك لأبد من توفير كل الإمكانيات لجهاز الأمن الوطنى مزيد من الضباط وكميات أكثر من الإمكانيات والميزانيات، لأن الأمن الوطنى لا يكافح الإرهاب فقط، لكنه يكافح كل ما هو مهدد لأمن البلاد.

    الاكثر قراءة