قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن حرب أكتوبر 1973 تكمن عظمتها في أن التحديات التي كانت موجودة حينها ضخمة فسيناء كانت محتلة كما أن السلاح من حيث نوعه وعدده أضعف بشكل كبير من إسرائيل، وقيام الجيش المصري بعملية هجومية لتحرير سيناء أمر يصل لحد الاستحالة كما قدر الخبراء العسكريين في كل العالم كما كانت الظروف الدولية ضدنا.

وأوضح الحلبي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التخطيط المحترف ومحاولة البحث عن حلول غير تقليدية لمشاكل عملياتية بالغة التعقيد هو ما قام به المصريون، وعلى سبيل المثال كان تحطيم الساتر الترابي الذي كان يبلغ ارتفاعه 20 مترا والذي كان يحتاج لقنبلة ذرية تكتيكية لعمل فتحات فيه، لكن تم عمل الفتحات بمضخات مياه ذات مميزات خاصة.

وأضاف إن عظمة نصر أكتوبر أن المصريين كانوا دائما يبحثون عن حلول غير تقليدية وهي نقطة من المهم الاستفادة منها في التحديات الحالية لأنها لا تنتهي ولكن يتغير أشكالها وألوانها مع الوقت، موضحا أن المصريين محترفون في العمل وإيجاد حلول غير نمطية، وهو ما يجب على الشباب الالتفات إليه.

وأشار المستشار بأكاديمية ناصر أن التحديات الموجودة في 1973 كانت كبيرة كما أنه كان هناك عجزا في المواد الغذائية على مختلف أنواعها وهذه الجوانب يجب النظر إليها ومقارنتها بالتحديات الراهنة لنجد أنها أقل بكثير مما كان موجودا وقتها، مضيفا أنه يجب الحذر وعدم الاستسلام لمحاولات بث اليأس والإحباط بين الشباب في الوقت الحالي لذلك يجب أخذ العبرة من دروس الماضي.

وأكد أن المنطقة التي نعيش فيها تواجه تهديدات على مر العصور لأنها قلب العالم لذلك يجب استلهام الدروس من الماضي حتى لا يتحول الشعور باليأس إلى الاستجابة لمخطط أهل الشر، مشيرا إلى أنه وقت حرب 1973 وما قبلها كانت مقولة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة فتوقفت المشروعات التنموية ووجهت كل المجهودات للجانب الحربي.

وتابع أن مصر في الوقت الراهن تخوض معركة ضد الإرهاب ولم توقف مشروعات التنمية، فكانت التنمية المستدامة تجري بشكل واضح مع مكافحة الإرهاب، مضيفا أن الإرهاب كان يستهدف هدم الدولة من الداخل وتعطيل عجلة التنمية والضغط الكبير على المجتمع، وفطنت القيادة المصرية لذلك واستمرت في مشروعات التنمية بشكل متوازي مع مكافحة الإرهاب.

وشدد على أنه برغم الصعوبات في العالم أجمع مثل فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتردي الأوضاع في الإقليم بما يضغط على مصر واقتصادها لكن يحسب للمصريين أن هناك معدلات إيجابية ومشروعات تنموية مستمرة، وهذه النجاحات يجب الحفاظ عليها وعدم اليأس، موضحا أن هناك مشكلات لكن يعمل الإعلام المضاد على تضخيمها بشكل أكبير من حقيقتها وإثارة الرعب بشأن المستقبل لذلك يجب الوعي لأنه الوسيلة الوحيدة للفهم الصحيح للأوضاع.