ما حدث في الإسماعيلية ليس بالأمر اليسير ولا يجب أن يمر مرور الكرام .. فهو صرخة لكل أنثى بمحض وكامل إرادتها تقدم على علاقة زوجية محكوم عليها بالفشل المسبق تحت مسمى "الحب يصنع المعجزات".. و"الكلمة الحلوة تذيب الجليد".. وللأسف كلها شعارات تدخلك في متاهة وجدانية تدمرين فيها ذاتك وتفتقدين كيانك.
الحكاية يا سادة بدأت منذ 8 شهور بالتمام والكمال.. لعروس في الإسماعيلية تصدرت تريند السوشيال ميديا بعد تداول مقطع فيديو يحمل مشهدا لضربها بفستان زفافها أمام كل من هب ودب في الشارع من قبل عريسها.. والغريب، أنها أكملت الزيجة وبرر العريس الهمام فعلته بحجج واهية.. بينما أكد أهله على حبهما وعدم استطاعة كليهما الاستغناء عن الآخر.. واليوم تعاد الكرّة ثانية، وتصبح تلك الفتاة "تريند" مرة أخرى.. ذلك بعد خروجها من المستشفى وتحريرها محضرا لشريك حياتها تتهمه فيه بالاعتداء عليها بالضرب المبرّح، وإحداث إصابات متفرقة بجسدها! والسؤال.. لماذا يتشبث البعض بوهم تغيير الآخر بدلاً من شغل نفسه بالأهم وهو تغيير ذاته؟!.. وإن كان هذا التغيير يتطلب محو اسم محفور على جدار القلب؟! أو التصدي بمنتهى القوة لكل تهديد يجبر شخصا على الاستمرارية في علاقة منتهية الصلاحية.. أليس ذلك أفضل من التمسك بخيالات لن ولم تتحقق حتى في الأحلام؟!
فالرجل العنيف الذي لم يعتد احترام المرأة والحفاظ على مشاعرها لن يكف عن أذاها، ولو قدمت له عواطفها على آنية من ذهب.. لأنه ببساطة على يقين من رضاها وتحملها بأقل القليل منه.. والنتيجة... إهدار عمرها في عشق لم يبادلها يوماً أحاسيس مماثلة.. وهذه الحادثة أصدق دليل على ما أقول.. فسواء كان سبب صلح تلك المرأة مع من كسر فرحتها يوم زفافهما حباً أو خوفاً،.. فهي المسئولة الأولى والأخيرة للحال الذي وصلت إليه.. ذلك لضربها عرض الحائط بكل علامة تحذيرية من الطريق المغلق الذي انتوت السير فيه وكلها أمل ورجاء في إصلاحه.
عفواً عزيزتي العروس،.. ما كان بإمكان هذا الرجل الاستقواء عليكِ لولا هشاشة مشاعرك تجاهه.. فالخراب يأتينا دوماً من الداخل وليس لقوة من أمامنا..
ولتكن تجربتك درس لأي أنثى تتعاطف مع جلادها عشقاً أو هلعاً، وترضى بحياة لا يقرها الحد الأدنى من الضمير الإنساني.. وناقوس إنذار لكل أهل لا تمنع ابنتهم من زيجة تشتمل على جميع مقومات الفشل خشية القيل والقال، أو رغبة في "سترة البنت" والتي تحولت بحكم إعطائها لمن لا يستحقها إلى "تريند"..