الأحد 28 ابريل 2024

الشعب.. والاستقرار

مقالات11-10-2022 | 20:24

الحفاظ على الاستقرار ليس رفاهية.. بل هو حجر الأساس فى بناء وتقدم الأوطان والحياة الكريمة للشعوب.. وهو بالفعل (أمانة) بكل المقاييس ورسالة نبيلة.. من المهم أن نعرف أن الحفاظ على الاستقرار ليس مهمة الدولة ومؤسساتها الوطنية فقط.. ليس مهمة الجيش والشرطة فحسب.. فنحن أمام مقولات عبقرية للرئيس السيسى تؤكد ان استقرار مصر هو أمانة فى رقاب الجميع.. قيادة وشعباً وحكومة وجيشاً وشرطة.. ولكل منهم دور جوهرى لا غنى عنه.. لكن يظل دور الشعب هو الأكثر بروزاً وأهمية تجسدها مقولة الرئيس السيسى (خلوا بالكم من أوطانكم).. ولعل ما حدث من كوارث وسقوط دول فى 2011 وقبلها كان بفعل وأيادى الشعوب التى غاب وعيها وتعرضت لتزييف وأكاذيب وشائعات ولم تحصد سوى الإرهاب والضياع والسقوط.. من هنا فإن الشعوب هى اللاعب الرئيسى فى الحفاظ على نعمة الاستقرار.. وهى أمانة بحق فى رقاب الجميع.. فإذا كانت الدولة تبذل جل جهودها وما فى وسعها والجيش والشرطة قدما الغالى والنفيس من دماء وأرواح الشهداء الأبرار.. لذلك فإن الشعب مطالب بالوعى والفهم والإدراك لما يحاك لهذا الوطن.. والعمل والصبر والتضحية والتفانى والاصطفاف.
 
 
«استقرار مصر أمانة فى رقابنا» كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول خلال الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من ضباط الشرطة..وتحمل رسائل مهمة تحتاج دائماً إلى التأكيد عليها فى ظل ما يواجه مصر من تحديات وتهديدات وما يستهدفها من حملات ضارية لبث الفتن والفوضى.. عبر ترويج الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتحريض والتشويه.

كلمات الرئيس السيسى عن أهمية الحفاظ على استقرار مصر وأنها أمانة فى رقابنا، جاءت فى سياق مهم عندما قال الرئيس «البلد لو كانت راحت ماكانش هيبقى فى مستقبل لحد خالص.. فى قناة السويس منذ أيام قال الرئيس مصر الوحيدة التى نجت» فى إشارة إلى ما حدث فى يناير 2011 وحتى عزل المصريون نظام الإخوان المجرم، وفى مناسبة أخرى تحدث الرئيس عن سقوط البلد مشيراً بيديه إلى الأسفل، لذلك فإن استعادة الوطن لأهله وإنقاذه من براثن المؤامرة التى حيكت لمصر إنقاذ مصر من السقوط والضياع لم يكن أمراً هيناً، ولم يكن هذا الأمن والاستقرار بعد فتن وفوضى مسيطرة أمراً سهلاً ولكنه جاء نتاج ومحصلة تضحيات باهظة الثمن من دماء وأرواح أبطال الجيش والشرطة وما قدموه من فداء لهذا الوطن ولولا هذه التضحيات ما كان هناك أمن ولا استقرار ولكانت مصر فى عداد السقوط والضياع.
تحدثت منذ أيام عن أن الحفاظ على الاستقرار أمر يحتاج إلى جهد وعناء ورؤية ووعى وتكاتف واصطفاف، فهو عمل شاق، خاصة وان الاستقرار هو المكون الأساسى فى بناء الدول وبدونه لن يتحقق التقدم، ولن تبلغ الأوطان أهدافها.
الاستقرار أمانة فى رقابنا جميعاً، رسالة رئاسية بالغة الأهمية، فهى ليست مهمة الدولة ومؤسساتها فقط، ليست مهمة الجيش والشرطة فحسب، وليست مهمة الحكومة وحدها، لكنها عمل جماعى البطل الحقيقى فى تحقيقه وترسيخه واستمراريته هو الشعب، فالجيش والشرطة أدوا مهمتهم بامتياز وقدموا كل ما يمكن أن يجود به الانسان.. ومنحوا الوطن أعز ما يملكون فليس هناك أغلى من الروح، يقدمها الانسان فداءً لوطنه، وليس هناك أهم من السهر والتعب واليقظة لحماية البلاد من شرور الأعداء، ومؤامرات ومخططات الشيطان، يتصدون بشجاعة وجسارة لكل محاولات المساس بالمقدرات يحمون الحدود ويؤمنون الناس، ويجهضون محاولات العبث بأمن البلاد والعباد، تلك هى الرسالة السامية التى يؤديها رجال وأبطال الجيش والشرطة.
لكن إذا كان هذا هو حال الدولة ومؤسساتها الوطنية فى السهر والتعب وبذل أقصى الجهود لحماية هذا الاستقرار والحفاظ عليه، فالاستقرار ليس فقط الدفاع عن البلاد من المخاطر والتهديدات، أو تنفيذ مهام الحفاظ على الأمن القومى أو الثروات والمقدرات والحقوق المشروعة، لكن الاستقرار مفهوم شامل، ومنظومة متكاملة ولعل ما تؤديه وتحققه الدولة المصرية من خلال رؤية قيادتها السياسية على مدار 8 سنوات ومازالت تحقق إنجازات ونجاحات غير مسبوقة بكل أمانة وموضوعية فاقت كل التوقعات فى ملحمة البناء والتنمية، وهذا ليس كلاماً أو حديثاً انشائياً بهدف دغدغة المشاعر ولكنه واقع موجود على الأرض وفى كافة ربوع البلاد يجنيه العباد فى مختلف أنحاء هذا الوطن، بعد ان أمنوا بعد خوف، واستقروا بعد فوضى وذاقوا طعم النجاح، والإنجازات، وعادت لهم الثقة فى أنفسهم ووطنهم وقدرتهم على البناء وتحقيق التطلعات والآمال التى كانت فى عداد المستحيل.
نحن أمام دولة جديدة.. بنيت بعبقرية.. ونمت وازدهرت، وأصبحت تقف على أرض صلبة، دولة جديدة قولاً واحداً أضيفت لدولة العقود الماضية التى طالتها أيادى الإصلاح والتطوير والتحديث.. وإزالة كل مظاهر المعاناة عن المصريين من سوء الخدمات، وتفشى الأمراض، وانتشار العشوائيات، كانت بالفعل كهنة.. وتحولت إلى دولة «تفرح» من يراها الشقيق والصديق .. أما الأعداء يحيكون لنا المؤامرات من أجل ايقاف مسيرتنا نحو استكمال طريق البناء فما حققناه من إنجازات يقض مضاجعهم.. ويصيبهم بالجنون.
ليست روايات خيالية، ولا قصصاً هلامية، فأحاديث النجاحات والإنجازات واقع نعيشه لننظر ونتأمل فقط فى أحوالنا قبل 8 سنوات، وأحوالنا الآن، لننظر إلى كل المجالات والقطاعات لنرى قلاع العمل والإنتاج فى كل ربوع البلاد فى وطن يتغير إلى الأفضل، ويتقدم بثقة وثبات، يواجه التحديات والتداعيات بفكر ورؤى خلاقة.
الاستقرار حلم تتوق إليه دول كثيرة وربما مستحيل فى دول أخرى ضاعت وسقطت، لكنه نعمة بين أيدينا فى مصر تستوجب الشكر والتحية لأرواح الشهداء وتستلزم الحفاظ عليها والانطلاق إلى البناء أكثر وأكثر، وهى رسالة وفاء لأرواح الشهداء لكل مواطن مصرى يدرك المعنى النبيل للتضحية والفداء والعطاء وبذل الروح والدماء.
الحقيقة أن الدولة المصرية وقيادتها السياسية وجيشها وشرطتها، يبذلون جل جهودهم يسهرون على أمن هذا الوطن، وتلبية آمال وتطلعات واحتياجات هذا الشعب والعمل على ترسيخ الحياة الكريمة والانسانية له فى ظل تحديات غير مسبوقة، وتداعيات خطيرة لحرب أراها «العالمية الثالثة» التى تدور رحاها فى أوكرانيا بين المعسكرين الأول يجمع الأمريكي- الأوروبى والثانى المعسكر الروسى وحلفاؤه.. لكن الأمر الذى يستحق التحية والتقدير والاحترام هو جهود الدولة المصرية من أجل تخفيف هذه التداعيات والآثار السلبية الطاحنة التى تؤلم شعوب العالم، فمنذ انطلاق الأزمة واشتعال شرارة الحرب الروسية- الأوكرانية لم يشعر المواطن المصرى بأى نقص أو عجز فى أى سلعة، وتتحمل الدولة التى قررت من اللحظة الأولى تخفيف حدة التداعيات الاقتصادية للحرب فى ظل وجود مشاكل وأزمات فى دول ذات اقتصادات قوية تعانى من نقص الطاقة والغاز والمواد البترولية والسلع الأساسية.
لكن السؤال إذا كانت الدولة لا تدخر جهداً، ومؤسساتها تبذل كل ما فى وسعها وجيشها وشرطتها يقدمون الغالى والنفيس من أجل الحفاظ على الوطن وتقدمه واستقراره فماذا عن دور المواطن، ماذا عن دور الشعب فى الحفاظ على استقرار مصر الذى هو أمانة فى رقابنا جميعا، هل مؤسسات الدولة هى المسئولة فقط عن الحفاظ على الاستقرار؟.. هل يقف الشعب متفرجاً لا يعمل من أجل تحقيق هذا الهدف الذى يعد شريان الحياة وجوهر الوجود والتقدم وهو كمواطن المستفيد الأول من هذا الاستقرار، لذلك أرى ان الشعب عليه دور كبير فى الحفاظ على الاستقرار، ولعل تضحيات الشهداء تجعلنا فى موقف صعب أمام هذا العطاء الفريد، فأقل ما نقدمه لمصر فى الحفاظ على استقرارها الآتي:-
أولاً: الإدراك الحقيقى ان الأمن والاستقرار هما السبيل الوحيد للحفاظ على بقاء وجود الأوطان وأنهما أساس البناء والتنمية والتقدم وصولاً إلى الحياة الكريمة التى هى هدف كل مواطن، لذلك لابد ان نتمسك بتحقيق وترسيخ هذا الهدف.
ثانياً: الوعى بأن هناك من قوى الشر والأعداء من لا يريدون لمصر أن تتقدم وتقوى وتمتلك القدرة، وبالتالى فهى محاطة بكم كبير من التحديات والتهديدات و المخاطر والمؤامرات والمخططات، واننا نعيش فى منطقة مضطربة تشهد صراعات ونزاعات وتموج بالمتغيرات العنيفة، وان هناك قوى إقليمية لديها أطماع وأوهام تحاول تنفيذها وتحقيقها، ولن يتم ذلك إلا من خلال اضعاف مصر واخراجها من المعادلة الإقليمية كمركز قوة وريادة وقيادة لهذه المنطقة.
ثالثاً: الفهم الصحيح سواء لما يدور حولها من حروب ونزاعات وصراعات والأهداف التى تسعى إليها القوى الدولية وبالتالى أهمية امتلاك مصر القوة والقدرة وان يكون شعبها على قلب رجل واحد، كذلك الفهم الصحيح والمتأصل لجذور مشاكلنا وأزماتنا وتحدياتنا وأسبابها وما حدث خلال العقود الماضية وان الدولة فى هذا العهد تبذل جهداً فائقاً فى القضاء على كل الأسباب التى تكمن وراء هذه الأزمات وتهيئة أنسب الظروف لحياة كريمة للمواطنين وتخفيف العبء عنهم.
رابعاً: إدراك ان ما يستهدف مصر من حملات ضارية وشرسة على مدار الساعة من أكاذيب وشائعات وتشكيك وتشويه وتحريض وتسفيه هدفه الأول نشر الاحباط واليأس وخفض الروح المعنوية لدى المصريين، وتعطيل مشروعهم الوطنى للبناء والتنمية والتقدم، وضرب وحدتهم واصطفافهم حتى يسهل لا قدر الله على أعدائها إسقاط الوطن.. وان «أحاديث الإفك» التى تروج الكذب تتجاهل عن عمد وتشوه عن قصد وتسفه مع سبق الاصرار والترصد نجاحات وإنجازات غير مسبوقة تخرق العيون، ويشهد لها القاصى والدانى لتزييف الوعى وتحريك المصريين من أجل الهدم والتدمير وهو ما يستفيد منه أعداء مصر وتحقيق أهدافهم.
خامساً: عدم نسيان ما اقترفته أيادى الإخوان المجرمين الآثمة من جرائم وخيانة لهذا الوطن، وأنهم جماعة إرهابية ضالة مجرد أداة ودمية فى أيدى أعداء مصر يحاولون من خلالها وعبر ما تروجه من أكاذيب وضلال ومغالطات وشائعات وتشكيك، لاحباط المصريين، وتدمير نجاحاتهم وإنجازاتهم فهذه الجماعة لديها عقيدة فاسدة هى كراهية الوطن والحقد على نجاحه وقوته، والسعى بكل الوسائل الخبيثة لهدم كل ما تحقق وان ما يسرها ويسعدها هو تألم المصريين الذين أدركوا خيانتها، وتسعى للثأر منهم بعد أن عزلوا حاكمها الفاسد والفاشل فى 30 يونيو 2013.
سادساً: الوعى الشعبي، بأن عناصر الإخوان المجرمين والمرتزقة الذين يعملون لحسابهم ويقفون على منابرهم ينعقون بالأكاذيب والشائعات والتشويه، لا يبحثون إلا عن المال والمصالح الشخصية على حساب الوطن وأن جل نجاحهم وأمانيهم فى أن تحقق أهدافهم فى هدم الدولة المصرية وتشريد شعبها، لذلك على المصريين جميعاً إدراك حقيقة ارتدائهم ثياب الوطنية المزعوم ما هو إلا دور مرسوم خططت له أجهزة مخابرات الدول المعادية لمصر، وجعلت منهم مجرد أبواق تنعق مثل البوم بالأكاذيب والشائعات.. لذلك علينا أن ننتبه من خطورة ترويج الشائعات وأهدافها الخبيثة، وألا يسلم المواطن المصرى عقله لأخطر وأشرس أعدائه وأكثرهم حقارة فهم لا يتمنون له الخير فهو أكثر المتضررين إذا تعرض الوطن لمكروه لا قدر الله.
سابعاً: على الشعب المصرى أن يقرأ جيداً ويفهم ما حدث للدول التى سقطت بفعل المؤامرات والمخططات الشيطانية، وضاعت وضاع شعبها ويعانى الآن من ويلات الفوضى والانفلات والإرهاب، ويبدو هدف استعادة الدولة الوطنية فيها شبه مستحيل، ولقد جنت هذه الشعوب آثار وتداعيات مدمرة لاستسلامها للشائعات والأكاذيب وتزييف وعيها فانساقت وراء الأعداء للهدم والتدمير والتخريب والفوضى فأصبحت تجز أصابع الندم والحسرة بعد ضياع كل شيء، فلم يعد الأمن والاستقرار بين يديها ولكنه أصبح صعب المنال، سكنت الملايين من هذه الشعوب معسكرات ومخيمات اللاجئين تعانى من التشرد، والغرق فى مياه البحار والمحيطات وتهان فى دول ترى فى وجودهم خطراً داهماً، لذلك فإن الوعى الحقيقى هو العمل والبناء والفهم وعدم الانتباه لأكاذيب ومزاعم الخونة والمرتزقة، لابد أن نخرج بعبر وعظات ودروس مستفادة من تجارب الدول التى ضاعت بفعل غياب الوعى الحقيقى عن شعوبها وتمكن المؤامرة من عقولهم، فأصبحوا نادمين وماذا يفعل الندم بعد فوات الأوان؟ والسؤال المهم هل جنت شعوب هذه الدول التى لا أريد ذكر أسمائها لكننا نعرفها الديمقراطية والحرية والازدهار والأمن والاستقرار؟ الاجابة قولاً واحداً لا بل حصدت الشر والسقوط والضياع والفوضى والإرهاب، وضياع الأمن والاستقرار وأصبحوا رهائن وأسرى فى أوطانهم، فما أعظم قول الرئيس السيسى للشعوب «خلوا بالكم من أوطانكم» هذه الوصية لا تقدر بثمن، فالشعوب هى المسئولة عن الحفاظ على الأمن والاستقرار.
ثامناً: يجب ان ندرك ان الأحلام والطموحات والأمانى لا تتحقق بالكلام والشعارات ولكن بالعمل والصبر والتضحيات، فالقابض على الاستقرار فى هذا الزمن مثل القابض على جمر النار فى ظل مخططات ومؤامرات وغزوات وحملات وحروب على العقول تسعى لتزييف الوعى والتحريض على الهدم.
من المهم للحفاظ على الاستقرار، الوعى بما يدور ويحدث ويستهدف الوطن والفهم الصحيح لكل القضايا والملفات والتحديات وعدم الجرى وراء الأكاذيب والشائعات والعمل على تحرى الدقة والاستعانة واللجوء إلى المصادر ذات الثقة العالية فى الحصول على المعلومات والبيانات والأخبار الصادقة.
تاسعاً: إن الحفاظ على الاستقرار يستلزم شعباً واعياً، لديه فهم عميق، وقدرة فائقة على العمل والصبر، عنيد وصلب فى تحقيق طموحاته، مدرك ان هناك من يريد تحطيم آماله وتعطيل نجاحاته، شعب على قلب رجل واحد، يلتف حول قيادته التى تأكد بما لا يدع مجالاً للشك انها تعمل بشرف وإخلاص وإرادة ورؤية على تقدم هذا الوطن وتحقيق آمال شعبه.
الوعى والعمل والصبر والتضحية والفهم و الإرادة والالتفاف والوحدة والاصطفاف هى الطريق الأمثل مع جهود الدولة وتضحيات وعطاء مؤسساتها الوطنية إلى الحفاظ على الاستقرار وبالتالى مواصلة طريق البناء والتقدم.
 
تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa