الأربعاء 15 مايو 2024

المرأة في الجمهورية الجديدة


صابر سكر

مقالات12-10-2022 | 12:07

صابر سكر

حظيت المرأة منذ ثورة يونيو 2013 بمكانة متميزة تفعيلا  للدستور بداية من ديباجته التي استهلت "المواطنات والمواطنين" باعتبارهم الشعب المصري الذي يعبر عن إرادته ويضع دستوره وقد وردت النصوص الخاصة بالمرأة في الباب الأول الخاص بالدولة والباب الثاني الخاص بالمقومات الأساسية للمجتمع وهو ما يؤكد وضعية المرأة التي تكون الدولة والمجتمع، باعتبار أن المرأة تشكل نصف المجتمع وتسهم في رفاه النصف الآخر.

ودستور 2014 حصدت فيه المرأة مكتسبات جديدة وأصبح  للمتزوجة من غير مصري أحقيه لأبنائها في الحصول على الجنسية المصرية، والمساواة بين المرأة والرجل في جميع  الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية

 

ومنذ أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بثورة شعبية في تطورات سريعة للحاق بركب التقدم والازدهار ورأت النصوص القانونية للمرأة النور ومحل تنفيذ وتمكين المرأة في جميع المجالات ومن عام 2017 حتى الآن نشاهد قبول أعداد كبيرة من الفتيات الحاصلات على الثانوية العامة والأزهرية وخريجات الجامعات المصرية وهن يلتحقن بأكاديمية الشرطة والقوات المسلحة، وما لم يتحقق في عقود طويلة تحقق في سبع سنوات.

 

 وتولت المرأة الوظائف العامة بل أصبحت رئيس محكمة وعينت في جميع أفرع القضاء من مجلس دولة وهيئة قضايا الدولة ونائبة عن الشعب في السلطة التشريعية والمهندسة وأستاذة الجامعة ليس هذا فحسب بل عميدة ورئيسة للجامعة ووزيرة في قمة السلطة التنفيذية والقضائية، ونراها في مراكز مرموقة في الدبلوماسية المصرية.

وتعيش المرأة في أزهى عصورها كتفها في كتف زوجها تخوض معركة التحدي لمواكبة المستجدات للزحف إلى الجمهورية الجديدة بالتطور العلمي ومشاركة الحكومة في شحذ الهمم وتجميع القوى لتحديث في البنية التحتية والمنشآت الحيوية وإدارة الأنشطة والفعاليات للتوعية وتذليل العقبات وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية والتصدي للأفكار الهدامة بالسعى لتأسيس أسرة مترابطة قوية تمد المجتمع بأولاد لهم رؤية محبين لوطنهم محافظين على  أرضهم وعرضهم وتساند المرأة زوجها على تخطي صعاب الحياة، والرئيس السيسي وعد فأوفى وأنزل المرأة المنزلة التي تليق بها.

 

 

المرأة في الإسلام

 

ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة، ودليل ذلك أن جميع النصوص الشرعية المتعلقة بكرامة الإنسان (ذكرًا أو أنثى) وبالثواب والجزاء، والحقوق والواجبات تشمل الطرفين إلا ما نُصَّ على تخصيصه بأحد الصنفين، ومن لطائف القرآن الكريم في التنبيه إلى هذا المقصد الجليل عطفُ النساء على الرجال عند ذكر كثير من هذه الأحكام أو تلك الفضائل، ولعل في هذه الآية الكريمة غُنية عن غيرها فيما قررناه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]، فالمتأمل فيها يجد أن سياقها يتميز بـ«الإطناب» في تعداد الأوصاف؛ لأن المقام يقتضي زيادة البيان، لاختلاف أفهام الناس في ذلك، على أن في هذا التعداد إشارة إلى أصول التشريع؛ حيث اشتملت هذه الخصال العشر على جوامع الإسلام ومقاصده، لئلا يتوهم أحد أن المساواة الحاصلة بين الرجل والمرأة محصورة في خصوص صفة واحدة.

 

 

 

ويضاف إليه أن الشرع الشريف في أصل نظرته إلى الصنفين يعتبر كلًّا منهما قوة عاملة، يطلب منه ما هو منوط به، ويحق له جزاؤه، قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 195].

 

 

وكذلك يُسترشد برأي كليهما في الأمور العامة والخاصة والشؤون الدينية وغير الدينية؛ قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [التوبة: 71].

 

 

حق المرأة في الحرية

 

الحرية هي ألا تتجاوز حدود الآخرين فتضر بهم، وهذه الحرية لا تخص الرجال دون النساء، وإنما هي لكل منهما على السواء، ورغم أن مصر وافقت على جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وكلها لم تستطع أن تأت بما جاءت به الشريعة الإسلامية من نصوص، وقواعد تحفظ وتحمي وتعطي حقوقا للمرأة .

 

 

ويظهر بعض مدعي الثقافة والفكر من النساء والرجال ومنهم فاشلين في بيوتهم كل حين وآخر بأمور مثيرة للجدل عبر القنوات الفضائية المصرية بمحاولة العودة من الظل وإلقاء الضوء على أنفسهم بافتعال حقوق للمرأة، في محاولة إشعال الفتنة للمتربصين داخل الأسر المصريهة وتمزيق الروابط  الأسرية والتأثير على  نسيج المجتمع مثل عدم إلزام الزوجة في إرضاع طفلها أو إرضاعه لقاء ثمن وكذا عدم خدمة الزوجة لزوجها والغرض من ذلك هو زيادة المشاركات في الفضائيات ونسب المشاهدات.

وهنا لابد أن يتصدى لهم الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ويتم محاسبتهم جنائيا لتكدير صفو المجتمع وإثارة البلبلة والفتن وزعزعة الأمن ، ويصبحوا عبرة لمن تسول له نفسه الخوض في تلك الأمور الخارجة عن الأديان السماوية والقوانين الوضعية.

ولا بد أن ننبه أنه بوعي المرأة تصبح الأسرة قوية، تنهض بالجمهورية الجديدة لتواكب الحضارة العالمية.

Dr.Radwa
Egypt Air