أكد اللواء رزق علي، رئيس هيئة النقل العام، أن تحريك أسعار تذاكر أتوبيسات النقل العام كان ضروريا لإنقاذ الهيئة من خسائرها، ولتحسين مستوى الخدمة للجمهور.
وأضاف فى أول حوار له لـ"الهلال اليوم" بعد رفع أسعار التذاكر، أننا اضطررنا لتحريك التذكرة لإنقاذ أسطول الهيئة من الانهيار بعد رفع أسعار المحروقات، لافتا إلى أن الهيئة يقع على عاتقها عبء تقديم أفضل خدمة باستخدام وسائل النقل المختلفة، لذلك قمنا برفع التذكرة 50 قرشا على جميع خطوطها وفى متناول المواطن البسيط، وذلك دعما للبعد الاجتماعي لجمهور الركاب فإلى نص الحوار..
في البداية.. الكل ينتقد أداء الهيئة منذ قرار إنشائها فى عام 1966.. ما السبب؟
هذا أمر طبيعى فليس هناك أحد ببعيد عن النقد، فالهيئة لها عدة اختصاصات لا تتعداها تتلخص أهمها فى إدارة واستغلال مرفق النقل العام بالقاهرة الكبرى فيما عدا ما يدخل في اختصاصات شركة أو هيئة أخرى، وتطوير وتحسين مستوى خدمة النقل العام، وتحقيق الترابط والتنسيق بين جميع أجهزة الهيئة وإبراز ملامح الخطة العامة للهيئة من مستوى الخدمة المتوقع تقديمها ونتائج الأعمال المنتظرة والآثار المترتبة عليها، وكذلك المتابعة الفورية للتنفيذ في جميع المجالات والوقوف على أي انحرافات عن الخطط المقررة وإيضاح أسبابها ومراجعة الخطط وتعديلها إذا لزم الأمر بما لا يؤثر على الأهداف.
وهل تأثرت الهيئة برفع سعر المحروقات خلال الفترة الأخيرة؟
بالتأكيد تأثرت، لذلك اضطررنا لتحريك سعر التذكرة ورفعها ٥٠ قرشا للحد من خسائرنا المستمرة، ولتدعيم الأسطول خلال الفترة المقبلة.
لكنكم أكدتم مرارا وتكرارا على عدم رفع قيمة التذكرة؟
هذا الأمر خارج عن إرادتنا وكنا نتمنى عدم رفعها، لكن لم نستطع تحقيق التوازن المطلوب خصوصا أن الدولة تدعم تذكرة النقل العام منذ فترة طويلة وما زالت تدعمها حتى الآن.
وماذا عن أسعار تذكر المينى باص؟
أى زيادة فى أسعار تذاكر المينى باص التابع للشركات الخاصة يتم من خلال مجلس الوزراء وليس الهيئة، فالهيئة دورها فقط الإشراف على التزام هذه الشركات بالتعريفة، ووجودهم داخل المواقف فقط.
وهل أنت راضٍ عن حال أتوبيسات النقل العام التابعة للهيئة؟
الهيئة مرت بظروف صعبة فى فترة ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ومن أهم تلك الصعوبات عدم إمكانية توفير قطع الغيار اللازمة للأسطول، إلى جانب أن الأتوبيسات التى كانت موجودة فى تلك الفترة تم استخدامها فترات طويلة جدا، وفى بداية عام 2014 تم توريد 600 أتوبيس ضمن المنحة الإماراتية، بينها 300 أتوبيس تم تجميعها فى شركة «غبور مصر»، و300 أخرى تم تجميعها من شركة حافلات الإمارات. وساهمت الأتوبيسات الإماراتية فى تحسن ملحوظ بأسطول أتوبيسات الهيئة، حيث تم التعاقد مع شركتى MCV وغبور على 200 أتوبيس ماركة «مرسيدس»، وهى ضمن الأسطول حاليا، كذلك دخل 150 أتوبيسا من شركة اسكانيا، وتم التعاقد على 150 أتوبيسا ماركة «فولفو» من شركة غبور مصر، وهى موجودة بالفعل فى جراجات الهيئة.
لم تجب عن سؤالى.. هل أنت راضٍ عن الأداء؟
هناك تحسن فى أداء هيئة النقل العام والأتوبيسات التى تعمل فى محيط محافظة القاهرة حتى الساعة 12 مساء، لكننا نسعى لتغطية جميع أنحاء القاهرة الكبرى، فضلا عن إمداد المدن الجديدة بالأتوبيسات كمدن «بدر، والعبور، والشروق، و6 أكتوبر، 15 مايو»، وبالفعل سيرنا خطوطا جديدة بها أتوبيسات حديثة، ونعد المواطنين باستمرارية التحسن فى النقل العام.
وماذا عن أسطول الهيئة؟
لا يمكننا تحديد أسطول الهيئة داخل محافظة القاهرة فقط، باعتبارها شبكة مكملة لبعضها، خاصة بعد توفير خطوط نقل عام جديدة داخل المدن الجديدة بالمحافظة، لكننا نتحدث عن أسطول النقل بشكل كامل، خاصة عندما نذكر أن هناك 500 أتوبيس لنقل الركاب من محافظة القليوبية إلى القاهرة ما يعبر عن تداخل خطوط النقل.
تمتلك الهيئة مجمع ورش كبيرا فلماذا يتم إهماله؟
هذا كلام غير صحيح، فمجمع الورش التابع للهيئة يتم استغلاله على أكمل وجه لتجديد كل وسائل النقل المختلفة بالهيئة للحفاظ على أسطولها ولإعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة، وتستخدم الهيئة طاقة بشرية لتحقيق أهدافها من خلال 37 ألف عامل بكل التخصصات العلمية والعملية.
ولماذا لا يلمس المواطنون ذلك؟
لأنهم لا يعرفون أن هيئة النقل بها جميع الإمكانات التى قد نحتاج إليها، حيث تضم 24 «جراجا» على مستوى القاهرة الكبرى بها عمالة على أعلى مستوى، ولدينا ورشتان رئيسيتان، إحداها موجودة بمدينة نصر والأخرى بجسر السويس، وهما مسئولتان عن تجديد وصيانة الأتوبيسات، فضلا عن ورش مشابهة للورش الموجودة بأوروبا، خاصة الورشة الرئيسية فى جسر السويس التى تضم 5 خطوط إنتاج، وهى مسئولة عن التجديد الشامل للأتوبيس بعد استهلاكه لمدة 5 سنوات، وينتج كل خط 25 أتوبيسا شهريا بعد تجديد شامل، وتشمل التجديدات «الموتور، والفتيس، والمحاور الخلفية، وجسم الأتوبيس»، إلى جانب ذلك هناك مركز تدريب فى المنيب مجهز على أعلى مستوى، وهو مسئول عن تدريب السائقين والمحصلين وعمال الهندسة المسئولين عن الإصلاحات، على 3 دورات، فالأمر فى النهاية عملية تنظيمية.
ماذا قدمت الهيئة تحت رئاستكم طوال تلك الفترة السابقة؟
لقد تم توفير 3 خطوط تضم 30 أتوبيسا فى مدينة بدر، ومثلها فى مدن الشروق والعبور و6 أكتوبر، إلى جانب مدينة 15 مايو التى كانت تفتقد جميع خطوط أتوبيسات النقل العام، حيث أصبحت تضم خطين بإجمالي 20 أتوبيسا، أحدهما يصل إلى العباسية والثاني إلى منطقة أحمد حلمى، وهو ما ربط جميع المدن الجديدة بالعاصمة، بالإضافة الى أنه للمرة الأولى يتم ربط مدينة بنها بالقليوبية فى موقف أحمد حلمى بـ12 أتوبيسا كمساهمة من الهيئة، لتسهيل نقل الطلاب إلى الجامعات فى القاهرة، حيث إن بنها خارج نطاق النقل العام، خاصة أن سعر التذكرة كان 5 جنيهات بالنقل الخاص، بينما رفعنا سعر تذكرة النقل العام نصف جنيه فقط والهيئة مسئولة عن جميع أنحاء العاصمة وجزء من القليوبية إلى مدينة طوخ وجزء من الجيزة. كما تم عمل خطين فى منطقة بيتشو أمريكان سيتي في المعادى، خاصة أنها كانت منطقة محرومة تماما من المواصلات، إلى جانب التركيز على المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية مثل الوحدة العربية، وشبرا الخيمة التى تم توصيل 30 أتوبيسا لها فى 3 خطوط، حيث تم ربطها ببولاق الدكرور، والدراسة، وميدان عبدالمنعم رياض، وكذلك تم إنشاء خطى أتوبيس فى منطقة إبراهيم بك، أحدهما يتحرك من إبراهيم بك إلى الأباجية، وآخر إلى منطقة المماليك، حيث تم إنشاء خطوط لجامعتى القاهرة والأزهر ومدينة السلام، ولم تسهم محافظتا الجيزة والقليوبية في أي دعم من ذلك حيث إن الخدمات مدعمة من هيئة النقل العام لصالح المواطن البسيط، خاصة أنها غير هادفة للربح.
لماذا فشلتم فى القضاء على ظاهرة وقوف الركاب فى الأتوبيسات؟
لم نفشل.. لكن هذه المسألة تخضع لمعايير، مثل وقت الذروة، والكثافة السكانية العالية، وعدد الأتوبيسات بكل خط، لذا لا أستطيع أن أجزم فيما يخص تلك الأمور إلا بعد توفير أتوبيسات إضافية.
ما أبرز المحطات التى تطورها الهيئة حاليا.. وكم تصل تكلفتها؟
المحطات موجودة فى نطاق محافظة القاهرة، ونحن نوفر محطات انتظار للركاب، أبرزها العباسية، وعبدالمنعم رياض، والمظلات، وشبرا، وأبووافية، وصقر قريش، كما وجهنا بالاهتمام بنظافة المحطات على مدى 24 ساعة خلال الورديتين اللتين توفرهما الهيئة، ولكن الوردية الثالثة تعد الأهم، لأن جميع الأسطول يكون داخل الجراجات لإتمام عمليات الصيانة وغسيل الأتوبيسات وصيانة دورات الوقود، من الواحدة صباحا حتى السادسة صباحا، وتوفر الهيئة قطع غيار تتجاوز الـ100 مليون جنيه سنويا.
لماذا تحقق هيئة النقل العام خسائر مستمرة؟
النقل العام هيئة غير مربحة ولم تحقق المستهدف منها ولكنها خدمية لصالح المواطن البسيط، تحصل على دعم من الدولة، إلى جانب مقارنة سعر التذكرة التي تصل إلى جنيهين مع ارتفاع أسعار قطع الغيار فيما أوضحت دراسة أن سعرها الفعلي أكثر من 10 جنيهات، وذلك قبل رفع أسعار المحروقات مؤخرا.