تحدث بيرو دوناتو رئيس الجالية الإيطالية في مصر ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإيطالية عن البعدين الثقافي والاجتماعي الحضور الايطالي في مصر، ومدى التداخل بينهما بما يعكس عمق وقدم العلاقة بين البلدين. 

وذكر دوناتو ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، أن الجالية الإيطالية في مصر كانت تعتبر أكبر ثاني جالية أوروبية تقيم في مصر من حيث العدد، حيث بلغ عددها في مصر ما يزيد على ٥٠ ألفا في منتصف القرن العشرين، وكان أغلبهم يتركز في الإسكندرية وفي القاهرة .

وقال إن تاريخ الجالية الإيطالية يعود إلى عهد الخديوي إسماعيل، مسجلا إسهامات عدة، في مختلف المجالات، بدءًا من الاقتصاد والعمارة والصحة، ووصولا الى الجانب التعليمي والثقافي والأدبي. ولا تزال الجالية الإيطالية موجودة في مصر وبها رجال أعمال وثقافة فاعلين.

وأضاف دوناتو أن المستشفى الإيطالي يعتبر رمزا من رموز الجالية الإيطالية في مصر وتعبيرا عن الحضور الدبلوماسي والثقافي والديني الذي يجمع بين بلدان البحر المتوسط وكافة الأطراف؛ ان للمستشفى تاريخا واسعا منذ عام إنشائها في عام 1903 وحتى اليوم، وعلى مبناها التاريخي يجتمع علما مصر وايطاليا. لا تتميز المستشفى بنشاط خيري علاجي فقط، بل انها تعبر عن مدى التفاعل بين شعبين عريقين على مستوى ثقافي واجتماعي عميق.

وكشف دوناتو في إطار النشاط الخيري عن إنشاء أول فرع من أكبر مستشفى إيطالي متخصص للأطفال في مصر قريبا في ظل التقارب بين القاهرة وروما.

وأشار دوناتو الى إن هذا المشروع الكبير من المقرر إقامته بالعاصمة الإدارية في مصر وهو أول فرع دولي لأكبر مستشفى في العالم متخصصة في طب الأطفال موجودة في إيطاليا وهو مستشفى (بامبينو جيزو)، لافتا إلى أن هذا المشروع العملاق هو إحدى ثمار وثيقة التعاون التي وقعت في الإمارات بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان .

وحول انتشار اللغة والثقافة الإيطالية في مصر ، قال دوناتو إن اللغة الإيطالية تدرس على نطاق واسع في مصر، في المدارس والجامعات، وانه يوجد تعاون بين الحكومة الإيطالية والمصرية في هذا الشأن، مشيرا إلى أن برنامج التعاون بين الحكومتين المصرية والإيطالية لا يهدف لتعليم اللغة الإيطالية فقط وإنما هو برنامج ثقافي متكامل في شتى فروع المعرفة والثقافة.

وقال يوجد عدد كبير من المعلمين يقومون على تدريس اللغة الإيطالية ولدينا ما يزيد على ١٠٠ الف طالب مصري يتعلمون الإيطالية إما باعتبارها لغة أولى أو ثانية في المدارس والجامعات المصرية، بما يؤكد أهمية هذه اللغة وحضورها في سوق العمل المصري، وخاصة في المجال السياحي.