شرفت بحضور احتفالية تخرج الكليات والمعاهد العسكرية، بحضور وتشريف القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس عبدالفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية، كان لي عظيم الشرف أن أكون متواجدا داخل المقصورة الرئيسية للاحتفالية، على بعد أمتار وبالقرب من قيادتنا السياسية المخلصة الشريفة في زمن عز فيه الشرف، ووسط قواتنا المسلحة الباسلة وكبار قادتها، وهم أعظم وأخلص الرجال، شعوري بالفخر وتواجدي وسط جيشنا العظيم، أمر مهيب تعجز الكلمات عن وصف فرحتي وفخري به.
علاقة حب وود ومكانة كبيرة يحظى بها القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس السيسي، من قبل المصريين بصفة عامة، ومن قبل قادة وضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة، بصفة خاصة، وحتى طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وأسرهم يكنون كل الحب والتقدير له، وظهر ذلك جلياً خلال إعصار الترحيب الحار الذي استقبلوا به الرئيس فور وصوله الاحتفالية.
رئيسنا، زعيم مصر، لديه نفس شعور الود والحب للمصريين وأبنائه من رجال قواتنا الباسلة، ودائماً يضرب لنا أروع الأمثلة في الاحترام والتواضع والإخلاص، حيث عدل الرئيس خط سيره فجأة وأبعد حراسه وحرص على أن يذهب بنفسه ليحيي أسر الشهداء والخريجين وأن يمر من أمامهم جميعاً ويصافحهم، حيث قوبل بعاصفة تصفيق وترحيب كبيرة، وسط هتافات "بنحبك يا ريس، كلنا معاك"، وفي مشهد أبوي من الرئيس تجاه أبنائه بمجرد أن صعد ليلقي كلمته طلب بكل هدوء واحترام من قائد العرض العسكري أن يضع الطلبة "جنباً سلاح"، والطلب كان بصيغة الاستئذان رغم أنه يملك التوجيه والأمر، لكنه قائد عظيم ومخلص تربى على التقاليد العسكرية الأصيلة ويعرفها جيداً.
أوجه الشكر والتقدير للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي، على الدعوة الكريمة لحضور الاحتفالية، كما أشكره على جهوده الكبيرة لتطوير منظومة تدريب وتسليح قواتنا المسلحة، وأشكر رئيس أركان حرب قواتنا المسلحة الفريق أسامة عسكر، على جهوده المستمرة وتواجده الدائم وسط رجال جيشنا، كما أوجه كل الشكر والتقدير لإدارة الشئون المعنوية، وكل العاملين بها على المجهود الرائع والشكل المشرف الذي خرجت به الإحتفالية، فهم جنود مجهولون يعملون في صمت، لكن بصماتهم معلومة، فهذا لم يكن نتاج يوم أو إثنين بل نتيجة عمل عروض وبروفات طوال عدة أسابيع ماضية ووضع رؤية وشكل مختلف عن إحتفال كل عام، ويستحق رجال الحرس الجمهوري كل التحية والتقدير أيضاً حيث يقع على عاتقهم أهم وأصعب وأخطر مهمة وهي تأمين الاحتفالية، ورغم صعوبة المهمة والقلق الذي من المفترض أن ينتاب من يقومون بها، إلا أننا في كل احتفالية رئاسية نجدهم كالملائكة يتعاملون بكل ثقة وود واحترام مع الضيوف، والإبتسامة تملأ وجوههم وسط ترحيب كبير بالضيوف.
120 دقيقة تقريباً، مدة الاحتفالية، مضت وكأنها ثوانٍ قليلة، لم نشعر بالوقت نهائياً، وكنا نريد أن تستمر الاحتفالية طوال اليوم، لنستمتع أكثر وأكثر بجمال وتنوع عروض الأبطال التي أبهرت الجميع، وأظهرت الكفاءة التدريبية والقتالية العالية التي وصل إليها خريجو الكليات والمعاهد العسكرية، حقاً إن قواتنا المسلحة نور لمن اهتدى ونار لمن اعتدى أو يحاول الاعتداء على السيادة المصرية، فرياح جيش مصر رياح رشيدة لا تثور ولا تنتفض إلا إذا تعلق الأمر بالأمن القومي المصري والعربي، فإنها تتحول إلى أعاصير لا تُبقى ولا تذر.
لا يفوتني أن أخص بالشكر والتقدير صوت مصر العميد أركان حرب ياسر وهبة، مقدم الاحتفالية، الذي وهبه الله صوتاً وأسلوباً حماسياً وقوياً يلهب المشاعر ويجعلها تثور حباً وإجلالاً للوطن ولتضحيات أبنائه، هذا البطل أرى أنه كنز من كنوز قواتنا المسلحة، ولا ننسى بيانه التاريخي يوم 1 يوليو 2013، ( بيان المهلة والإنذار الأخير)، الذي دونه له التاريخ في مرحلة فارقة من عمر الوطن.
نفخر بجيشنا فهو من أقوى جيوش المنطقة، ويحتل صدارة وترتيبا متقدما عالميا، ورغم قوة جيشنا إلا أنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، يؤمن ولا يعتدي، وهذه استراتيجية وعقيدة وثوابت لا تتغير، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وهو من سجل بطولات قواتنا المسلحة بأحرف من نور.
مصر تنعم بالأمن والاستقرار، ولن يقبل المصريون العودة إلى حالة عدم الاستقرار الأمني التي شهدتها البلاد عقب أحداث 2011، أصبح لدينا حالة وعي كبيرة، ولن يلتفت الشعب إلى دعوات دعاة التخريب والدمار، الذين يظهرون كالأشباح على صفحات التواصل الاجتماعي ومتواجدون خارج البلاد تحركهم أجهزة معادية لنا، ولا يريدون سوى الشر لمصر، فلا يمكن لأهل الشر أن يتمنوا الخير لوطننا، لكن ستظل مصر آمنة ومحفوظة ومستقرة بوعي شعبها ووقوفها خلف جيشنا وقيادتنا السياسية الحكيمة التي أنقذت الوطن ووضعت روحها في يدها لحماية الوطن والمواطنين عقب ثورة 30 يونيو المجيدة، وهنا أستشهد بمقولة زعيم مصر " يا مصريين خلو بالكم من وطنكم".
[email protected]