الأحد 12 مايو 2024

صناعة العالم الجليل

مقالات15-10-2022 | 21:52

ما أعظم العالم الجليل.. الذى ينهل الناس من علمه وسماحته.. ويساهم فى حل الكثير من القضايا المجتمعية الشائكة.. ويتفهم طبيعة العصر.. ويواكب تحدياته ومستجداته.. ويجمع بين العلوم الدينية والعلمية والسلوكية والنفسية والاجتماعية.. المتبحر فى العلوم والثقافات، والمطلع على أحوال البلاد والعباد الذى يسعى إلى الحفاظ على الدين والوطن وسلام وسلامة المجتمعات.. إنه منظومة متكاملة بالغة التأثير فى محيطها، فنحن فى حاجة شديدة إلى الاستثمار فى صناعة العلماء الأجلاء الذين لديهم القدرة على التواصل والتأثير فى مختلف الفئات، تجمع بين العلم والفكر والثقافة.. والقدرة على التواصل مع البسطاء.. نحن فى حاجة إلى شعراوى جديد.. فلماذا لا نبادر بصناعة مئات من العلماء الأجلاء، وفق منظومة متكاملة تساهم فيها مؤسسات عديدة.. لخلق العالم المتكامل الذى يفيد دينه ووطنه وشعبه فى ظل حالة التقوقع والانعزالية، والنمطية والتقليدية التى تبدو عليها مؤسسات دينية عريقة، تحتاج إلى التحليق بعيداً بما لا يمس ثوابتنا الدينية، نحتاج إلى إدراك أن العصر يتغير.. وهناك مستجدات يحتاج الناس تلبية احتياجاتهم الدينية فى مواجهة جماعات الضلال والتشدد والتطرف والإرهاب.. نحن فى حاجة إلى خطاب أكثر شمولاً وعصرية ينطلق من ثوابت الدين.

إنه الاستثمار الأمثل والذكى والمربح.. الذى يحمى الدين والدنيا ويحافظ على الأوطان والشعوب فى مواجهة تحديات جسام.. وتهديدات خطيرة من جماعات التطرف والتشدد والإرهاب والتجارة بالدين

لا أخفى إعجابى الشديد بحوار الزميلة جريدة «الوطن» مع العالم الأزهرى الكبير الدكتور أسامة الأزهرى ربما لأن مضمون ومحتوى الحوار صادف الكثير من شواغلى الشخصية فلدى إيمان عميق بأن دور المؤسسة الدينية إذا جرى على الوجه المطلوب والمتسق مع التحديات الدينية والفكرية التى تواجه مجتمعنا فإنه سيحسم بدرجة كبيرة المعركة الدائرة الآن فى المجتمعات والعقول والفلك الإلكترونى بعد أن أصبحت السوشيال ميديا ملاذًا للجماعات الضالة والمتشددة والمتطرفة لإغواء وتجنيد الشباب الذى يحتاج إلى مساندة ودعم دينى صحيح من المؤسسات الدينية المصرية وعلى رأسها الأزهر الشريف.

الحقيقة أن الحوار نجح فى أن يفجر مجموعة من القضايا المهمة التى تعد تحديات رئيسية تواجه مجتمعنا.. وعكس خارطة إصلاح حقيقية.. لحالة التقوقع والاستسلام التى تعانيها مؤسساتنا الدينية، وعدم الإدراك والوعى بالمستجدات التى طرأت على هذا العصر، وعلاج لحالات الانعزال والانغلاق، وعدم التفاعل المطلوب مع قضايا وتحديات المجتمع والاستغراق فى التقليدية وعدم التجديد والافتقاد للجاذبية الشعبية، فالحوار كان عميقا فى اختيار شخصية الحوار أو مضمونه ومحتواه لذلك فى اعتقادى أنه يجب التوقف أمام هذا المضمون والمعالجة، وتحويل ما جاء به إلى آليات للتنفيذ بمشاركة الكثير من العلماء المستنيرين والذين لديهم القدرة على التعاطى مع المستجدات العصرية التى باتت تشكل أموراً مُلحة خاصة أننا فى حاجة شديدة إلى مضمون ومحتوى دينى يتمسك بالثوابت ولا يفرط فيها ويعالج القضايا والتحديات العصرية المستجدة، ويواجه الفكر والأفكار الشاذة والبعيدة عن الدين من تطرف وتشدد وإرهاب وتعصب وجمود فكرى واستغراق فى الفرعيات، وعدم مواكبة العصر.

الشيخ أسامة الأزهرى وضع يده على مناطق الداء، ومكامن الخطر الحقيقى الذى بات يستوجب مواجهة عاجلة، ترتكز على الفكر والعلم والإدراك والاعتراف بأهمية المواجهة، خاصة مواجهة التقليدية والجمود، وعدم بزوغ علماء جدد يحظون بحب وتقدير جارف وشعبية كبيرة وثقة وقدرة على قيادة التجديد الحتمى فى ظل مستجدات عصرية شديدة التعقيد وتحديات دينية، بعيدًا عن الخُطب والندوات الرسمية نحتاج تفاعلاً مباشراً بين كافة الأطياف المعنية بالفكر والعلم والتنوير والثقافة والدين ليس فى جلسات عابرة، أو صالونات رسمية، ولكن فيما يشبه ورش العمل للخروج بنتائج ملموسة ومحددة، وخارطة طريق تريح كل الأطراف وتبدد حالة الاحتقان الموجودة بين المثقفين والتنويريين، وعلماء الدين، فحالة التقاذف والتجاذب الفكرى والتى تصل أحيانًا إلى التشويه المتبادل، ما بين الانفلات الفكرى والجمود العقلى نحن فى غنى عنها إذا اجتمع الجميع، وتبادلوا الفكر بالفكر والرؤى بالرؤي، وتفكيك الإشكاليات، وإبداء الرؤى والمفاهيم فيما بين الأطروحات العلمية والثقافية والدينية، لكن هناك نقاطاً مهمة تضمنها الحوار كالتالي:

أولاً: منذ أيام وخلال احتفالات مصر بنصر أكتوبر العظيم، جاءنى زميل بملف من تنمية وتعمير سيناء، لفت نظرى عنوان «بناء الإنسان السيناوي» واعترضت وغيرت هذا العنوان إلى بناء الإنسان المصرى فى سيناء، وفى الحوار مع الدكتور أسامة الأزهرى وجدته يشير إلى نقطة مهمة عكست صحة ما طالبت بتغييره عندما قال د. الأزهري، فلو لاحظنا على مدار 20 أو 30 عامًا ماضية سنجد أن هناك شيئًا يحاول أن يبعد المواطن السيناوى عن وطنه ويحاول أن يملأ نفسيته بأنه سيناوى فقط وهذا مؤشر شديد الخطورة.. إلى هنا انتهى كلام الدكتور الأزهرى الذى أردت أن أعرضه فالحقيقة أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ربط المواطن المصرى على أرض سيناء بوطنه من خلال أكبر خطة تعمير وبناء والنهوض بحياة المواطن على أرض الفيروز والتى جسدت اهتمامًا غير مسبوق بسيناء من خلال ملحمة بناء وتنمية وتعمير أنفقت الدولة عليها 700 مليار جنيه عالجت هذه المحاولات الخبيثة، التى يسعى إليها أعداء الوطن، لذلك علينا أن نحذر ونحترس فى عباراتنا وكلامنا ونتحدث بدقة فالمواطن فى النوبة أو سيناء هو مواطن مصري، ولابد أن يكون لدينا «ستايل بوك» فى تناول مثل هذه القضايا ثم الشيء المهم أيضا هو الإنتاج الفكرى والثقافى والوطنى والدينى الذى يجب أن يتلقاه المواطن المصرى فى كافة ربوع البلاد لربطه بالهوية المصرية، فليس البناء والتنمية والتعمير وحدها التى تؤدى إلى هذا الربط ولكن هناك أيضا البعد الفكرى والثقافى والتوعوى والدينى والوطنى الذى يعظم من حالة الولاء والانتماء فى وجدان المصريين فى كافة أنحاء البلاد، فى سيناء أو النوبة.

ثانيًا: بناء على حديث الدكتور الأزهرى نحن فى حاجة إلى التقريب بين المثقفين والتنويريين وعلماء الدين، بدلاً من التراشق والتجاذب والجدل الفكرى عن بعد، ولذلك فى رأيى نحتاج إلى آلية وشكل غير تقليدى للجميع بين التنويريين وعلماء الدين الأكثر انفتاحا وتجديدا ليس من خلال كلمات رسمية تلقي، أو صالونات ثقافية يحدث فيها ضجيج الكلام.. ولكن نحتاج إلى ورش عمل وطنية، تؤتى ثمارها فى شكل مخرجات ورؤى يقنع فيها الجميع بعضهم البعض بما لا يتعارض مع ثوابت الدين، وبما يعالج الإشكاليات والتحديات وبما يواكب روح العصر ومتطلباته.. لذلك يمكن الجمع بين فكرة الصالون وورشة العمل التى تسفر فى النهاية عن حالة توافق واتفاق بدلا من التنافر والشقاق والتراشق والاختلاف، على أن يكون الحوار بين كافة هذه الأطراف بقلب وعقل مفتوح وأن يضع الجميع أفكارهم ورؤاهم على الطاولة، وأن تكون الوسيلة هى الإقناع والاتفاق.

ثالثًا: الدكتور الأزهرى أكد أنه لدينا فقر شديد فى تصنيع علماء أجلاء على المستوى المتقن وعلماؤنا الآن بعيدون عن قضايا المجتمع والحقيقة.. ورغم أن الدكتور الأزهرى لم يخبرنا بكيفية صناعة علماء أجلاء للتأثير فى الناس إلا أنه وضع يده على الأزمة الحالية التى نعانيها، فعندما فكر أعداء مصر فى تغيير الهوية الدينية لدى المصريين، عمدوا إلى غرس مشايخ بمواصفات مخابراتية معادية يتمتعون بالقبول وحسن المظهر فلم يرتدوا الزى التقليدى لرجل الدين.. ولكنهم ارتدوا أحدث ماركات من البدل، ولم يطلقوا اللحى وهو الأمر المعتاد لرجال الدين.. وارتدوا عباءة الطيبة والتسامح وحلو الكلام، لذلك أزعم أنهم نجحوا فى اختراق المجتمع المصرى خلال العقود الماضية وتحديدا قبل 2011 وأقبلت عليهم نخب وصفوة المجتمع من فنانين ونجوم كرة وأثرياء ورجال أعمال، وطالما نحن نتعامل مع ديننا بإخلاص وصدق فالأحرى بنا أن نقدم ونتبنى علماء جدداً بمواصفات تواكب العصر وبإعداد علمى ودينى شامل، فلا يصح أن يقتصر إلمام العالم فقط بالأمور الدينية، ولكن نحتاج انفتاحاً ثقافياً وفكرياً وعلمياً والنهل من العلوم الإنسانية والنفسية والسلوكية والخطابة وكثرة الاطلاع والسياسة، والعلوم الطبية والبيولوجية وكافة القضايا التى تهم الناس والأوطان فى هذا العصر لذلك فإن قضية تصنيع العلماء الأجلاء ليست مسئولية مؤسسة بعينها، ولكن نتاج تعاون وتضافر مؤسسات كثيرة، وإذا كانت لدينا الأكاديمية الوطنية للتدريب، وأكاديمية إعداد الدعاة، والجامعات المصرية، والمؤسسات الثقافية والفكرية والعلمية، والإعلامية لماذا لا تتعاون هذه المؤسسات جميعًا فى تصنيع العلماء الذين يستطيعون التأثير فى الناس ويمتلكون أدواتهم الدينية والدنيوية والعصرية فى التحدث للناس، وقد حدد الدكتور الأزهرى 3 مرتكزات مهمة تصنع بلدا مستقرا وهى دوائر العلم والفكر والثقافة، وربما لا يستطيع المواطن البسيط التعاطى مع هذه الدوائر، لكن يبقى الشيخ محمد متولى الشعراوى العالم الجليل رحمه الله هو من نجح بالفعل فى توحيد الجسور الثلاثة وكانت لديه قدرة عميقة على التعاطى مع ثقافة الشارع والمواطن البسيط، ولعل دروس الشيخ الشعراوى كانت تضم النخب والمثقفين والمسئولين والمواطن البسيط والبائع، لذلك أتذكر أن أمهاتنا فى الريف كن يطالبن دائما بدرس الشيخ الشعراوى كل يوم جمعة وتخبرك الأم هات لى القناة اللى عليها الشيخ الشعراوى وتظل أمام الحلقة أو الدرس لحين انتهاء الشيخ من الدرس أو التفسير، وهو ما انطبق نسبياً على برنامج الدكتور مصطفى محمود، فقد كان هناك شغف بحلقات برنامجه الشهير «العلم والإيمان»، لذلك نحن فى حاجة إلى علماء قادرين على مد جسور التواصل مع كافة أطياف المجتمع بما فيهم المواطن البسيط الذى يجلس على المقهي، أو يبيع الخضر والفواكه أو السيدة البسيطة فى المنزل، لكن الحقيقة الآن ربما أكون مخطئاً هناك استعلاء ديني، وعلمي، وتعقيد للخطاب الديني، وعدم فهم أبعاد أو وجود مناكفات ومعاندات وانعزالية، وعدم الإقدام على المبادرة للتواصل مع فئات المجتمع من خلال التجديد ومواكبة تحديات العصر فى ظل تحديات بات من الحتمى تحديد أطر التعاطى معها والابتعاد عن الأنماط التقليدية فى معالجتها، وهذا يتأتى من خلال الانفتاح مع مختلف العلوم العلمية والسلوكية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التى تزيد من قوة وقدرة علماء الدين على التأثير إلى جانب التواضع والاحتواء والترفق بالناس، فحالة التصلب الفكرى والجمود جاءت بسبب الإصرار على النمطية والتقليدية والتجهم والانعزال.. لدينا مؤسسات دينية عريقة يشار لها بالبنان لكن للأسف مازالت تحتاج إلى الخيال والمبادرة وإدراك القيمة والمكانة التاريخية لها والعراقة، وحتمية تحركها السريع فى مواجهة التحديات الخطيرة من تطرف وتشدد وإرهاب بدلا من التقوقع والانعزالية، لابد أن نؤمن بالتجديد مع الحفاظ على الثوابت ويصبح أمرا ضروريا، لابد أن نمتلك الخيال الخلاق، الذى يجعل الجميع يسيرون خلفها، لابد أن تقود العالم الإسلامى كما كانت، لابد أن تقرأ المشهد الإسلامى جيداً، ومحاولات توظيف الدين والمتاجرة به لإيذاء الأوطان وإسقاطها، لابد أن تخرج بدستور عمل وخطاب يحافظ على الأديان والأوطان وسلامة الشعوب طبقاً للتعاليم الدينية.. لا بد من وضع حد لحالة الاشتباك بين التنويريين والمثقفين من ناحية، وعلماء الدين من ناحية أخري، فالجميع خاسر فى ظل هذا التنافر والاشتباك وهو ما يستوجب أن يجلس الجميع معاً يتحاورون ويتناقشون بالحجة والدليل والاقناع، فالعلماء يشكلون محوراً مهماً فى بناء الأمم، وتوحيد صفوفها.. والنزول إلى الناس، وحل المشاكل قبل تصاعدها، فالأزهرى أشار إلى دور عالم الدين فى القرى وأنه رسول المحبة والسلام والحل لمشاكل مستعصية وأزمات معقدة بتقريب وجهات النظر وتعظيم القواسم والمشتركات.

رابعاً: لقد ألقى الدكتور الأزهرى حجراً كبيراً فى بحيرة العلم والبحوث الراكدة.. عندما أشار إلى أهمية دراسة سيكولوجية ونفسية الإرهابى والمتطرف، وآراها مهمة للغاية للوصول إلى الأسباب الحقيقية إلى جنوحه إلى الإرهاب والتطرف والتشدد وما هى العوامل التى أدت به إلى ذلك.. هل بسبب فكر صدر إليه وتمكن من عقله، هل هناك أسباب نفسية مرضية قادته إلى هذا الطريق المظلم.. هل هى أسباب اجتماعية أو اقتصادية أو معاناة فى الصغر تحتاج إلى علاج نفسى وسلوكى وتقويم حقيقى لمثل هذه الشخصيات قبل تورطها فى اعتناق هذا الفكر، فربما تفضى الدراسة إلى ضرورة متابعة نفسية وفكرية على المواطن أو إلى إنشاء وحدات ومنشآت صحية وفكرية وعلمية تشبه مصحات علاج الإدمان.

الدكتور الأزهرى أثار قضية مهمة تتمثل فى سؤال مهم ماذا عن أسر وأبناء جماعة الإخوان الإرهابية الذين ارتكب آباؤهم جرائم إرهابية.. وهو ما ينطبق أيضاً على باقى أسر وأبناء الجماعات الضالة والإرهابية الأخرى ذات الصلة بالإخوان المجرمين، فالحقيقة أنهم قنابل موقوتة فى قلب المجتمع، فيجرى على قدم وساق من خلال زوجة الإرهابى وعائلته ومن لهم علاقة بالأسرة تغذية فكرة الانتقام والثأر من الدولة للآباء أو الأشقاء الذين تورطوا فى جرائم إرهابية.. والسؤال كيف يمكن التعامل مع أبناء وأسر هذه العناصر الضالة، هل نحن فى حاجة إلى مناصحة أو مراجعة لهذه الأسر، بهدف اقناعها وترسيخ الوعى لديها بأن ما ارتكبه الآباء والأشقاء من جرائم تحت شعارات دينية مزيفة ليس له علاقة بالدين، وأنه خيانة وجريمة، وأن ذلك خروج على الوطنية والقانون والسلام المجتمعي.. هل نحن فى حاجة إلى مجلس حكماء يتكون من العلماء الأجلاء للتعاطى مع هذه الفكرة أو القضية، وما هى الحلول، وكيف نواجه مثل هذه الظاهرة التى تشكل قنابل موقوتة تعيش بيننا، وتكره نفسها وأوطانها ومجتمعاتها.

خامساً: الدكتور الأزهرى أشار إلى أن سبب تراجع تأثير عالم الدين فى المجتمع هو تراجع التعليم ليس فى الأزهر فحسب ولكنه إشكالية عامة فى التعليم ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم، بسبب غياب الاحتكاك بين الأستاذ والتلميذ والكتاب وهو ما يستوجب النظر والتدقيق والدراسة فى كيف كان العلماء يتعلمون فى العصور الماضية ولديهم حالة من التعمق والتبحر وكيفية استعادة الجين المعرفى الذى كانت مصر رائدة فيه، لذلك فنحن فى حالة تراجع فى تصنيع وصناعة علماء أجلاء لديهم خيال الفكر وإلمام بتحديات ومتطلبات العصر، وجمع بين علوم الدين والدنيا بما يخلق رأياً واجتهاداً ووجهة نظر لا تتعارض أو تتجافى مع صحيح الدين؟

أغرانى المصطلح أو التعبير الذى ذكره الدكتور الأزهرى فى كيفية إيجاد حلول لمواجهة الفكر المتشدد والمتطرف والإرهابى فى قوله الحل فى إعادة الصناعة الثقيلة للعالم صاحب العلم الممتلئ بفهم طبيعة المجتمع الذى نعيش فيه، القادر على أن يكسب ثقة الناس، ويقوم بدوره بشكل كامل.

استطيع أن أخرج بنتيجة مهمة للغاية من حوار الدكتور الأزهرى هى أهمية الاستثمار فى تصنيع وصناعة العلماء الأجلاء والاستثمار بسخاء ورؤية متكاملة لاستعادة التأثير البناء للعلماء الأجلاء فى الناس والمجتمع، والقدرة على مواجهة الفكر الضال والمضلل، ومحاولات تزييف وعى الناس والقضاء على ظاهرة التجارة بالدين.

نريد منظومة متكاملة مواكبة للعصر بكل مكوناته لتصنيع علماء أجلاء يكون لهم دور فى حل القضايا المجتمعية أصحاب قدرة على التأثير وإطفاء الفتن وحل المشاكل المعقدة، أن يكون طريقاً أميناً حريصاً على الإنسان والوطن فى ذات الوقت وهذا يستوجب تكاتف وانصهار وتعاون الكثير من المؤسسات والأطراف لدعم هذه الصناعة الثقيلة التى تمس جوهر الأمن القومى فى امتلاك سلاح الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح، والثقة القوية بدلاً من العشوائية والفوضى الدينية التى رسختها جماعة الإخوان المجرمين، فنحن فى حاجة إلى علماء دين أجلاء يتصدون لمحاولات الهدم والتدمير والتخريب فى الأوطان والعقول يشكلون أسلحة فتاكة لوأد التطرف والتشدد والإرهاب والتجارة بالدين. 

Dr.Radwa
Egypt Air