أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أهمية البحث العلمي للعالم العربي كحل وحيد لتحقيق طموحات الشعوب العربية فى حياة كريمة من خلال اقتصاد المعرفة.
جاء ذلك في كلمته خلال انطلاق فعاليات "أسبوع العلوم العربي" الذي تنظمه سايكوم إكس SciComm X الرائدة في استشارات وخدمات الإعلام والتواصل العلمي، ويعقد هذا العام تحت شعار "نحو مستقبل مستدام" في 20 دولة عربية عبر تقنيات المعارض والمؤتمرات الإفتراضية التي تتضمن حلقات نقاشية وعروض علمية وورش عمل متخصصة.
وقال صقر إن التوعية وتبسيط العلوم ونشر ثقافة البحث العلمي وخلق مجتمعات عربية واعية بأهمية البحث العلمي واتباع الأسلوب العلمي هو المدخل الرئيسي لتهيئة بيئة محفزة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأضاف أننا لن نستطيع اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والميتافرس والفضاء وعلوم البيانات والدراسات المستقبلية وغيرها بدون دعم البحوث الأساسية وبناء قاعدة علمية قوية خاصة فى علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والجيولوجيا بنفس قدر الاهتمام بالعلوم التطبيقية والتكنولوجية المتقدمة.
وأوضح أنه من هناك جاءت مبادرة الأكاديمية (Science Up) التي أطلقتها في عام 2020 بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات للنهوض بالعلوم الأساسية في كليات العلوم الحكومية، والتى تم من خلالها ضخ 70 مليون جنيه منح بحثية لأقسام الرياضيات والفيزياء فقط.
وأشار إلى دعم لأكاديمية لبرامج احتضان النوابغ من النشء فى العلوم والتعليم الإبداعي الرسمي وغير الرسمي للعلوم وزيادة شغف الأطفال بالعلم بعدما لوحظ عزوف كبير عن التعليم العلمي في معظم البلدان العربية.
ولفت إلى إطلاق الأكاديمية برنامج جامعة الطفل عام 2015، وتبنته الأكاديمية بالتعاون والشراكة مع كل الجامعات المصرية كأحد أهم البرامج التي تتبناها الأكاديمية ويلقى إقبالاً مجتمعياً كبيراً، حيث بلغ عدد المشاركين سنوياً فى برنامج جامعة الطفل 4500 طفل بإجمالي دعم سنوي 18 مليون جنيه، وإجمالي عدد المستفيدين حتى الآن 18 ألف طفل، وبلغ عدد الجامعات المشاركة فى البرنامج 41 جامعة حكومية وخاصة ومركز بحثي.
وقال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي إن أهم ما يميز المجتمعات العربية أنها مجتمعات فتية يمثل الشباب ما يقرب من ثلثي سكانها بينما توضح الاحصائيات الواردة من مصر أن المرأة المصرية تمثل حوالى 50% من مجتمع البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية المصرية (55% في المراكز البحثية و47% في الجامعات)، كما أن نسبة عدد الفتيات في التعليم الجامعي تتجاوز 62% من خريجي الجامعات المصرية.
وأضاف أنه بالرغم من هذه المؤشرات الإيجابية إلا أن عدد الحاصلات على جوائز الدولة للعلوم لايتجاوز 16% والحاصلات على براءات اختراع لايتجاوز 13% ونسبة عدد الفتيات والسيدات اللاتى لهن حساب بنكى لايتجاوزن 25% ونسبة الوزيرات منهن حوالى 3.6% وتمثليهن فى السلك الدبلوماسى لايتجاوز 19% والوظائف القيادية فى الحكومة 31% ونسبة البطالة بينهن أربعة أضعاف نسبتها فى الرجال.
وأكد أن تلك الأرقام تستلزم إعادة النظر فى آليات حقيقية للاستفادة من هذه الكفاءات وإلا اُعتبر هدراً لثروات البلاد، وهذا ما دفع أكاديمية البحث العلمي إلى تدشين مبادرات جديدة للمرأة في مجال البحث العلمي مثل جوائز المرأة التقديرية والتشجعية.
وأشار إلى حاضنة أعمال لرواد الأعمال من الفتيات Women Up وهي المبادرة التي اطلقتها الأكاديمية بهدف دعم المرأة في مجال ريادة الأعمال التكنولوجية، وتم من خلال هذه المبادرة احتضان 10 مشروعات مبتكرة للمرأة وتوفير الدعم المادى والفنى والتدريب لتصل لسوق العمل.
ووجه رئيس الأكاديمية بالشكر للقائمين على أسبوع العلوم العربي وجهودهم الكبيرة في نشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا والابتكار وبناء القدرات العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وهو الدور الذي يجب أن تدعمه المؤسسات الحكومية فى العالم العربى، موضحا أن القطاع الخاص ومؤسسات البحث العلمي لها دور هام ومكون رئيسي من آليات منظومة ناجحة للعلوم والتكنولوجيا.
ومن جانبه، قال الدكتور سعد لطفي، الرئيس التنفيذي لشركة سايكوم إكس " إننا نستهدف من خلال تنظيم أسبوع العلوم العربي تحقيق الأهداف والرؤى الاستراتيجية للمنطقة العربية فيما يخص مستقبل الوعي بالعلوم وتأثيرها على مختلف المجالات، وذلك عبر عقد العديد من الشراكات مع مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية والعلمية في المنطقة، والذي بلغ عددهم أكثر من 130 شريكا يتعاونون معا في أسبوع العلوم العربي لتبسيط وتوصيل المعرفة للجمهور العام غير المتخصص.
وأضاف أن عدد الشراكات المعقدة في أسبوع العلوم العربي تصل إلى 131 شراكة ، ويضم الحدث أكثر من 217 فعالية بمشاركة 387 عالما ومتحدثا ومحاورا علميا على مدار 10 أيام متتالية في 20 دولة عربية .
وأوضح أن أسبوع العلوم العربي هو مبادرة تستهدف توصيل وتبسيط العلوم والتكنولوجيا إلى الجمهور العام غير المتخصص، وتسعى إلى ضم جميع خبرات المجتمع العلمي عبر منصة للتواصل والتعلم وتبادل الخبرات ونقل الإتجاهات العلمية الحديثة في مختلف المجالات، فضلاً عن أهدافه الرئيسية وهي تمكين المرأة والشباب لخلق مجتمع متقدم واعي، ومساعدة المجتمع العلمي على تلبية احتياجات سوق العمل وتعزيز الإبداع وتحقيق التنمية الإقتصادية وإثراء المحتوى العلمي والتطبيقات التكنولوجية ، ودعم بناء مجتمعات مرنة قادرة على مواكبة أبرز المتغيرات العالمية.
ومن المقرر أن يناقش أسبوع العلوم العربي مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا بمسارات متعددة على رأسها 3 مسارات رئيسية هي تمهيد الطريق لحياة مهنية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومستقبل النساء في مجال العلوم والحياة المهنية المبكرة والباحثون الصغار .
وتركز فعاليات "أسبوع العلوم العربي" في دورته الحالية على دعم ومناقشة الخطط المستقبلية لتحقيق رؤى 2030 في مختلف الحكومات العربية، وبحث سبل الاعتماد الأمثل على العلوم والتقنيات الناشئة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة،والقاء الضوء على عدد من أهداف التنمية المستدامة أبرزها الطاقة النظيفة والمساواة بين الجنسين والصحة و الحياة تحت الماء والعمل المناخي و الصناعة والإبتكار والحياة في البر .
ويحظى "أسبوع العلوم العربي" بمشاركة نخبة من العلماء والمؤثرين في مقدمتهم أعضاء مجلس الأمناء الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والدكتور عيسى بستكي رئيس جامعة دبي.