السبت 23 نوفمبر 2024

إذاعة الأغاني (3)

  • 6-8-2017 | 12:11

طباعة

بقلم : الموجى الصغير

إذاعة الأغاني من الإذاعات الناجحة والمهمة للمستمعين المصري والعربي بما فيها من تنوع في جميع ألوان الغناء وإنها بالفعل إذاعة رائعة بكل المقاييس الإذاعية والفنية وبها مذيعون ومذيعات ومعدون على أعلى مستوى من الفهم والثقافة والذكاء والتذوق الفني وسرعة البديهة وخفة الدم من خلال برامج قيمة وشيقة ورشيقة وأصيلة ويستضيفون فيها نجوم الفن والأدب فقد ولدت كبيرة وناجحة منذ انطلاقها ، وتقودها اليوم إعلامية كبيرة متميزة هي "سونيا محمود".

ولكن ألاحظ بعض التقصير في المعلومات الفنية والتاريخية والثقافية من بعض المذيعات والمذيعين وأنا أقول البعض وليس الكل لأني أعرف مذيعين ومذيعات رائعين في كل ما يقدمونه في إذاعة الأغاني التي أعشقها ودائم الاستماع إليها.

فهناك تحيز واضح من بعض الموجودين فيها للموسيقار بليغ حمدي الذي أعشقه وتعلمت من ألحانه كثيراً وهو موسيقار كبير ورائع ولي معه مواقف جميلة وكان يحبني ومؤمن بموهبتي جداً.. وبما أني ذكرت هذا الموسيقار الجميل يحضرني موقف معه .. أنني عندما قدمت لحناً للإذاعة وكان اسمه "لحظة هدوء" تقول كلماته

لحظة هدوء لحظة سكات

وكفاية زعيق في الميكرفونات

كلمات الفنان الجميل فداء الشندويلي وتوزيع أخي وصديقي وحبيبي الفنان ماجد عرابي وغناء المطرب الجميل طارق فؤاد الذي أدعو له أن يعود للغناء مرة أخرى ليمتعني بصوته الجميل بعد أن يشفى من بعض الآلام التي يعاني منها في حنجرته.

وبعد أن دخل هذا اللحن إلى لجنة الاستماع تم رفضه وكان الأستاذ وجدي الحكيم هو رئيس اللجنة فلما اتجهت إلى غرفته فوجئت بوجود عمالقة ..الموسيقار محمد الموجي والموسيقار بليغ حمدي والموسيقار حلمي بكر وعندما سألت الأستاذ وجدي أمامهم لماذا تم رفض اللحن من قبل لجنة الاستماع؟ قال لي: الكلام بيقول لحظة هدوء ويجب أن يكون اللحن هادئاً فقلت له كيف يكون اللحن هادئاً وأنا أقول للناس لحظة هدوء بمعنى أن أعلي صوتي وسط الضجيج والراديو العالي والأصوات العالية ومقابلة الصوت العالي بصوت أعلى ليسمعوني وعندما استمع الموسيقار بليغ حمدي إلى وجهة نظري نهض من مكانه واتفق معي تماماً وطلب أن يستمع إلى اللحن وعندما انتهى من سماعه ومعه الموسيقار محمد الموجي والموسيقار حلمي بكر قالوا لي برافو وقال لي الموسيقار بليغ حمدي : انت قابلت الصخب بالصخب وهذا هو المطلوب وكان الرأي بالاجماع منهم أن وجهة نظري صحيحة ولكني سعدت جداً بحماس الموسيقار بليغ حمدي ووقفته الجميلة بجانبي ومساندته لي وأحسست بروعة الأستاذ الذى أمر بإذاعة اللحن وقد كان وأذيع الشعار وكان وقعه جميلاً على كل من استمع إليه. وكنت كلما تقابلت معه يسألني عن أخباري الفنية فقد كان إنسانا رقيقا وفنانا جميلاً وموسيقاراً كبيراً تعلمنا منه وعشنا في أعذب ألحانه وأنا أشكر إذاعة الأغاني لأنها تهتم بألحانه وتهتم بعملاق مثله، وأتمنى الاهتمام بباقي أعمال عمالقة التلحين أمثال الطويل و الموجي وأحمد صدقي و محمود الشريف وغيرهم وإذاعة أعمالهم بالتساوي لكي لا يشعر المستمع بالاهتمام الزائد بملحن دون الآخر.

ولي ملحوظة أخرى هامة جداً وهي لماذا لا تذاع أغاني المطربين والمطربات جميعهم الموجودة اسماؤهم في الإذاعة والمعتمدين بقرار من لجنة الاستماع والذين قدموا أعمالاً متميزة وكثيرة ؟ وهنا كلامي لا يخص النجوم الكبار لأنهم يذاع لهم بالفعل أنا أتكلم عن الأسماء غير المعروفة والتي قدمت أغاني ووافقت عليها لجنة الاستماع وكان مصيرها إدراج الإذاعة لماذا لا نبحث في جميع الأسماء ونبحث عن أغانيهم وتذاع؟ وعندما سألت هذا السؤال لأكثر من شخص بإذاعة الأغاني .. كان الرد وكانت الإجابة أننا نذيع للمطربين المعروفين فقط!! أليس هذا يعد ظلماً لباقي الأصوات غير المعروفة ؟ وأنا أسأل كيف تكون أسماؤهم معروفة وأنتم لا تذيعون أعمالهم التي سجلت بالفرقة الموسيقية وبملحن ومؤلف وتم صرف ميزانية لكل عمل من هذه الأعمال وأحياناً كثيرة يتم الاستعانة بموزعين موسيقيين على درجة عالية من الكفاءة .. أليست هذه أموالا عامة صرفت لاتمام هذا العمل ؟ ومن صاحب هذا القرار الظالم في أن لا تذاع لهذه الأسماء !! أليس هذا يعد قتلاً وذبحاً لهذه الأصوات؟ ولذا أرجو تخصيص ولو نصف ساعة يوميا لهذه الأصوات ومن بينها على سبيل المثال محمد غالى وعصام عبد العزيز وأمين سامى وشادية حسنى ومنى حسن ورانيا حسام ويحيى عبد الحليم وكمال الشهاوى ورأفت يسرى ومجدى جلال وكلهم أصحاب أصوات جميلة ولهم أعمال متميزة وضعها ملحنون ومؤلفون وموزعون وموسيقيون كبار.. أتمنى أن أجدالأسابيع المقبلة ايجابيات لإذاعة الأغاني التي أعشقها وأعشق كل العاملين بها صغيراً وكبيراً .. وحبي لها دفعني للكتابة عن سلبياتها أملا فى إصلاحها لكي نستعيد العصر الذهبي للإذاعة مرة أخرى وتعود لسابق عهدها.

وأقول إيه .. أتمنى عودة زمن الإذاعة الجميل.

    الاكثر قراءة