الأربعاء 27 نوفمبر 2024

"هروب اضطرارى".. بين نجاح الإخراج وثغرات السيناريو

  • 6-8-2017 | 12:13

طباعة

كتب : محمد نبيـل

إيرادات استثنائية يحققها فيلم "هروب اضطرارى" منذ طرحه فى دور العرض السينمائية بداية من موسم عيد الفطر ، حيث يقترب العمل من جنى 50 مليون جنيه، ليبتعد بصدارته لشباك التذاكر عن أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات فى تاريخ السينما المصرية وإن ظل حديث البعض حول القياس بعدد التذاكر المباعة كمقياس له وجاهته أيضا، وبين كسر الفيلم لهذه الأرقام القياسية رغم نقد لاذع طاله فى أغلب المطبوعات والمواقع الإلكترونية، كان يجب أن نبحث عن أكثر من سبب وراء نجاح العمل أو نقده على هذا النحو.

الفيلم هو الأول لمخرجه أحمد خالد موسى فى السينما بعد تقديمه ثلاثة مسلسلات تليفزيونية، أهمها مسلسل "الميزان" والذى عرض فى موسم دراما رمضان الماضى وقامت ببطولته غادة عادل، وتأليف محمد سيد بشير والذى قدم مسلسلا واحدا للتليفزيون "سبع أرواح" مع خالد النبوى ورانيا يوسف، وهو ما يعنى أن حماس الشباب قاد الموهبة داخلهما واستطاعا إقناع شركة انتاج (محمد السبكى) عادة ما كانت تلهث وراء أقل الأفلام قيمة وأرخصها إنتاجا لتتصدى للعمل، مع موافقة الفنان أحمد السقا والذى كانت محركا وراء الكثير من الأحداث، ولا سيما فى جذب هذا الكم الكبير من ضيوف الشرف للمشاركة فى عدد قليل من المشاهد.

شركة الإنتاج عرفت كيف تسوق للفيلم وتصنع منه عملا تجاريا بإمتياز، وروجت لجميع الممثلين الذين قدم أغلبهم مشهدا واحدا ووضعت صورهم على أفيش الفيلم، وهو ما دفع شريحة كبيرة من الجمهور لدخول الفيلم دون غيره- من أجل مشاهدة فيلم مدجج بالنجوم، برغم أنه فعلا قد يبدو مخادعا، حيث لم يستخدم مثلا المخرج شريف البندارى فى فيلمه "على معزة وإبراهيم" الفنان آسر ياسين فى الدعاية للفيلم، وهو ما فعله أيضا المخرج عمرو سلامة فى فيلمه "لامؤاخدة" مع نفس الممثل، حيث إن ظهور فنان فى دور صغير داخل أى فيلم لا يفترض أن يتم تصديره للجمهور على أنه عنصر مؤثر فى سياق الأحداث.

والحملة الدعائية التى سبقت طرح الفيلم أيضا كانت كبيرة ومنظمة، وساهم فى نجاحها عدم تقديم حملات على نفس القدر من الحرفية من قبل الأفلام المنافسة سواء "تصبح على خير" لتامر حسنى، أو "جواب اعتقال" والذى يمثل عودة لمحمد رمضان بعد غياب لم يعتده الجمهور منه فى السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل.

أما الإعلان الرسمى لـ"هروب اضطرارى" والذى سبق طرحه، تم التركيز فيه على كم مشاهد الحركة "الأكشن" التى تضمنتها الأحداث ، وهو ما لفت الانتباه إلى عمل يبدو من الوهلة الأولى إلى أنه تم تنفيذه بالكثير من الجهد والدقة، فيما لم تساهم الأغنية الدعائية له والذى قدمها فريق "MTM" فى التأثير بشكل كبير، برغم تماشيها مع الاحداث والموضوع.

"هروب اضطرارى" الذى قدم خلاله المخرج أحمد خالد موسى عددا مبالغا فيه من اللقطات بالكاميرا الطائرة دون مبرر، نجح فى تكوين صورة مبهرة للمُشاهد عن طريق الزخم الإنتاجى برغم ثغرات السيناريو المحدودة والتى لم تجب على بعض الأسئلة حول علاقة الأبطال ببعضهم البعض، أو كيفية اتهامهم وحتى هروبهم بشكل منطقى، ومع الاهتمام بسرعة الأحداث تناست أى معلومات عن خلفياتهم الشخصية والإنسانية التى ساهمت فى انعدام التعاطف معهم، وهى أمور كانت لتعطى هذا الفيلم الكثير من القيمة بطبيعة الحال.

وضع أيضا قيام الضابط الذى يتولى التحقيق فى القضية (فتحى عبد الوهاب) بالتحالف مع العناصر الهاربة والبريئة من جريمة القتل (أحمد السقا - غادة عادل - أميركرارة - مصطفى خاطر) علامات استفهام حول عدم قيامه بالتدقيق منذ البداية فى مهام تحرياته وهو ربما يبرر فشله فى عدم تحقيق ترقيته المتأخرة.

مونتاج باهر رشيد يظل من بين أكثر العناصر الفنية إتقانا، ووصول الفيلم لهذه الإيرادات فى شباك التذاكر هو نقطة مضيئة يجب الاحتفاء بها لدعم واستمرار صناعة السينما بشكل عام .. "هروب اضطرارى" عمل سينمائى ضخم على كافة المستويات ولم يكن ينقصه الكثير حتى يكتمل.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة