الخميس 23 مايو 2024

قدمت رؤية بصرية موسيقية مبهجة .. «أترك أنفى من فضلك» تناقش أزمة الانقسام المجتمعى

6-8-2017 | 13:52

كتب : محمد جمال كساب

قضية الانقسام الفكري والإيديولوجي والعقائدي والعنصري الذي تعاني منه مصر والوطن العربي المحور الرئيسي الذي تطرحه مسرحية «أترك أنفي من فضلك» دراماتورج وإخراج إسلام إمام إنتاج مركز الهناجر للفنون برئاسة محمد دسوقي التي عرضت بالمسابقة الرسمية للمهرجان القومي للمسرح العاشر بمسرح أوبرا ملك وتتناول في إطار فانتازي ساخر موضوعاً خاصا تحكيه البطلة أليس في بلاد العجائب عن خلاف بين صديقين يعاير أحدهما الآخر بأن أنفه كبير فتحتدم الأزمة لتصيب المجتمع كله في اسقاط واضح علي واقعنا الحالي لتأتي النهاية داعية للوحدة وقبول الآخر.

وقد استطاع المخرج باستخدام الكوميديا «دي لارتي» تقديم رؤية بصرية موسيقية مبهجة في فضاء المسرح فيمتزج ديكور واضاءة «عمر عبدالله» مع ازياء وماسكات «مروة عودة» وموسيقي « محمد خالد» وعرائس «محمد فوزي» واستعراضات «محمد عبدالصبور» لتقدم فرجة شعبية اتكأت علي قصص أجنبية «أليس في بلاد العجائب، الأنوف المتصارعة، قضية أنوف» بأسلوب جمع بين الرمزي والواقعي برز فيه الممثلون بخفة ظلهم وحضورهم القوي وتوظيفهم الجيد لأجسادهم وأصواتهم بملابسهم المزركشة وشعورهم الملونة «تامر الكاشف - رامي الطنباري - حنان عادل - كريم الكاشف - نور القاضي - دعاء رمضان - حسن حرب - رضا طلبة - حسين جمعة - محمد خالد» والذين استطاعوا بصعوبة إنقاذ العرض من فخ الإطالة ساعة ونصف والتي كانت في حاجة لاختصار ثلثها حيث جاء الإيقاع رتيبا بطيئا في تصاعد الصراع مما أصاب المتلقى بالممل الشديد فالمخرج هو الدراماتورج الذي قدم رؤية أحادية بها ضعف في المعالجة الدرامية وعلاقة الشخصيات ببعضها ومنطق الأحداث وتطورها ونسعي للاضحاك علي حساب الحبكة فجاء مصطعنا علي عكس ما تتميز به الكوميديا «دي لارتي» المعتمدة علي الارتجال والتواصل مع المتلقي من خلال التمثيل والحكي والحركة البسيطة والصوت والألوان الزاهية والمبالغ فيها لأن مثل هذه الأعمال تحتاج للحنكة واليقظة في تقديمها حتي تجذب المتلقي لمتابعتها.

فأسوا ما يضايق المشاهد أن يشعر بالملل الشديد والرغبة فى ترك المسرح في مثل هذه العروض التى تجعلك حانقاً علي صانعيها وللأسف الشديد أن هذا إنتاج مسرح الدولة؟

وعدم استفادة المسئولين من آراء النقاد التى تذهب فى مهب الريح .. عجبى!!