حوار : محمد سعد - عدسة : عادل مبارز
فنان من العيار الثقيل يعيش الحياة بفلسفة خاصة به لا يهمه حجم الدور ولكنه يهتم بأن يكون ظهوره إضافة لأي عمل يشارك فيه تألق في ثلاثة مسلسلات حققت نجاحا في شهر رمضان ،" ظل الرئيس وعفاريت عدلي علام واللهم إني صائم" لا تشغله فكرة البطولة المطلقة ، فهو يرى أنها "هم ثقيل" وهو - كما يؤكد - "شاري دماغه" ، يفضل أن يكون أفضل ثان¬ على أن يكون ثاني الأفضل ، لا يخطط لمستقبله ويتركها دائما على الله ويفعل ما يراه صوابا بغض النظر عن رد فعل الآخرين ، يتحدث عن الهجوم عليه بسبب زواجه للمرة الثانية من مديرة أعماله "أميرة"بعد عشرة 20 سنة وبعد وفاة زوجته الأولى ويعلن عن رأيه في الإنجاب مرة أخرى ويتحدث عن الحسد وأغرب المواقف التي تعرض لها ويكشف عن الفنانين الذين يخافون بشدة من الحسد ، ويوجه رسالة لزوجته من خلال الكواكب ، التفاصيل في حوارنا معه .
هذا العام عدت بقوة للمشاركة في الأعمال الفنية فما السر في ذلك؟
الحمد لله توفيق وكرم من الله أن أسترد صحتي وأن أستأنف نشاطي الفني والحقيقة أن مجلة الكواكب «وشها حلو علي» وأنتم دائما معي وفي قلبي لكم معزة وتقدير كبيرين .
شاركت للمرة الأولى مع الزعيم عادل إمام في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل "عفاريت عدلي علام" فماذا تقول عن التعاون معه ؟
عملت مع الزعيم عادل إمام مسرحية عرضت لمدة 11 عاماً وهي مسرحية "بودي جارد" وعملت معه 4 أفلام سينمائية لكن هذه المرة الأولى التي أشاركه في مسلسل تليفزيوني وكالعادة العمل معه كان ممتعا جدا واستفادة وفخرا لي- وحقيقي كنت سعيداً جدا بالعمل معه وسعيداً لأن المسلسل ظهر بشكل ممتاز وليس جيداً فقط مع مخرج ممتاز هو رامي إمام وليس لأنه ابن الزعيم عادل إمام ولكن لأنه فعلا مخرج متمكن أثبت وجوده سواء في السينما أو التليفزيون ، والجميل في المسلسل أنني جسدت فيه دورا كوميديا يعتمد على كوميديا الموقف وليس كوميديا الإفيه التي تعتمد على النكت لأنني لا أجيد هذه النوعية من الكوميديا فهي تحتاج لموهبة معينة والدور أعتبره إضافة لما قدمته طوال رحلتي مع الفن .
جسدت شخصية الأب الحائر بين حبه لابنته ووقوفه أمام رغبتها في الارتباط من رجل في عمر والدها كيف رأيت هذه الشخصية؟
جسدت شخصية "زكي" الرجل المتناحر مع البطل "عدلي علام" ودائما هناك مشاكل بينهما بسبب ابنتي في المسلسل "مي عمر" التي تشبه أمها جدا هذه الأم التي كان يحبها في الماضي عادل إمام ولم يستطع التخلص من هذا الحب وعندما التقى بالابنة وقع في غرامها لأنه رأى فيها صورة حبيبته الأولى وعندما يعلم الأب بذلك يثور ويغضب ويحاول إبعاد عدلي علام لكن البنت تكون قد وقعت هي الأخرى في حالة إعجاب به لأن أبوها مشغول عنها دائما لكن هذا الإعجاب لم يتحول لحب نظرا لفارق السن وأشياء أخرى ويضيف ضاحكا : رغم أن الزعيم عادل إمام شخصية جذابة وكل البنات تحبه ، والحقيقة أنها شخصية ثرية بالمشاعر ممتلئة بالأحاسيس .
كيف حافظت على الشعرة في الأداء مابين حب الابنة والرغبة في تلبية رغباتها وبين كره "عدلي علام" ومحاولة إبعاده عنها ؟
أهم هذه المشاعر كانت غيرة "زكي" على ابنته في ظل وجود ذكرى أمها التي كان يحبها "عدلي علام" لذلك كان خائفا جدا من أن يخطف منه ابنته مثلما كاد يخطف أمها.
كيف رأيت الفنانة الشابة"مي عمر" التي جسدت شخصية ابنتك في المسلسل ؟
فنانة جميلة ومنطلقة بسرعة الصاروخ فقد شاركت في أكثر من مسلسل في رمضان وهي زوجة المخرج الجميل محمد سامي الذي عملت معه في فيلم "عمر وسلمى 3 " وهو مخرج متمكن وواثق من نفسه .
شاركت أيضا في مسلسل "ظل الرئيس " في رأيك ماسر النجاح الكبير الذي حققه المسلسل ؟
الجميل في هذا المسلسل أنه كان عبارة عن سلسلة من المفاجآت وقد حقق نجاحا كبيرا لأنه جعل المشاهد يتابعه بشغف ليرى ماذا سيحدث في كل حلقة فالسيناريو كان محبوكا جدا وفريق العمل كله كان مستواه رائعاً.
وما رأيك في النجاح الكبير الذي حققه ياسر جلال ؟
ياسر جلال شخصية تحب أن تعمل معه باستمرار لأنه إنسان لطيف ومهذب ومعطاء وممثل جيد جدا وسعيد أن هذا العمل أول تعاون بيننا وسعيد أكثر بالنجاح الكبير الذي حققه لأنه يستحق .
في رأيك ماسبب تأخر البطولة المطلقة لياسر جلال ؟
هناك أشياء أخرى تحكم العمل الفني فمهنة التمثيل مهنة مجنونة ليس لها قواعد فليس شرطا أن الأفضل هو الذي يستحق أن يكون البطل والأسوأ يكون درجة ثانية فالنجومية ليست لها علاقة بحجم الموهبة ولكن لها حسابات أخرى مثل الكاريزما والعلاقات والدعاية وغيرها ، ولكن أنا شخصيا أفضل كما أقول باستمرار أن أكون أفضل ثان وليس ثاني الأفضل وأنا في هذه المكانة منذ فترة وأحمد الله على ذلك .
ولكن ألم «تتمنى» يوما ما أن تكون البطل الأول ؟
بالعكس أنا كنت ومازالت أبتعد عن البطولة المطلقة لأنها "وجع دماغ" فظيع لا تتخيل حجمه ومسئولية وقلق رهيب وأنا رجل "شاري دماغي" كما يقولون بالبلدي.
جسدت في المسلسل شخصية عم البطل الذي يقف بجواره فكيف رأيت هذه الشخصية ؟
نعم أنا عمه في الأحداث وفي نفس الوقت كان متزوجا من ابنتي في المسلسل "فريدة الجريدي" التي تم قتلها مع حفيده في ظروف غامضة كما شاهدنا في المسلسل وقد كان في صراع دائم بين حزنه على أحبابه الذين فقدهم وبين رغبته في التخفيف عن ابن شقيقه وحفيدته ومن ناحية أخرى معرفة القاتل .
ظهرت كضيف شرف في مسلسل "اللهم إني صائم" مع النجم مصطفى شعبان فما الذي شجعك على ذلك؟
ما شجعني أن المسلسل كوميدي من الألف إلى الياء وهذه أول مرة أعمل فيها مع مصطفى شعبان منذ فترة طويلة لم نلتق والحقيقة أن العمل معه متعة لخفة ظله الشديدة التي لا نراها في أفلامه الجادة التي يغلب عليها الأكشن وماجذبني أن الشخصية التي أجسدها هي شخصية نصاب يقوم هو بالنصب عليّ رغم أنني نصاب "على تقيل" أقوم بالنصب بالملايين بينما هو يقوم بسرقة نظارة أو أي أشياء تافهة .
هناك اتهام دائم لمصطفى شعبان أنه يقلد النجم الكبير الراحل في شخصية "الحاج متولي " فما رأيك؟
يجوز فيما سبق أن قدمه من مسلسلات ولكن هذه المرة كان مختلفا تماما فالشخصية التي جسدها "نصاب" بعيدة تماما عن فكرة الرجل المزواج التي قدمها من قبل .
كان من المفترض أن تشارك في بطولة مسلسل مصري عراقي فلماذا لم يظهر للنور؟
بالفعل كان هناك مشروع مسلسل يحمل اسم "صفين لولي" بطولة عدد من نجوم مصر والعراق منهم راندا البحيري وإيمان السيد ومحمد شرف ومن العراق كاظم القريشي ومجموعة أخرى من الفنانين ولكن توقف لظروف انتاجية على الرغم من انه كان من المقرر أن يعرض في شهر رمضان الماضي وأتمنى أن يتم استئناف التصوير لأنه عمل جميل ومكتوب بشكل جيد حيث تدور كل أحداثه داخل مركز تجميل تمتلكه دكتورة "لولي" وتجسد شخصيتها الفنانة "راندا البحيري" بينما أجسد شخصية جراح تجميل نكتشف انه في الأصل "حلاق" !!
كان من المفترض أيضا أن يعرض مسلسل "نوح " مع النجم حسن الرداد وزوجته إيمي سمير غانم في رمضان أيضا ولكن توقف تصويره فما السبب ؟
للأسف قمت بالتصوير فيه لمدة يومين ولكن توقف تصويره لظروف إنتاجية ومن المقرر أن نستأنف تصويره قريبا والمسلسل أتوقع له النجاح الكبير فأنا أحب حسن الرداد جدا وكذلك إيمي أحبها كثيرا وقد عملنا معا في مسلسل "نيللي وشريهان" وكون إيمي ودنيا ابنتي سمير غانم ودلال عبد العزيز يجعلني سعيد جدا بالعمل معهما .
كلام كثير قيل عن مرض إيمي سمير غانم وحملها ويتردد دائما أنها تخاف من الحسد فهل لاحظت ذلك فعلا؟
أنا لا أصدق الشائعات إلا عندما أتأكد بنفسي لأنني شخصيا عانيت من الشائعات في محنة مرضي الأخير عندما عملت عملية تغيير الشريان المفتوح في القلب فقد روجوا شائعات أنني مصاب بأمراض يشيب لها الولدان ربنا يبعدنا عنها لذلك لن أصدق أي شئ يقال عن إيمي إلا أتأكد منها شخصيا لأنها إنسانة جميلة ، وأنا أرى أن الإنسان الناجح دائما ماتحاصره الشائعات ، ولم ألحظ أبدا أن إيمي تخاف من الحسد مثلما تروج الشائعات ؟
من النجوم الذين يخافون من الحسد؟
هناك فنانون يلاحظ عليهم خوفهم الشديد من الحسد مثل فيفي عبده مثلا فهي ممكن تكبر في وشك لو قلت لها أي كلمة تشعر منها أنك تحسدها ، كذلك الفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز كان يخاف جدا من الحسد فدائما ماكان يردد "الله أكبر اللهم صلي على النبي " وكان دائما يقول لأي شخص يشعر أنه يحسده "يخرب بيت عينك" وقد كان صديقاً مقرباً لي.
وهل تؤمن بالحسد ؟
بالتأكيد أؤمن بشكل كبير بالحسد فهو مذكور في القرآن الكريم "ومن شر حاسد إذا حسد " ولكني لا أشغل بالي كثيرا به وأعتقد أن من يحسد ليس لأنك في موقف جيد أو موفق في حياتك وعملك ولكنه يتمنى زوال النعمة عنك وهذا النوع من البشر لا أحب التقرب منه .
هل صادفت نظرة شخص ما لك بشكل غير طبيعي وحدث بعدها شئ غريب ؟
نعم حدث ذلك بالفعل فقد كان لي صديق مقرب جدا في فرقة المزيكا - رحمه الله - كلنا كنا نعلم أن عينه "وحشة" وذات مرة دخل عندي في البيت وكان ابني عمره عامين فقط فقال لي صديقي "ابنك وشه زي الورد زي التفاح الأحمر ، ثم ذهب إلى الثلاجة ليشرب ففتحها وكانت زوجتي - رحمها الله - تضع «دجاج» في الثلاجة فقال "يانهار اسود كل دي فراخ جايبين كل ده بتعملوا بيه إيه ؟ " ثم دخل حمام الضيوف فقال بعدما خرج "إيه كل الرخام اللي حاطينه في الحمام ده ؟" وبعدما انصرف حدث مايلي بالترتيب ابني أصيب بنزلة معوية حادة ووصلت درجة حرارته 40 درجة ، تاني يوم زوجتي - رحمها الله - تفتح الثلاجة فوجدت كل الدجاج قد فسد ، أما الحمام فقد أغرقته المياه التي خرجت للريسبشن وأغرقت الباركيه والسجاد وكادت تحدث مصيبة في المنزل .
وماذا كان رد فعلك ؟
لا شئ قرأت «قرآن» والمعوذتين .
وماذا فعلت لصديقك الحاسد ؟
لا شئ ظل صديقي إلى أن توفاه الله.
ألاحظ من كلامك أنك تترك كل شئ على الله فما رأيك ؟
هذا صحيح فكل شئ من الألف إلى الياء أتركه على الله فأنا لا أخطط لحياتي ولا لمستقبلي ولا أدخر أموالاً من أجل الغد فأنا أؤمن أن الله سبحانه وتعالى المتصرف في كل شئ "الله جاب الله خد الله عليه العوض ومنه العوض " .
أشعر أنك متصالح جدا مع ذاتك وتفعل ماتريد طالما أنك ترى أنه ليس عيباً أو حراماً مثل زواجك للمرة الثانية بعد وفاة زوجتك بفترة قصيرة لأنك شعرت أنك لاتستطيع الحياة بدون زوجة فماذا تقول عن ذلك ؟
نعم هذا صحيح فزوجتي الحالية "أميرة" كنا نعمل معاً منذ 20 عاما فقد كانت مديرة أعمالي والاستايليست الخاصة بي والمسئولة عن المكياج والشعر وكل مايخصني لذلك العشرة الطويلة بيننا والعمل لمدة 12 ساعة يوميا "وشنا في وش بعض " كما يقولون ونسافر ونروح ونرجع مع بعض ومازالت بالمناسبة تقوم بكل ذلك وأكثر ، وبعد ماتوفيت زوجتي الأولى ربنا يرحمها ويحسن إليها حصل هجوم مفاجئ من السيدات لأنني بالنسبة لهم "فرخة بكشك" لكن لما فكرت لم أجد انسب من "أميرة " لأن العشرة الطويلة ولدت الحب بيننا بالإضافة إلى أننا مثل الكتاب المفتوح يعرف كل منا مميزات وعيوب الآخر وما يحب ويكره .
ومتى أخذت قرار الزواج منها ؟
بعد وفاة زوجتي الأولى بعام أوعامين.
وبماذا تفسر الهجوم الشديد عليك بسبب هذا الزواج وقتها ؟
لأنهم فوجئوا بهذا القرار فلم يتوقعوا أنني سأتزوج مرة أخرى و"يضيف مازحا " : لأنه لا يوجد إنسان عاقل يتزوج مرتين ، ولكن مع الوقت كل هذا قد زال ، حتى ابنتي "مريم" رغم حزنها في البداية ورفضها لفكرة أن تحل امرأة أخرى مكان أمها لكن مع مرور الوقت أصبحت "مريم وأميرة" صديقتين.
ألا تفكر في الإنجاب مرة أخرى ؟
لا أفكر مطلقا في ذلك فعمري حاليا 67 عاما فلو أنجبت لن ألحق أربي وأكبر فهذه مسئولية كبيرة وربنا يعطيني ويعطيها طول العمر .
ولكن كل امرأة تحلم بالأمومة ألم تطلب منك ذلك ؟
لا والله لم تطلب فأميرة طوال عشرتي معها لم تطلب مني شيئا ففي 20 عاما جمعتنا لم تطلب مني حتى أن أشتري لها "غويشة فالصو" فهي قنوعة جدا وعندها عزة نفس غير طبيعية ومتربية صح والحمد لله على ذلك .
ماذا تقول لها ؟
أقول لها بيني وبينها كلام كثير جدا لا أستطيع أن أبوح به لكم ولكن ما أستطيع أن أقوله إنني أحبها جدا وأقدرها جدا وأشكرها على الفترة التي مضت ، فبعدما أجريت عملية القلب عشت فترة عصيبة جدا في حياتي ، فقد كانت بجواري تهتم بكل تفاصيلي من أكل وشرب وأدوية وراحتي وطبعا بمساعدة مريم ابنتي التي قامت بنفس الدور وكذلك شقيقاتي ولكن "أميرة" كانت زوجتي ومعي دائما ولم تتركني لحظة واحدة .