الأحد 9 يونيو 2024

منشور بالأمس على موقع المصري اليوم.................المركز القومي للترجمة يصدر الطبعة العربية من «العنف...مختارات فلسفية»

7-8-2017 | 12:06


عن المركز القومى للترجمة،صدرت مؤخرًا النسخة العربية من كتاب (العنف...مختارات فلسفية) من تحرير فيتوريو بوفتشى،ومن ترجمة ياسر قنصوة.
يحظي موضوع العنف بأهمية علي عدة مستويات مختلفة : اجتماعياً، وسياسياً ، واقتصادياً، وأنثروبولوجيا ، وأخلاقيًا .

اذ انه لا يعد أمراً مدهشاً أن البحث في العنف من الأنشطة التي تتنامي بصورة متسارعة في العلوم الاجتماعية . وما تلك الأعمال المنشورة عن كل أشكال العنف السائدة الا دليلا علي هذا الأمر .

فكل فرع من المعرفة يحتكر مجالات معينة من العنف طبقاً لقاعدة الاقتسام بين العلوم ، وهي قاعدة غير مكتوبة ولكنها منتشرة الي حد كبير : اذ تسيطر دراسات الحروب وما يرتبط بها من صراع علي مجال العلاقات الدولية ، فالجريمة مجال دراسة علم الجريمة ، والعقوبات مجال دراسة القانون وفلسفة التشريع ، والعنف العائلي مجال دراسة علم الاجتماع ، والارهاب ، والأشكال الأخري من العنف السياسي مجال دراسة علم السياسية وفي ظل جهودنا التوافقية لفهم معظم أشكال الفعل الانساني علي نحو كلي ، فان بوسع الفلسفة أن تلعب دورها تجاه هذا الأمر ، وفي الواقع ، يُعد اسهام الفلسفة في هذه المناقشة ، متفرد ، وأساسي ، ويمثل نقلة بحثية ممكنة . 
كما تكشف هذه المختارات من مقالات فلسفية في طبيعة العنف ، عن مدي اهتمام القضايا بالفلسفية بالعنف ،حيث أن معظم تلك المقالات كتبها فلاسفة محترفون ،ولعل السؤالين الاساسين اللذين تم امعان النظر فيهما من خلال كل المقالات الواردة فى هذا الكتاب هما:ما العنف؟ وهل يمكن ان يكون العنف مبررا؟فأن هذين السؤالين أساسيان أيضًا لكل بحث تجريبى فى العلوم الاجتماعية عن معدلات العنف .ومع ذلك فان اسهام الفلسفة غالبًا ما يكون مساوياً للعلوم الاجتماعية.
بحسب المؤلف،فانه من غير الممكن عملياً الاتفاق حول ايجاد تبرير حقيقى لممارسة العنف،ولذا فان الهدف من هذه المختارات ليس تقديم اجابات قاطعة عن تلك الاسئلة ،بل تذكير القارئ بتعقيداتها على نحو بسيط،يوضح الاسهام القيم للفلاسفة  فى قضايا مهمه عبر أجيال متعددة.