كتبت: شيماء أبو النصر
روح وطنية شهدتها مصر مع الإعلان عن انطلاق مشروع قناة السويس الجديدة، هذا المشروع القومى الذى التف حوله ملايين المصريين للمشاركة فيه سواء بالعمل الميدانى أو شراء شهادات الاستثمار لتمويل أعمال الحفر وإنشاء القناة التى أصبحت حديث العالم.
شهادات قناة السويس التى سارع المصريون على اختلاف قدراتهم المادية وفئاتهم العمرية لشرائها حتى ولو كان المقابل «تحويشة العمر »، جاءت لتبرهن على هذه الروح الوطنية كما نستعرض هذا فى جولتنا التالية.
البداية كانت مع منسى محمد محجوب منسى، موظف بالمعاش من قرية الهجارسة مركز كفر صقر شرقية، والذى يسترجع ذاكرته مع شهادات استثمار القناة فيقول: ذهبت إلى البنك منذ الصباح الباكر قبل أن يفتح أبوابه كى أشترى شهادة من أموال معاشى مساهمة منى فى هذا المشروع القومي العظيم، أما تحية حسين عبد الرحمن فقد أرادت إشراك ابنها البالغ من العمر 9سنوات فى هذا المشروع لغرس روح الانتماء بداخله فاشترت باسمه الشهادات حتى تظل ذكرى حفر القناة عالقة فى ذهنه ليتذكر فى كبره أنه شريك أساسى فى نهضة مصر.
فداء لمصر
وتظل نخوة المزارعين وحرصهم على الوطن باقية حيث يتذكر محمد إمام إسماعيل، مزارع فرحته وقتئذ بالمشاركة قائلا: أنا وما أملك فداءً لمصر لتكون أقوى بلد، فقد بعت كل المواشى الخاصة بى لشراء الشهادات، لذا أناشد الرئيس أن يستمر فى طريقه نحو الإصلاح ولا يهاب أحدًا فالله من ورائه والشعب يدعمه.
ويذكر رمضان السيد محمد سليمان دعمه لهذا المشروع العظيم لافتا إلى أنه قدم تحويشة عمره البالغة 250 ألف جنيه لشراء شهادات القناة، دعمًا لمصر والرئيس السيسى ووقوفًا فى وجه أعداء التقدم، مشيرا إلى أنه جمع هذا المبلغ من سفره بالخارج والذى استمر أكثر من 30 سنة.
لم يقتصر الأمر على كبار السن والمزارعين فقط، فحتى طلاب الجامعة قرروا أن يكون لهم دور في هذا المشروع القومي العظيم، فتقول ابتسام عبد المنعم: لقد ادخرت مبلغًا من عيدية العيد ومصروف الكلية واشتريت شهادة الاستثمار لأشارك فى بناء مصر الحديثة.
مكافأة المعاش
"فى عهد السيسى حفرنا القناة، وفى عهده هنسبق الزمن، وفى عهده عشنا فى أمان" بهذه الكلمات تحدث كمال يوسف إبراهيم، قائلا: اشتريت شهادات بمبلغ 5 ملايين جنيه ليس من أجل الربح ولكن للمشاركة في بناء مصر، أما منصف أحمد سطوحى الذى بلغ سن التقاعد فيقول: فى نفس يوم حصولى على مكافأة نهاية الخدمة توجهت لشراء شهادات القناة بالمبلغ كله مشاركة منى فى بناء هذا الصرح العظيم، كما قرر أحمد سعد المشاركة في نهضة وبناء وطنه فاشترى خمس شهادات قيمة كل واحدة ألف جنيه.
وقال محمود محمد عبد الهادى، موجه بالتربية والتعليم على المعاش: "ذهبت لأشتري شهادة استثمار القناة الجديدة لأولادى كى أؤمن لهم مستقبلهم، اشتريت شهادتين استثمار لنجلى أشرف فى الصف الخامس الإبتدائى بقيمة 30 ألف جنيه، وأحمد فى الصف الثالث الإعدادى بقيمة 20 ألف جنيه، مشيرا إلى أن هذا المشروع القومى هو المستقبل للأجيال القادمة وسوف يساهم بشكل كبير فى تنمية المجتمع .
يذكر أن قيمة الشهادات تراوحت بين 10 جنيهات كحد أدنى وحتى نصف مليون جنيه ليتسنى للجميع المشاركة كل حسب قدراته المادية، كما أن طوابير الأطفال الصغار كانت أيضا أحد المظاهر المألوفة على شبابيك البنوك أثناء ذهابهم بصحبة آبائهم أو مدرسيهم الذين جاءوا معهم فى رحلات مدرسية لشراء الشهادات من مصروفهم الشخصى فى لفتة إلى ضرورة غرس الانتماء وحب الوطن فى نفوسهم وعقولهم وقلوبهم.