تقرير : أحمد جمعة
١٤ عامًا فقط هو عمُر محمد حمدي، ناشئ فريق وادى دجلة الجديد، والذى بلغت قيمة انتقاله إليه من فريقه المقاولون العرب قرابة ٣٤٢ ألف جنيه للحصول على الاستغناء الخاص به.
“ميسى المصري”.. هكذا يطلقون عليه أصدقاؤه وزملاؤه فى الفريقين، بعد أن ذاع صيته فى أوساط فرق الناشئين، نظرًا للمهارة العالية التى يتمتع بها، بفضل تمكنه من مراوغة خصومه وإحراز الأهداف على غرار لاعب برشلونة الأبرز ليونيل ميسي. يقول والده “حمدي” إن بداية مشاركت نجله كانت مع فريق ميت عقبة بالمهندسين مع الكابتن محمود ناصر، وهوّ الذى اكتشف رمضان صبحى جارهم فى منطقة أرض اللواء، وعندما استشعر والده أن ميسى لديه موهبة سارع بالالتحاق بأكاديمية النادى الأهلى بمدينة ٦ أكتوبر عام ٢٠١٢، وبعد ذلك تقدم للاختبارات بنادى المقاولون العرب وتم اختياره عن طريق الكابتن محمود صادق، والذى تمسك بضمه إلى الفريق بعدما شاهد مهاراته وظلّ هناك ٥ سنوات كاملة يلعب فى فرق الناشئين.
وأضاف: “سمعنا أن فريق وادى دجلة بصدد تشكيل فريق جديد مكون من موالد ٢٠٠٣ حتى ٢٠٠٥، بإدارة مدرب مغربى فرنسى اسمه يونس برزرباك، ومعه المدرب بركات علام، وتقدمنا للاختبارات واتصلوا بى وقالوا عاوزين نضمه للفريق وذلك فى عام ٢٠١٦، وقدموا عرضا للمقاولون عبر الكابتن علاء نبيل مدير قطاع الناشئين لكنهم طلبوا ٢٥٠ ألف جنيه مقابل الاستغناء عنه، وعندما وافقت عليه دجلة تم رفع العرض لـ٤٠٠ ألف، وتمسك الكابتن علاء به ورفض انتقاله بعد أن شارك مع دجلة كتدريب نحو شهرين”.
استمر “محمد حمدي” فى المقاولون طوال ٢٠١٦، ثم تجدد عرض وادى دجلة مرة ثانية فى ٢٠١٧، واستجاب الكابتن علاء نبيل لرغبة أسرته ووافق على العرض الذى تقدم به لمجلس إدارة نادى المقاولون وطلبوا ٣٠٠ ألف جنيه للاستغناء عنه، ولكون العرض كبيرًا على إدارة دجلة أن تدفع هذا الرقم دفع والده المبلغ مقابل أن يحصل على بطاقة الاستغناء لصالح دجلة.يقول والده: “المقاولون طلبت هذا المبلغ الكبير، نظير ما قدمته مع محمد طوال ٥ سنوات وكولى أمره شايف أن مصلحته فى الفترة المقبلة فى وادى دجلة، خاصة بعدما رأيت العمل داخل النادي، وكونى متأكدًا من أن نجلى سيستفيد من الانتقال إلى هناك، ونحن من أسرة متوسطة وتمكنت من تدبير المبلغ”.
الكابتن بركات علام، مدرب فريق الناشئين بوادى دجلة، ذكر أن “ميسى المصري” تدرب معهم عام ٢٠١٦ قرابة ٣ أشهر لكنه عاد للمقاولون من جديد بعد فشل انتقاله بتصميم إدارة نادى ذئاب الجبل لطلب قيمة كبيرة فى انتقاله، ولكننا نجحنا فى ضمه وبدأ معنا من جديد فى فترة الإعداد، وكان هناك اتفاق مع والده أن ينهى الصفقة مع نادى المقاولون، مضيفًا: “محمد خامة كويسة ولاعب جيد، ولاعب لديه هدف يريد الوصول إليه”.
مركز “حمدي” فى وسط الملعب المهاجم، وبحسب مدربه فإنه يشبه اللاعب الأرجنتينى فى طريقة مراوغاته التى يستحيل أن يحصل المدافع منه على الكرة، وهو موهبة ولابد أن يتعلم ويفهم قواعد الكرة وسنساعده فى التعليم، ويخوض معنا حاليا البرنامج التدريبى المصمم على غرار ما يحدث فى فرنسا.قصة انتقال “محمد حمدي” إلى وادى دجلة بها الكثير من الحكايات؛ إذ سبق ذلك طلب فريقى الأهلى والزمالك بانضمام اللاعب إليهم، يقول والده: “طلبه نادى الزمالك والأهلى منذ ٥ سنوات، حتى أن أمير مرتضى منصور كلمنى شخصياً وطلب انتقاله للزمالك، كما تحدث معه اللاعب مصطفى فتحى فى ذلك، لكن رغبتى كانت فى انضمامه لدجلة، لأن الأهلى أو الزمالك “عاوزين لاعب ينتج”، إنما دجلة تُعلم اللاعبين ونأمل أن يساعدوه”.
وأضاف: “إحنا عايشين فى أرض اللواء جنب بيت رمضان صبحي، ونتمنى أن نراه مثله محترفًا فى يوم من الأيام، ودجلة بداية لهذه الخطوة، أو أن يتخذ نفس مسار محمد صلاح، لأن نادى دجلة لا يضع ضغطًا نفسياً على اللاعب، وربما يجد صعوبة فى الاحتراف مع الأهلى أو الزمالك”، مشيرًا إلى أنه يتدرب ٥ مرات أسبوعياً، وكان يقوم بتوصيله دائما إلى المقاولون ثم دجلة الآن.
محمد حمدى تحدث أن مصطفى فتحى ووليد سليمان هما مثله الأعلى من اللاعبين، مضيفًا أنه يتمنى أن يحترف بالخارج ويمثل منتخب مصر فى يوم من الأيام، مضيفا أنه سعيد بانتقاله إلى فريق وادى دجلة، والذى سيساعده على تطوير أدائه وسط أجواء أفضل.