السبت 1 يونيو 2024

كيف نقهر الفشل

8-8-2017 | 15:00

بقلم : إيمان حمزة

التحدي هو التغلب على ما يواجهنا من صعوبات ومشكلات الحياة.. ونتعلم أن الفشل ليس نهاية الدنيا بل بداية رحلة النجاح حكمة يؤمن بها ويؤكدها كل الناجحين من حولنا .. فالحائز على جائزة نوبل في الطب الإنجليزي روبرت إدواردز عام ٢٠١٠ والذي اكتشف علاجا للعقم من خلال أول طفلة أنابيب في العالم لويزا براون عام١٩٧٩ في ثورة علمية طبية أذهلت العالم وغيرت حال الكثيرين وحققت لهم السعادة بعد طول يأس للوصول لحلم الأمومة والأبوة واجه الفشل عشرين مرة وأكثر في تجاربه حتى تحقق المستحيل من خلال النباتات أولا بعد أن تخرج في كلية الزراعة ثم على الحيوانات بعد أن درس الطب ليتوصل لنجاح اكتشافه على المرأة بعدما فشل أيضا خمس مرات واتهم بالجنون من العلماء وليس فقط الأهل والناس من حوله.. لم يستسلم يوما لليأس ورفض الآخرون مجرد الفكرة التي طرحها من إمكانية التقاط بويضة الأم وتخصيبها من الأب في ظروف مناخية مناسبة ووضعها من جديد في رحم الأم لتستكمل دورة نمو الجنين.

ورغم أنه واجه الكثير من مرات الفشل للوصول لما يريد أخذت من عمره سنوات كثيرة لكنه استطاع أخيرا أن يحقق حلمه وحلم الملايين، وتولد لويزا أول طفلة أنابيب تفند كل الإدعاءات بأنها لن تكون سليمة وطبيعية وتكبر وتحب وتتزوج وتنجب طفلتها بشكل طبيعي وليس كما كان يؤكد الرافضين لاكتشافه الطبي في العلاج بأنها ستكون عقيمة.

كان لي شرف الحديث معه عندما كرم في مصر التي يعتز بها فقد عاش بها في عمر العشرين كجندي في الحرب العالمية الثانية وقد بهرته بعظمة تاريخها.

وحضارتها الفرعونية فقد ألهمته أن يحقق شيئا يفيد الناس باكتشافه

وكانت نصيحته للشباب ألا تجعل الفشل يتغلب عليك ويحطم أحلامك وتعلم كيف تصمد أمام تحديات الحياة لتزيدك قوة وصلابة ليؤمن بك من حولك وتعلم من تجارب الآخرين، وهو ما نريد أن يعرفه أبناؤنا ممن لم يحالفهم النجاح في الثانوية العامة أو غيرها من المراحل الدراسية بألا يستسلموا للحزن والإحباط واليأس بل إبدأ من جديد وتحدي الفشل وتعلم من تجاربك وتجارب الآخرين فإن كان هناك تقصير أو إهمال منك عليك أن تعيد النظر في أسلوب حياتك.. أما إذا كان لديك مواطن ضعف فاستعن بأصحابك المتفوقين أو الآخرين من الأهل والمتخصصين وتعلم كيف تعبر المحنة بالأمل وتحديد أهدافك والعمل والاجتهاد والمصابرة لتحقق النجاح وللوصول لما تريد، وتأكد أنه ليس كل الناجحين في أعمالهم هم فقط من كانوا المتفوقين في دراستهم بل جانب البعض منهم الفشل في بعض سنوات دراستهم.

ولكنهم تعلموا من الفشل ومن مدرسة الحياة أن الدنيا لا تمد أيديها للمستسلمين، بل أننا سنواجه الكثير من التحديات ليس فقط في الدراسة بل العمل والحياة بوجه عام فالكثير من نجوم الفن ممن حققوا كل النجاح والشهرة أعلنوا بأنفسهم كم قاسوا مرارة الفشل مرات ومرات عديدة ومهما اعتصرهم الحزن والألم من الرفض وعدم القبول لم يستسلموا لليأس بل ازدادوا إصرارا ووقوة أمثال العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والذى لقب بمعبود الملايين والجماهير حتى شباب الأجيال الجديدة واجه الكثير من الرفض التام ومنهم من رفض صوته وأوصاه ألا يغني أبدا فصوته لا يصلح للغناء وليكتفي بالعزف علي الكمان الذي كان يجيده، كل هؤلاء الرافضين هم بأنفسهم من صفقوا لنجاحه الذي أقره له ملايين الجماهير ليس فقط في مصر بل العالم العربي كله، وعبد الوهاب موسيقار الأجيال واجه الكثير من الفشل والرفض وعدم القبول في بداية حياته وعندما تملكه الإحباط من كثرة الهجوم عليه وخاصة من نقاد الفن طلب منه أحمد شوقي أمير الشعراء أن يضع كل ما كتب عنه من هجوم بالجرائد والمجلات ويقف فوقها ثم قال له أنظر لنفسك ألم تزدك طولا فقط تعلم من النقد المفيد البناء ولا تهتم بالآخرين.

وكذا واجه الكثير من الفنانين والفنانات ومنهم النجم أحمد زكي الذي أحبه الملايين ولقب بالنمر الأسمر كان يؤكد دائما على كم المرارة والمعاناته من الفشل والرفض وعدم القبول لموهبته ولا شكله ولكنه انتصر بعد سنوات ليحقق كل هذه الشهرة والنجاح والنجومية.