بقلم : طاهــر البهــي
لو استمر الحال على ما هو عليه أتوقع أن يأتي اليوم ـ قريبا ـ الذي يضرب فيه ضيف البرنامج مقدمه قلمين، ثم يلقى بـ"المايك" قائلا للمخرج: باي باي يا "أونكل" في طريقه لمغادرة الستوديو، والمعني أنه قد فاض الكيل بالضيوف والمشاهدين والمصورين، بعد أن وصل الحال إلى أن يضرب الضيوف بعضهم على الهواء على مرأى ومسمع ملايين المشاهدين! وأن يرفع آخر الحذاء فى مواجهة أحد ضيوف "التوك شو" بسلامته.
لقد حكى لي بعض أصدقائى من المخرجين كواليس أشهر البرامج "مالا يصدقه عكل" ـ بصوت البسكوتة الرقيقة شويكار ـ وأنا أتألم وأندهش لأنني كنت قد منعت نفسي من مشاهدة حلقاتالمصارعة الحرة مكتفيا بمتابعة أخبارها مكتوبة عبر الهاتف الذكي الذي أصبح يمثل للمصريين "صندوق الدنيا" بأخباره وفيديوهاته، حكوا لي عن خناقات وضجيج يومى واتهامات بالخيانة والعمالة والفساد دون دليل أوسند، الاتهامات طالت كبار وصغار المسئولين وحتى حكام ومدربى كرة القدم!
أعلم تماما أن "التعميم" خطأ فى كل الحالات, وهو أكثر فداحة فى الحالة التى نتحدث عنها الآن، ولكني أبحث عن دور أكثر فعالية وتأثيرا من جانب المجلس الأعلى للإعلام وهيئته الوطنية المنبثقة عنه من حيث سرعة ضبط أداء البث الفضائي، مع تسليمنا أنه بالفعل هناك خطوات جادة وعقوبات رادعة، ولكن أليست إعلانات السحر والشعوذة تملأ الفضاء الإعلاني، خلافالإعلانات المنشطات الجنسية بإيحاءاتها الخادشة لحياء المرأة والطفل والفتيات، ألا يستحق هذا التدخل العاجل والحاسم؟