الإثنين 28 ابريل 2025

محمود درويش.. حضور في الغياب وأغنية ممتدة

  • 8-8-2017 | 19:19

طباعة

رغم مرور تسع سنوات على وفاته، ما زال الشاعر الفلسطيني محمود درويش حاضرًا في المشهد الثقافي العربي والفلسطيني علي وجه الخصوص، فقد ارتبط اسم "درويش" بالمقاومة الفلسطينية، وشكلت قصائده حافزًا كبيرًا وسلاحًا ضاريًا في وجه العدو المحتل.

كلمات محمود درويش تعيش إلى الآن مع أجيال لم تعاصره لكنها تربت علي حماسة قصائده التي يمتزج فيها حب الوطن والتغني بالحبيبة التي هي في النهاية مدينته الصغيرة التي عاشت فيه حتى الرمق الأخير.

في شعر محمود درويش، شاعر الثورة والكرامة والقضية، لا تستطيع التمييز بين الوطن والحبيبة الأنثى، فلا ترى تقرأ سوى الشعر الراقي المليء بالرموز والصور.

غنى كلمات درويش أهم المطربين العرب والفلسطينيين، مثل ماجدة الرومي ومارسيل خليفة، وأحمد قعبور، وبشار زرقان، وجورج قرمز، بالإضافة إلى العزف المرافق لأشعاره من فرقة الثلاثي جبران التي رافقته في آخر عشر سنين من حياته.

من أهم مؤلفات محمود درويش: عاشق من فلسطين، مديح الظل العالي، أحد عشر كوكباً، حالة حصار، كزهر اللوز أو أبعد، وأثر الفراشة، وكتابه الأخير "في حضرة الغياب"، الذي يستحضر فيه مراحل مهمة ومؤثرة وفاعلة وغير قابلة للنسيان في حياته، وهو يدرك أنه مجموعة أنوات، لا أنا واحدة، فهو في حضرة نفسه طفلًا، وفي حضرة نفسه يوم غادر فلسطين، وفي حضرة نفسه وهو في موسكو أو وهو في القاهرة أو بيروت، وسيكون في حضرة نفسه وهو في باريس على سرير الشفاء، وسيكون أيضًا في حضرة نفسه وهو في تونس، ثم محطته الأخيرة وحضرة الموت الذي غيبه يوم التاسع من شهر أغسطس عام 2008، بعد إجراء عملية القلب المفتوح، في مركز تكساس الطبي، التي أدخلته إلى غيبوبة أدت إلى وفاته، بعد أن قرر الأطباء في المستشفى، نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.

من أجمل ما قال محمود درويش: هل في وسعي أن أختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق؟ أمّا أنا، فسأدخل في شجر التوت حيث تحوّلني دودة القزّ خيط حرير، فأدخل في إبرة امرأة من نساء الأساطير، ثمّ أطير كشال مع الريح.

أشهد أن حضورك موت وغيابك موتان

والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطالهم.. يلقي عليهم نظرة ويمر.

أتيت ولكني لم أصل.. وجئت ولكني لم أعد.

سنصير شعبًا حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدّس.. كلما وجد الفقير عشاءه.. سنصير شعبًا حين نشتم حاجب السلطان والسلطان، دون محاكمة.. أحببتك مرغمًا ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة أحمق.

من أجمل ما كتب محمود درويش قصيدة "العصافير تموت في الجليل"، والتي قال فيها:

- نلتقي بعد قليل

بعد عامٍ

 بعد عامين

 وجيلْ..

ورَمَتْ في آلة التصوير

عشرين حديقة

وعصافيرَ الجليل.

 ومضتْ تبحث، خلف البحر

عن معنى جديد للحقيقة.

- وطني حبل غسيل

لمناديل الدم المسفوك

في كل دقيقهْ

وتمددت على الشاطئ رملاً.. و نخيلْ.

- هِيَ لا تعرف يا ريتا!

وهبناكِ أنا والموتُ سِرَّ الفرح الذابل في باب الجماركْ

و تجدَّدنا أنا والموت

 في شبّاك دارك.

وأنا والموت وجهان

لماذا تهربين الآن من وجهي

 لماذا تهربين؟

ولماذا تهربين الآن

ممّا يجعل القمح رموشَ الأرض

ممّا يجعل البركان وجهًا آخر للياسمين

    الاكثر قراءة