توفي منذ قليل، المحامي فريد الديب، عن عمر يناهز 79 عاما.

وأطلق على "الديب" محامي المشاهير، فنادراً ما تكون هناك قضية كبرى لأحدهم إلا وتجده يترافع فيها، بدءا من الأديب العالمي نجيب محفوظ، والسياسي البارز أيمن نور ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، والفنانتان يسرا وفيفي عبده، والجاسوس الصهيوني عزام عزام، وعائلة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وحسني مبارك، وغيرهم.

خسر الديب الكثير من تلك القضايا، لكنه نجح كثيراً في تخفيف العقوبة، مبررا دوماً تبنيه لقضايا مثيرة للجدل بقوله: "إذا ترافعت في قضية جاسوس، هل أصبحت أنا الجاسوس؟ إذا ترافعت في قضية قتل هل أنا القاتل".

بدأت شهرته الإعلامية الحقيقية في عام 1997، حين تولى الدفاع عن الجاسوس الصهيوني عزام عزام، حيث أكد مراراً عبر الصحف وقتها اقتناعه ببراءة موكله، ما أثار جدلا كبيرا في الشارع العربي وليس المصري فحسب.

واعتبرت نقابة المحامين المصرية مرافعة فريد الديب، عن عزام «خيانة للوطن، وتلويث للسمعة النضالية لنقابة المحامين المصرية»، وطالبته بالانضمام للحملة ضد الجاسوس، كما لوحت النقابة بأنها قد تتخذ إجراءات عقابية بحقه إن أكمل دفاعه، لكنه أصر على الدفاع عنه.

في النهاية ثبتت تهمة التخابر مع «الموساد» على عزام عزام، ودين بعدها بتهمة التجسس، وحكم عليه بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة ليخرج بعدها في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 8 سنوات، وأطلق سراحه مقابل إطلاق سراح 6 طلاب مصريين اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية.

كما دافع الديب عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى على خلفية اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم في دبي، في جريمة تواصلت تبعاتها وأصدائها لسنوات.

وبعد حكم المحكمة بإحالته إلى المفتي (ما يعني عقوبة الإعدام) استطاع فريد الديب تخفيف الحكم ليصل إلى السجن المشدد 15 عاماً.

ومن أشهر القضايا التي عمل عليها الديب، القضية الخاصة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث تولى الدفاع عنه هو وعائلته في 3 تهم، حتى قضت المحكمة ببراءته وكل مَن معه من تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز للكيان الصهيوني والفساد المالي، لكنه خسر قضية «القصور الرئاسية»، بعدما قضت دائرة في محكمة جنايات القاهرة في مايو 2015 بسجن مبارك وابنيه 3 سنوات لكل منهم.

ترافع الديب أيضًا عن وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي، في قضية اتهامه بتسهيل الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية، حيث حصل على البراءة من عدة تهم منسوبة إليه ورفع الحظر عن ممتلكاته. 

وترافع عن حسن راتب فى قضية الآثار الكبرى، وكانت آخر قضاياه التي لم يستكملها بعد الترافع عن محمد عادل المتهم بقتل نيرة أشرف.