أكد السفير نذير العرباوي مندوب الجزائر في الأمم المتحدة، أهمية انعقاد القمة العربية بالجزائر للتعامل مع التحديات الجديدة التي تواجه الإقليم، لاسيما وأن الساحات الدولية والإقليمية شهدت خلال الفترة الماضية العديد من المخاطر بداية من الأزمة الصحية المتمثلة في جائحة كورونا وصولا إلى الصراع الدولي وحالة الاستقطاب الحالية التي يمر بها العالم، مشيرا إلى تداعيات تلك المخاطر على العالم العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مضيفا" إننا نريدها قمة عربية توافقية تعكس تضامن العالم العربي".
جاء ذلك خلال كلمته اليوم في اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الـ ٣١ التي تستضيفها الجزائر يومي الأول والثاني من نوفمبر المقبل.
وقال "العرباوي" خلال كلمته" إن التحدي كبير، ويتطلب الأمر تنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية والجماعية بين الدول العربية، وتطويرها بالشكل الأمثل حتى نتمكن من مواجهة التحديات، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة الأولويات العربية.
وأضاف أن سلسة الاجتماعات التحضيرية للقمة تنطلق اليوم بعد مرور 3 سنوات على انعقاد آخر قمة في تونس عام ٢٠١٩، وشدد بقوله: "إننا نريدها قمة عربية توافقية تعكس تضامن العالم العربي، ويجب أن نستفيد من دروس الماضي ونواجه تحديات الحاضر، في ظل مد جسور التعاون، ونحن في أمس الحاجة للتعاون بيننا في مناقشة وبحث بنود جدول أعمال الاجتماع".
من جهته، قال مندوب تونس الدائم لدى جامعة العربية، السفير محمد بن يوسف رئيس القمة السابقة" إن مخرجات قمة تونس والمناخات الإيجابية التي تولدت عنها رسخت من قناعة الجميع في التضامن العربي، وتوحيد المواقف تجاه القضايا والتحديات التي تواجه دولنا.
وأضاف أنه منذ قمة تونس قبل 3 سنوات سعينا حتى الآن إلى زيادة العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن في هذا الظرف الدقيق التي يتسم بعدم الاستقرار وتنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وجائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.
وتابع أن انتشار بؤر التوتر في منطقتنا العربية واستمرار النزاعات المسلحة يحتم علينا تكثيف الجهود للبحث وتطويق الأزمات والبحث عن حلول سياسية للصراعات والانقسامات؛ ما يعزز الأمن ويحصن مجتمعاتنا من التدخلات الخارجية.
وأوضح أن تونس حرصت فى الإسهام بإيجاد تسوية للأزمة الليبية في إطار اتفاق ليبي ليبي على غرار ملتقى الحوار السياسي التي احتضنتها بلاده في نوفمبر 2020 والذي أسس لمسار سياسي كان يفترض انتهائه مع انتخابات في 2021.
وأشار إلى أن المنطقة تعيش على وقع أزمات حادة وتحولات سريعة زادت في تعقيد الأوضاع وتعظيم تحديات دولنا الجمة والمتعددة والتي تهدد الأمن القومي العربي وتهدد استقرار المنطقة بأكملها؛ الأمر الذي يستوجب التضامن والتعاون لمواجهة ذلك للوصول إلى الازدهار في أوطاننا وتحقيق رغبات شعوبنا.
وقال إن قضايا الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة التي تطرح بأكثر حدة في الوقت الراهن تحتاج لمعالجة شاملة سويا من خلال بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تقي دولنا من الهزات وتحفظ استقرارها وأمنها وتتيح الفرصة للحكومات لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف" تتوافر لدى المنطقة العربية ثروات طبيعية وبشرية وموقع جغرافي يؤهلها أن تكون كتلة اقتصادية تضاهي التكتلات الأخرى، ولكنه يعتمد على تذليل الصعوبات وتنفيذ قرارات القمم العربية من الاتحاد الجمركي والحجم التجاري ومنطقة التجارة الحرة وتسهيل الانتقال لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
من جهته، أشاد السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، باستعدادات دولة الجزائر للقمة العربية، وقال" إن الجزائر لديها قدرة على مواكبة طلبات الجامعة العربية المتعددة والتي لا تنتهى لعقد أول قمة عربية لا ورقية".
وأكد "زكى" خلال إجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، للتحضير للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية فى دورتها الحادية والثلاثين، أن القاعة مليئة بالشاشات، ولا توجد تلال الأوراق التى كانت موجودة قبل ذلك.
وأشار إلى أن الجزائر وفرت طلبات الجامعة بالشكل التكنولوجي المطلوب لنقل الجامعة العربية إلى مصاف المنظمات الدولية لخدمة قضايا العرب والدول الأعضاء .
وعبر عن تقديره وشكره إلى الجزائر والرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون على حسن الاستقبال والتنظيم.