لم يتبق سوى ساعات قليلة وينطلق لقاء السوبر المصري، الذي يجمع بين العملاقين الزمالك والأهلي على أرض الإمارات، وبالطبع لم يتوقف الحديث طوال الأسبوع عن هذه المباراة، ولن يتوقف الحديث أيضاً بعدها، سواءً على مستوى الفائز الذي سيقيم الأفراح والليالي والملاح، أو الخاسر الذي سيدخل في دوامة مشاكل لن يستفيق منها سريعاً .

وبكل تأكيد، فإن جماهير مصر خاصة والعالم العربي عامة ينتظرون هذه المواجهة "السوبر"، التي تكررت أكثر من مرة في الإمارات، وفى كل مرة كانت تداعيات المباراة تفرض نفسها على الأحداث سواء داخل قلعتي الزمالك أو الأهلي نظراً لأهميتها وقيمة الحصول على اللقب لاسيما وأننا في بداية الموسم، والفريق الفائز سيحقق الكثير من المكاسب المعنوية والتي تفوق في نسبتها المكاسب المادية التي سيجنيها عند حمل الكأس.

ومهما كانت النتيجة، فإن هذه المباراة فرصة عظيمة لترسيخ قيمة كبيرة للكرة المصرية وليست باباً للصراعات والخلافات خارج الحدود، كما حدث في آخر مباراة للسوبر قبل نحو 32 شهراً، وهنا تقع المسئولية أولا على عاتق مسئولي الناديين من ناحية واللاعبين من ناحية أخرى، وسلوك كل  لاعب داخل الملعب كلما كان إيجابيا ومعبرًا عن الروح الرياضية فإن هذا سيكون فرصة عظمية لنقل صورة حضارية عن الكرة المصرية التي عانت الكثير في السنوات الماضية نتيجة تصرفات غير مقبولة من جانب بعض اللاعبين وعدد من مسئولي القطبين الكبيرين في المباريات التي تقام خارج أرض الكنانة.

 وعندما أوكد على مسئولية اللاعبين وإدارة الناديين وحدهما فإنني أتعمد عدم الإشارة إلى الجماهير سواء هنا أو هناك، لأن أنصار القطبين في المباريات خارج الحدود لديهما قدر كبير جدا من الالتزام وعدم الخروج عن النص، ولعل قيام بعض مشجعي الزمالك بالتوجه لاستقبال فريق الأهلي لدى وصوله أبو ظبي يعد أبلغ رسالة لمن يشعلون نار الفتنة بين الجماهير ويريدون من مباراة الزمالك والأهلي أن تكون مناسبة دائمة للدخول في صراعات وخناقات سواء داخل الملعب أو على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لا تعبر عن حقيقة وأهمية هذه المباراة التي تعد قمة الكرة العربية مهما كان مستواها الفني والحضور الجماهيري وكذلك ظروفها والأحداث التي تسبقها.

 وأتمني من لاعبي الفريقين رفع شعار "مصر فوق الجميع"، خاصة وأن المسئولين في الإمارات وفروا لكل فريق المناخ المناسب والإمكانيات التي  تسمح بالتركيز فقط على تقديم لوحة فنية كروية داخل الملعب وإظهار القيمة الكبيرة للقطبين على مستوى الكرة العربية والأفريقية وأن تكون كأس السوبر هذه المرة فرصة للتعبير عن معنى غاب كثيراً عن ملاعبنا عن قيمة ومكانة كرة القدم ودورها في التأثير الإيجابي على المجتمع بشكل عام.