الجمعة 17 مايو 2024

الروائي أحمد مراد لـ «الهلال اليوم»: نعيش زمن طوفان الرواية

9-8-2017 | 13:48

حوار أجراه- صلاح البيلي
 

 بعد أربع روايات أخرها “أرض الإله” كتب الروائي أحمد مراد سيناريو فيلم الأصليين مباشرة للسينما، وهنا في حواره معنا يفرق بين الرواية والسينما، متحسرًا على حال حقوق الملكية الفكرية المهدرة في بلادنا العربية والتي تجعل من الكتاب بمجرد صدوره عُرضه للسرقة والتحميل مجاناً من الإنترنت، مما يهدد حقوق جميع الأطراف المتداخلة في عملية صناعة النشر ، متوقعًا تدهور صناعة النشر كتدهور حال السينما إذا استمرت تلك القرصنة دون رادع، وإلى نص الحوار.
 

كتبت الرواية والسيناريو المباشر للسينما فهل وجدت اختلافا ؟

الاختلاف كبير وفيهما متعة كبيرة وإذا كان التحويل من الرواية للسينما أشبه بعمل مهندس الديكورفي بيت به أعمدة، فإن الكتابة للسينما كمن يحرك الشخصيات على الشاشة مباشرة وربما حياة شخص عادي تصلح للسينما مباشرة دون الرواية وأنا كمصور أحب حركة الكاميرا في السينما والمصور المحترف كل لقطة عنده اشبه بطلقة القناص ومن هذه الزاوية أفادني التصوير في الكتابة للسينما بمعنى أن الكلمة لابد أن تكون في مكانها وتصيب وإلا يتعرض الفيلم للترهل .

 

كيف ترى المشهد الروائي  الراهن ؟
نحن الأن نعيش زمن طوفان الرواية لأن هناك فيضًا كبيرًا وزادت دور النشر بدافع الربح، و القارئ أحب الروية وقديمًا كان يجد أمامه عشرة روايات للاختيار منها وحاليا يجد أمامه 300رواية فيضطر ليجرب من هنا وهناك حتى يكتشف بنفسه الجيد من الرديء والسوق سوف تطهر نفسها بنفسها لتطرد الكتابات الرديئة .
   
يلاحظ بمجرد نشر الرواية نجدها مزورة (أو مضروبة) على الأرصفة بسعر رخيص فكيف تواجهون هذه الظاهرة ؟

القوانين موجودة وكافية لوقف هذه الجريمة  ولكن تنفيذها غائب وبدون حماية حقوق المؤلف الفكرية ستنهار صناعة النشر  والمؤسف أن القارئ نفسه بات يميل لشراء الكتب المضروبة وقد ينفق مائة جنيه على الكافتريا ولكنه يبخل  بثلاثين جنيه لرواية
أصلية !.

 

كيف تعرضت لمثل هذا التزويرمن  تقليد وسرقة رواياتك ؟
- بالفعل «انضربت» بعض  رواياتي بعد نشرها بستة أيام  وبيعت بنفس السعر!.

ما تأثير ذلك عليك؟
- أنا كمؤلف الأقل ضرراً من السرقة ولكنها تؤثر على كل حلقات عملية النشر من الناشر إلى المطبعة والموزعين والمكتبات، وهذا يهدد صناعة النشر بالتوقف كما حدث مع صناعة السينما التي «انضربت» بسبب القرصنة فالفيلم بمجرد نزوله دور العرض تجده على الإنترنت مجاناً!.


لكنك كمؤلف تتمني أن يصل كتابك لأوسع دائرة من الناس؟
- بالفعل أتمنى أن يصل كتابي للناس في بيوتهم مجاناً، ولكن صناعة الكتاب منظومة كاملة وأنت تعلم ذلك، وللمنظومة قنواتها الشرعية لضمان حقوق جميع الأطراف، أما ما يحدث من سرقة وقرصنة دون أي اعتبار للحقوق الفكرية فهو الدمار بعينه.


معنى ذلك أن رواياتك الآن موجودة على هيئة كتاب مقلد وعلى الإنترنت؟
- نعم، وتستطيع أن تحملها من الإنترنت مجاناً «بي دي إف PDF» بسهولة وهنا مشكلة كبيرة، لأن حقوق الملكية تضيع وتغيب العدالة ومع امتداد التكنولوجيا يستطيع القارئ تحميلها علي تليفونه المحمول، والقرصنة انتشرت وتعددت، ودور النشر تعاني بشدة كما الحال مع السينما، وللأسف الدولة لا تحرك ساكناً ولا يوجد ردع، وأحياناً تنزل الحملات الأمنية للشارع لجمع بعض النسخ المقلدة ولكنها تجمع بعض الماء ولا تغلق الصنابير المتهمة بالسرقة والممثلة في المطبعة والناشر اللص، لا يكفي مصادرة عدد من الكتب وترك اللصوص يربحون مكاسب رهيبة دون أن يسددوا أية مستحقات لأحد، لا حقوق لمؤلف ولا لموزع ولا لمترجم!.

 

فلماذا تكتب؟ أو تستمر في الكتابة ؟!
 أكتب لإقناع القارئ، وأجمل معلومة دون متعة سيلقى بها القارئ جانباً لذلك أحرص على إمتاع القارئ عبر الأحداث والتشويق والأسلوب والتناول، والأدب رياضة عقلية وكما يحتاج الرياضي في لعبة كمال الأجسام والسباحة للتمرين أحتاج أيضاً لتدريب عقلي حتى تأتيني اللحظة المناسبة للكتابة لأنها رزق فأنت تسعى وربنا يرزقك، واليوم الذي لا أشعر فيه بوجود كلام للكتابة أقرأ ما سبق وكتبته لأدخل في جو الرواية، نعم المخطط العام للعمل في دماغك وسهل جداً أن تضع هيكلاً عاماً للكتابة ولكن الصعب هو كيف تضع وتصوغ ذلك، تلك هي اللعبة.

 هل كتابتك لسيناريو مأخوذ عن روايتك كان أمراً سهلاً؟
- لا توجد قاعدة واحدة وهي تجربة ممتعة.

هل ستكتب سيناريوهات لغيرك من المؤلفين؟
- لم لا، لا يوجد شيء مستحيل، قد يكون العمل مطلوباً وهذا ليس ببعيد وبالنسبة لعملي الأخير سأكون مسئولاً عن كتابي والفيلم واستقبال الجمهور للفيلم كما استقبل الكتاب.


هل القرصنة هي الخطر الوحيد الذي يواجه صناعة السينما حالياً؟
- لا، بل هي مجرد عامل ثانوي والعامل الأساسي حالة عدم الاستقرار الموجودة حالياً مما يترتب عليها صعوبة إحصاء أو معرفة أذواق الناس، فقد يعجب الجمهور بمسسل تركي من 100 حلقة وقد لا يعجب بمسلسل مصري من 5 أو 10 حلقات، فالذوق المصري تغير ومن الصعب توقعه أو حسابه ولا توجد قاعدة ثابتة لإرضاء الجمهور، أما القرصنة فنذير يهددنا جميعاً علاوة علي العشوائية وصعب إيقافها في أي مجال.. نشر أو سينما.


 هل تكتب وعينك على نجم معين؟
- لا، العمل هو الذي يستقطب نجمه والموضوع هو الأساس وليس النجم.


بمَّ تقدم نفسك.. كاتب أم مصور؟
- الاثنان. . ولي كارت كمصور وآخر كمؤلف ولا أتبرأ من مهنتي كمصور فالكاميرا حبي وآخر حدود ذراعي لدرجة أن ابنتي ذات العشر سنوات اشتريت لها كاميرا وأدربها على التصوير.