- قال الدكتور محمد معيط وزبر المالية لم يعد التحول الرقمي فى عالمنا المعاصر نوعًا من الترف والرفاهية، بل أصبح ركيزة أساسية فى المسار التنموي يترتب عليها جودة الحياة، بمختلف جوانبها، وإيمانًا بهذا النسق الفكرى تنطلق «الجمهورية الجديدة» إلى آفاق أرحب تُمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة، وغدٍ أفضل عبر جسور «الأمل والعمل» للانتقال إلى «مصر الرقمية»؛ تحقيقًا للغايات الوطنية والأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية فى تيسير سبل العيش الكريم للمواطنين، وبذل أقصى جهد لتلبية احتياجاتهم، فى ظل تحديات عالمية تشابكت أمواجها العاتية، وتداعت صدماتها على اقتصادات أنهكتها جائحة كورونا، وما كادت تتعافى حتى فُجعت بحرب فى أوروبا لا يعلم أحد مداها الزمنى، ليكون العالم أمام ظروف استثنائية غير مسبوقة أكثر تعقيدًا من أى وقت مضى: «موجة تضخمية ضخمة جدًا، انعكست فى ارتفاع أسعار السلع والخدمات؛ نتيجة لاضطراب سلاسل الإمداد والتوريد، بسبب اختلال ميزان العرض والطلب، وزيادة كبيرة جداً في تكاليف التمويل وهجرة الأموال من الأسواق الناشئة حتى بات الوصول للأسواق الدولية مسارًا صعبًا وأكثر كُلفة على الاقتصادات الناشئة والبلدان النامية».
جاء ذلك فى كلمة الوزير امام مؤتمر الجمعية العلمية للتشريع الضريبي.
مشيرا إلى أنه على هذا النحو، تتعاظم أهمية الذى ينعقد هذا العام بعنوان: «تطوير التشريعات الاقتصادية لمواكبة التحول الرقمى»، والذى نتطلع أن ينجح رواده من كبار الخبراء بمجال المحاسبة والضرائب والاقتصاد، فى بلورة رؤية أكثر تطورًا تسهم فى توطين صناعة التكنولوجيا المالية بشكل أكبر، وتُساعد فى تحسين كفاءة وفاعلية الأداء الحكومي، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز الحوكمة، والشفافية، وفقًا لأحدث المعايير والممارسات العالمية؛ بما يُعزز جهود التحول إلى الاقتصاد الرقمي.
واوضح د. معيط لا يغيب على أحدكم، أن الفهم الواعي للتحول الرقمي، يتجاوز الانتقال من بيئة العمل الورقية إلى الإلكترونية، ويمتد إلى إعادة هندسة الإجراءات ودورات العمل وتبسيطها، وتوفير البنية التشريعية الملائمة، والكوادر البشرية المؤهلة لإدارة الأنظمة المميكنة فى بيئة عمل محفزة للابتكار وتطوير وتحويل البنية التحتية إلى بنية مؤهلة لإتمام ذلك.. وبهذا الإدراك العميق للمفهوم الشامل والمتكامل للتحول الرقمى بمختلف أركانه، انطلقت وزارة المالية فى تنفيذ المشروع القومي لتحديث وميكنة المنظومتين الضريبية والجمركية، جنبًا إلى جنب مع تطوير ورقمنة إدارة المالية العامة للدولة، والمضي بقوة فى مسيرة الدفع والتحصيل غير النقدى، وإرساء دعائم الشمول المالي، على نحو يتكامل مع جهود الحكومة فى التوظيف الأمثل للحلول التكنولوجية فى تعزيز حوكمة المنظومة المالية للدولة، ومن ثم امتلاك القدرة على التعامل المرن والسريع مع التحديات العالمية الشديدة، والحفاظ على المسار الاقتصادي الآمن، وصون مكتسبات برنامج التنمية الشاملة والإصلاح الاقتصادي.
وقال الوزبر ياتى ذلك فى تعاون متفرد يُشكِّل نموذجًا للتكامل المنشود بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، استطعنا معًا، خلال عدة سنوات، ترجمة التوجيهات الرئاسية، وبرنامج الحكومة، وما انتهت إليه حواراتنا المجتمعية مع رموز المال والأعمال، في تطوير التشريعات الاقتصادية وفقًا لأحدث النظم العالمية، بما يضمن توفير الغطاء التشريعي والتنفيذي اللازم للتحول الرقمي منها: «قانون التعاقدات الحكومية عام ٢٠١٨، وقانون تنظيم استخدام وسائل الدفع غير النقدي فى ٢٠١٩، وقانون الإجراءات الضريبية الموحد، وتعديلات قانون المشاركة مع القطاع الخاص، وقانون الجمارك في ٢٠٢٠، ثم قانون المالية العامة الموحد، وتعديلات قانون الضريبة على القيمة المضافة هذا العام».
وأوضح الوزبر إن قانون الإجراءات الضريبية الموحد، وضع إطارًا تشريعيًا يُقنن الإجراءات الضريبية الموحدة المميكنة، التى تم إعادة هندستها وتبسيطها ودمجها ورقمنتها، لتوحيد إجراءات ربط وتحصيل الضريبة على الدخل، والضريبة على الدمغة، والضريبة على القيمة المضافة، على النحو الذى يُسهم في إتاحة الخدمات للممولين أو المكلفين إلكترونيًا دون الحاجة للذهاب إلى المأموريات.