شهد الأسبوع الحالي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، شمل افتتاح مشروع الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ ومعرض توطين الصناعة وزيارة الجزائر للمشاركة في القمة العربية في دورتها الـ31.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه هذا الأسبوع بافتتاح وتفقد المعرض الدولي الأول للصناعة، والذي ينظمه اتحاد الصناعات المصرية في مركز المنارة للمؤتمرات وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الاتحاد.
والتقى الرئيس ممثلي رابطة رجال الأعمال القطريين، وذلك على هامش مشاركته في إطلاق الملتقى والمعرض الدولي الأول للصناعة، وأعرب الرئيس عن ترحيبه بتجدد اللقاء مع رجال الأعمال القطريين بعد لقاء سيادته معهم في الدوحة مؤخرًا، بما يعكس روح التعاون الأخوي بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا حرص مصر على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات القطرية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
اتصالات هاتفية بالرؤساء
وأجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس تقدم بالتهنئة للرئيس الكيني على فوزه مؤخرًا بالانتخابات الرئاسية الكينية، متمنيًا له كل التوفيق في قيادة كينيا وشعبها الشقيق نحو مستقبل مشرق ومزيد من التقدم والازدهار، ومؤكدًا سيادته على العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط مصر بشقيقتها كينيا، والأهمية التي يوليوا سيادته للتنسيق وللتشاور مع شقيقه الرئيس الكيني بشأن القضايا الأفريقية لما يتمتع به البلدان من دور إقليمي هام في صون السلم والأمن على مستوى القارة الأفريقية.
وأجرى الرئيس الأحد الماضي اتصالًا هاتفيًا مع محمد شياع السوداني، رئيس وزراء جمهورية العراق، حيث تقدم بالتهنئة لمحمد شياع السوداني على نجاحه في نيل ثقة البرلمان العراقي وتشكيل الحكومة، مؤكدًا سيادته دعم مصر الثابت لأمن واستقرار العراق الشقيق، والاعتزاز بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين مصر والعراق، والحرص على دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين إلى آفاق أرحب.
متابعة المشروعات القومية
وعقد الرئيس السيسي الأحد الماضي، اجتماعا لمتابعة مشروعات وزارة الكهرباء على مستوى الجمهورية، خاصةً في قطاعات الطاقة الجديدة والمُتجددة، وكذلك الربط الكهربائي مع دول الجوار.
وقد وجه الرئيس في هذا الإطار بالتوسع في جهود تصنيع المكونات الخاصة بإنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، لاسيما توربينات الرياح والألواح الشمسية، وذلك لتعزيز دور الطاقة المتجددة بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة التي تعتمد عليها عملية التنمية في الدولة، وذلك بالتكامل مع التحديث الشامل الذي تم في منظومة الشبكة الوطنية للكهرباء في مصر، سواء من طاقة توليد وخطوط نقل ومحطات توزيع ومراكز سيطرة إلكترونية متطورة.
كما عقد اجتماعات آخرا تناول متابعة موقف توفر السلع الاستراتيجية الغذائية الأساسية على مستوى الجمهورية، وقد وجه الرئيس بالمحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية ومتابعة أسعارها السوقية، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار موقف الأمن الغذائي للدولة، من خلال تلبية احتياجات المواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، وإتاحتها بالمنافذ الحكومية والتموينية على مستوى الجمهورية.
افتتاح الشبكة الوطنية للطوارئ
والاثنين الماضي، افتتح الرئيس السيسي مركز التحكم الرئيسي للشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة بالمقطم، ويعد مشروع الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة إنجاز تاريخي ونقلة حضارية كبرى لمصر في التعامل مع الأزمات والطوارئ من خلال منظومة واحدة تشارك فيها جميع الوزارات والهيئات ودواوين المحافظات بالدولة، بما تضمن جودة التعامل مع الأزمات الطارئة وسرعة احتوائها بمعايير عالمية، حيث تدعم الشبكة جهود الدولة في مجالات التأمين المختلفة في كافة أنحاء الجمهورية باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة لصالح الأمن والخدمات على مستوى الدولة.
زيارة الجزائر
وبدأ الرئيس الثلاثاء الماضي، زيارة إلى الجزائر للمشاركة في القمة العربية، حيث استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فور وصوله مطار هواري بو مدين بالعاصمة الجزائر.
وخلال الزيارة التقى أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك على هامش مشاركة سيادته في القمة العربية في الجزائر، و أعرب عن ترحيبه بلقاء سكرتير عام الأمم المتحدة، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة تعزيز التعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة في مختلف المجالات، لدعم السلم والأمن الدوليين، وكذا التنسيق مع المنظمة الأممية لتعزيز دورها الأساسي في معالجة القضايا ذات الأولوية للدول النامية.
كما أكد الرئيس تقـدير مصـر للتعـاون المثمـر والمتنـامي مـع الأمـم المتحـدة فـيما يتعلق بقضية تغير المناخ وتأثيراتها على العالم، مشيرًا في هذا الصدد إلى استضافة مصر المرتقبة للقمة العالمية للمناخ COP٢٧ بمدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر الجاري، وسعي مصر للعمل خلال هذه القمة على تبني رؤية شاملة تتضمن احتياجات الدول النامية، مع مراعاة قدرات الدول المتقدمة في ذات الوقت، وذلك بهدف الوصول لحلول والتزامات عملية قابلة للتطبيق دوليًا فيما يتعلق بمواجهة التحديات المناخية، بما يساعد على تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وكذلك التقى الرئيس مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تناول اللقاء التباحث حول سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة الارتقاء بمستويات التعاون والتنسيق على كافة الأصعدة، بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين.
كما أكد الجانبان في ذات السياق ضرورة العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لتتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة، فضلًا عن مواصلة التعاون والتنسيق العسكري والمعلوماتي بين البلدين، وكذا تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، خاصة في ظل التحديات الأمنية المختلفة التي تفرضها المستجدات الإقليمية الأخيرة، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء.
والتقى أيضا مع الرئيس عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، حيث تبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تعاني منها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.
كلمة الرئيس أمام القمة العربية
وألقى الرئيس السيسي أمس الأربعاء كلمته أمام القمة العربية حيث أكد فيها إن أمننا القومي العربي، هو كل لا يتجزأ فأينما نولى أنظارنا، نجد أن الأخطار التي تداهم دولنا واحدة وترتبط في مجملها، بتهديد مفهوم الدولة الوطنية وتدخل قوى إقليمية أجنبية في شئون المنطقة من خلال تغذية النزاعات وصولًا إلى الاعتداء العسكري المباشر على بعض الدول العربية وكلها عوامل، أفضت إلى طول أمد الأزمات دون حل في زمن تشتد فيه التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية، عالميًا وإقليميًا ويزيد فيه الاستقطاب الدولي، الذي أصبح عنصرًا ضاغطًا، سياسيًا واقتصاديًا على نحو بات يؤثر علينا جميعًا.
وتابع: "أتوجه برسالة إلى شعوبنا.. فأقول.. ثقوا في أمتنا العربية.. فهي صاحبة تاريخ عريق وإسهام حضاري ثري وممتد.. ومازالت تلك الأمة تمتلك المقومات اللازمة لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، وعلى رأسها عزيمتكم وعقولكم وسواعدكم.. وثقوا في أن مصر ستضع دومًا نصب أعينها تماسك الكيان العربي، وصونه وحمايته، وستظل دائمًا حاضرة دعمًا لكم، وستبقي على أبوابها مفتوحة أمام كل أبناء العرب في سبيل الدفاع عن حاضرهم ومستقبل الأجيال القادمة."
كما التقى الرئيس بعدد كبير من القادة العرب منهم ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، و الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود و رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني و الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والشيخ تميم بن حمد أمير قطر والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات والشيخ مشعل الجابر الأحمد ولي عهد الكويت وأسعد بن طارق نائب رئيس الوزراء العماني