استنكر عدد من قادة الأحزاب والتيارات السياسية والشخصيات العامة في لبنان الاشتباكات بالأيدي والتي وقعت داخل ستوديو أحد البرامج التلفزيونية بقناة (MTV) على الهواء مباشرة مساء أمس بين مناصرين للتيار الوطني الحر (الفريق السياسي للرئيس السابق ميشال عون) ومعارضين لهم خلال المشاركة في حلقة دارت حول ولاية الرئيس السابق ميشال عون ورسالته التي ناقشها مجلس النواب اللبناني بالأمس والتي أثارت جدلاً واسعًا حول أحقية حكومة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الحصول على صلاحيات رئيس الجمهورية مع بداية الفراغ الرئاسي منتصف ليل الاثنين الماضي، وتدخل أمن القناة لفض الاشتباك داخل الاستوديو، ولكنه سرعان ما انتقل إلى الخارج وتخلله إطلاق نار دفع قوة من الجيش اللبناني للتدخل وإعادة الهدوء لمنطقة النقاش بالمتن مقر القناة في محافظة جبل لبنان.
وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، عن استنكاره الشديد لما حصل مما وصفه بممارسات مستهجنة في محطة MTV مساء أمس واعتداء من قبل من اعتبرهم مناصرين للتيار الوطني الحر (الفريق السياسي لرئيس الجمهورية السابق) على هذه المحطة، معتبرًا أن القصد مما حدث ترهيب القناة فيما يحرص اللبنانيون على احترام حرية الإعلام المسئول.
واعتبر في بيان له اليوم أن خطورة ما جرى تكمن في إدراك بعض الأطراف السياسية التي منيت أخيرًا بالخسارة والخيبة – على حد تعبيره، وخصوصًا بعد فشلها في تعطيل المؤسسات السياسية والدستورية، ولذا تحاول التعويض عن ذلك بافتعال التوتير السياسي والتجييش الطائفي.
وحذر السنيورة من نقل هذه الممارسات إلى الشارع الذي من شأنه فتح الباب أمام ردود أفعال لا يمكن ان تحتملها البلاد في هذه الظروف، مناشدًا القوى الأمنية التنبه لما يحاك ويدبر من فتن تستهدف البلاد للتعويض عن الخيبات والخسائر السياسية.
من جانبه، أصدرت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في "التيار الوطني الحر" بيانًا أكدت فيه أن طلاب من التيار تم الاعتداء عليهم خلال مشاركتهم في الحلقة من بعض الجمهور ومن عناصر أمن المحطة الذين قاموا باقتياد الطلاب إلى الخارج واعتدوا عليهم بالضرب وقاموا بإطلاق النار. وطالبت اللجنة من الأجهزة الأمنية ومن القضاء أن يضع يده على الملف فورا، مشيرة إلى أن الطلاب المعتدى عليهم سيتقدمون بالشكوى اللازمة.
وفي السياق ذاته، قال رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ إن فعل الكلمة أقوى من فعل الرصاص، مستنكرا ما وصفه بالاشتباك السياسي والطوائفي المتزايد في البلد، بما يوحي باستحالة حصول حوار بين القوى السياسية لانتخاب رئيس جديد حاليًا.
وعبر عن أمله أن تعمل المؤسسات المرئية والمسموعة والالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على تهدئة الخطاب الاعلامي واستبعاد الاستفزاز والمستفزين ومنع مشاركة الذين يلجئون الى السب والذم والتشهير، محذر من نتائج مخالفة ذلك في ظل الوضع المشحون وإثارة الفتن واللجوء الى العنف الفردي والى ما أبعد من ذلك.
وشجب حزب الكتائب اللبنانية في بيان الاعتداء الذي تعرضت له قناة MTV، معتبرا أن مثيري الاشتباكات هم مجموعة تجهل اصول التعاطي الحضاري، مشددا على رفض المشهد الذي ظهر بكل وجوهه.
واعتبر أن ما وصفه بمحاولات ترهيب الاعلام مرفوضة من اي جهة اتت واستعمال العنف في التخاطب والمحاورة امر مردود، مؤكدًا أن لبنان سيبقى على الرغم من كل محاولات الترهيب منبراً للكلمة الحرة والرأي الصريح.
وأدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية في بيان ما حدث في البرنامج، مؤكدة أنه جاء نتيجة الاحتقان السياسي الذي نتج عنه اعتداء على المحطة وممتلكاتها في حرمها وسقوط إصابات وجرحى.
وأكدت النقابة رفضها بشدة هذا الاعتداء، ومبرراته، وأسبابه، لأنه يتعارض كليا مع وجوب الحفاظ على حرمة المؤسسات الاعلامية، داعية القضاء اللبناني إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف لكشف ملابساته والقبض على المتسببين والمشاركين فيه.