قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود الدولية غير الحكومية العاملة في المجال الطبي والإنساني أن تغير المناخ ليس تهديدا بعيد المنال حيث يؤثر بشكل كبير بالفعل على الأشخاص الضعفاء في جميع أنحاء العالم كما يتسبب على وجه الخصوص في عواقب وخيمة على الأشخاص الذين يعيشون في حالات النزاع وأولئك الذين لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية.
وأشارت المنظمتان - في يبيان مشترك اليوم / السيت/ - إلى أنه من بين 25 دولة الأكثر عرضة لتغير المناخ والأقل استعدادا للتكيف تعاني الغالبية أيضا من نزاع مسلح حيث يفتقر الأشخاص إلى الرعاية الصحية الأساسية.
ولفت البيان إلى أنه عندما تحدث الصدمات المناخية في البلدان ذات الغذاء والماء والموارد الاقتصادية المحدودة فإن حياة الناس وصحتهم وسبل عيشهم تصبح مهددة، مستشهدا بالجفاف والفيضانات في الصومال خلال السنوات اللأخيرة وكذلك الفيضانات في جنوب السودان ومنطقة الساحل والأعاصير المدمرة في مدغشقر وموزمبيق نتيجة للتغير المناخي.
وأعربت المنظمتان - خلال البيان - عن القلق من الواقع الحالي والتوقعات المستقبلية، وإن العالم يشهد الجفاف والفيضانات والأوبئة الحشرية وتغير أنماط هطول الأمطار التي يمكن أن تعرض إنتاج الغذاء ووسائل عيش المواطنين للخطر ذلك بالإضافة إلى ما يشهده العالم من تغير في أنماط الأمراض الفتاكة مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا.
وقال البيان إن أكثر الفئات ضعفا في العالم تدفع الثمن المميت لمشكلة تغير المناخ التي تسببها بشكل كبير أغنى دول العالم، محذرا من أن الاحترار الإضافي سيؤدي إلى عواقب وخيمة ما لم يتم اتخاذ تدابير تخفيف عاجلة وطموحة وحشد الدعم الكافي للأشخاص والدول الأكثر تضررا حتى يتمكنوا من التكيف مع المخاطر المناخية المتزايدة.
وأكد البيان أن الاحتياجات اليوم تفوق بالفعل الاستجابة، مشددا على أنه لا يمكن للعالم أن يترك أولئك الذين يعانون من العواقب الأكثر مأساوية بدون دعم.. مطالبا بوجوب أن يصل الدعم المالي والتقني إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه.
وقال البيان إن التزام اتفاق باريس بزيادة الدعم لأقل البلدان نموا لا يعترف بأن عددا كبيرا منها يتأثر أيضا بالنزاع وينبغي إعطاؤه الأولوية، مؤكدا أنه لم يتم الوفاء بالوعود للحد من انبعاثات الكربون ودعم البلدان التي تعاني من أكبر الآثار حتى الآن.
وشدد روبرت مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر على أنه بدون دعم مالي وسياسي حاسم لأكثر البلدان هشاشة فإن المعاناة ستزداد سوءا.
ودعا البيان إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاقية باريس وجدول أعمال 2030 وضمان تقديم الدعم الكافي للأشخاص الضعفاء والمتضررين من النزاعات للتكيف مع المناخ المتغير، كما شدد على ضرورة إيجاد الحلول بشكل جماعي وضمان الوصول للتمويل المناسب للمناخ في البيئات الصعبة.