الأحد 16 يونيو 2024

«نداء إنهاء الحرب من أرض السلام».. خبراء يشيدون بكلمة الرئيس أمام قمة المناخ: وضعت العالم أمام مسئولياته

الرئيس السيسي

تحقيقات7-11-2022 | 15:41

أماني محمد

نداء للسلام وجهه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال كلمته أمام قمة المناخ كوب 27 بمشاركة نحو 110 من قادة الدول والحكومات المشاركين في القمة اليوم في شرم الشيخ، حيث دعا الرئيس السيسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ووقف القتل والخراب، وهي الدعوة التي أيدها الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات في كلمته.

وأشاد خبراء علاقات دولية بكلمة الرئيس السيسي أمام القمة مؤكدين أنها رسالة سلام ووضعت العالم أمام مسؤولياته، وكانت شاملة ومتوازنة وفاصلة، كما شددت على ضرورة البدء في مرحلة تنفيذ الوعود والوفاء بالتعهدات التي قطعتها الدول على نفسها لمواجهة التغيرات المناخية.

وخلال كلمته اليوم، أكد الرئيس السيسي: "أوجه نداء من أجل أن تتوقف هذه الحرب.. نحن كدول اقتصادها ليس قوياً عانت كثيراً جدا من تبعات أزمة كورونا سنتين وتحملناها، والآن نعاني أيضا من هذه الحرب، فلتتوقف هذه الحرب الروسية الأوكرانية وهذا نداء من مؤتمرنا فليتوقف هذا الخراب وهذا القتل، ونحن في مصر مستعدون لتقديم كل شيء من أجل العمل لإنهاء الحرب وأتصور الكثير من القادة الموجودين مستعدين للتحرك من أجل إنهاء الحرب."

 

وضعت العالم أمام مسئولياته

ومن جانبه، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قادة العالم في قمة المناخ اليوم حملت مجموعة من الرسائل الهامة والقول الفصل في أزمة تغير المناخ وهو تحول الوعود إلى تنفيذ على أرض الواقع وتقديم التمويل الذي تم التعهد به بقيمة 100 مليار دولار في العام والوفاء به فعد تأجيله لعدة سنوات ودفعه في 2023.

 

وأوضح البرديسي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك إرجاء وتسويفاً في تنفيذ تلك الالتزامات، كما جاءت الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا لتهدد العالم أجمع، وكل هذه المستجدات تؤدي لإرجاء تلك الوعود، مشددا على أن كلمة الرئيس السيسي اليوم مهمة وحاسمة وفاصلة ووضعت قادة العالم أمام مسؤولياتهم بأنه يجب الوفاء بالوعود وتنفيذ التعهدات رغم أي مستجد سواء كان جائحة أو حرب لأن البشرية يجب أن تدرك أن هذا أمر حتمي وضروري.

 

وأكد أنه العالم يجب أن يدرك أن الجميع في سفينة واحدة وأن الدول النامية والفقيرة هي الأكثر تضررا من الانبعاثات والتغيرات المناخية التي أحدثتها الدول الغنية الصناعية الكبرى، ولا بد أن تلتزم بما تعهدت به من تمويل ورفع الأضرار والخسائر الناجمة عن ذلك، مضيفا أن نجاح القمة في تنفيذ هذه الالتزامات يتوقف على توافر الإرادة السياسية لهذه الدول كما أكد الرئيس السيسي حيث يجب كما دعا الرئيس تنفيذ تلك الوعود بسرعة.

 

وشدد خبير العلاقات الدولية على أن مصر نجحت في تنظيم قمة المناخ واستضافة المشاركين وتحديد الأولويات وإعطاء النموذج والمثل، ومصر رغم كونها دولة نامية التزمت بما تعهدت به وتسير في خطط التحول للاقتصاد الأخضر وإنتاج الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن فعاليات قمة المناخ أثبتت نجاح وقدرة مصر على التنظيم بكفاءة، رغم ما تواجهه من صعوبات وأزمات والتزمت بالمعايير البيئية والتحول إلى الاقتصاد الأخضر ومشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة باستخدام الرياح والطاقة الشمسية.

 

وأشار إلى أن مصر تراعي المعايير البيئية رغم كل الأحوال والأعباء الاقتصادية التي تمر بها كغيرها من دول العالم.

 

 

نداء سلام

فيما قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام قمة المناخ كانت شاملة ووجهت نداء سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، معربا عن سعادته برد فعل القاعة عندما وجه الرئيس السيسي نداء إنهاء الحرب لأن هذا مطلبا عالميا، فالجميع تأثر سلبا وتضرر من هذه الحرب بشكل أو بآخر سواء بأزمة الغذاء أو الوقود.

 

وأوضح بيومي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس السيسي كان متوازنا جدا في طرحه لأزمة المناخ حيث أكد أنه حان وقت التنفيذ، وطرح المشكلات الراهنة وهي كيفية اعتماد القرارات وكيفية توفير التمويل لتنفيذ متطلبات البيئة التي نسعى إليها، مشددا على أن الأمر كله يتوقف على التكلفة فالسبب في تأخر قدرة الشركات الصناعية على إنتاج سيارات صديقة للبيئة ولا تنتج الكربون هو التكلفة.

 

وأشار إلى تكاليف مواجهة التغيرات المناخية تقدر بـ100 مليار دولار سنويا تحتاجها الدول النامية، حيث أبرز الرئيس السيسي في كلمته الظلم الواقع على الدول النامية لأنها الأقل تلويثا للبيئة وتسعى للتحول للاقتصاد الأخضر إلا أن المسئول عن تلوث البيئة هم كبار الدول الصناعية والتي يصعب الحصول على التمويل منها بخلاف ما تقدره بنفسها.

 

وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن الكلمة متوازنة وتطرقت إلى دور الدبلوماسية المصرية، مضيفا: "أسعدني كدبلوماسي تناول الرئيس للدبلوماسية المصرية وتقديره لها، لأنه نادرا من كان في رؤساء مصر من يقدر الدبلوماسية المصرية".

 

وأكد أن الدبلوماسية المصرية من أنجح الدبلوماسيات في العالم والدليل على ذلك قمة المناخ الحالية في شرم الشيخ والتي تعد حصادا لخبرة الدبلوماسية المصرية في إقامة مؤتمرات ناجحة، مضيفا أن القمة تضع الدول أمام مسئولياتها ومصر تعمل على تشجيع الدول على أن تلتزم من أجل حياة أفضل لكل شعوب العالم بما فيها الشعوب في الدول المسئولة عن تلوث البيئة والتي يجب أن يكون هناك إسهامات لها.