السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

تقرير دولي: توقف إمدادات الغاز الروسي يعجل من تحول أوروبا للاعتماد على " الطاقة النظيفة "

  • 7-11-2022 | 18:34

المنظمة الدولية للطاقة

طباعة
  • دار الهلال

ذكر تقرير صادر عن المنظمة الدولية للطاقة ومقرها باريس أن أزمة توقف إمدادات الغاز الروسي لأوروبا على خلفية الصراع في أوكرانيا كانت دافعا قويا للأوروبيين لتسريع إنهاء اعتمادهم على الغاز كمصدر لإنتاج الكهرباء والتحول بصورة أسرع إلى "الطاقة النظيفة" المولدة من المصادر الجديدة والمتجددة بحلول الأعوام القليلة القادمة.

وأشار تقرير المنظمة - المشاركة حاليا بوفد رفيع المستوى في قمة شرم الشيخ للمناخ - إلى أن التحول للطاقة النظيفة يعني وقف الانبعاثات الكربونية الملوثة للهواء الناتجة عن عمل محطات الكهرباء التقليدية وهو ما قد يكتب شهادة وفاة للاعتماد على الوقود الأحفوري والمحروقات البترولية الملوثة للبيئة كمصدر لإنتاج الطاقة الكهربائية التقليدية.

وألمح التقرير إلى أن مفوضية الاتحاد الأوروبي تتبنى استراتيجية لتحقيق هذا الهدف سيكون اعتماد الأوروبيين وفقا لها لا يقل عن 82 في المائة من الطاقة النظيفة بحلول العام 2030 وأن يشهد هذا العام نهاية اعتماد الأوروبيين كذلك على الوقود الأحفوري في إدارة محطات إنتاج الكهرباء.

وتعمل دول أوروبية عديدة على تحقيق هدف الاعتماد على الطاقة النظيفة كبديل عن الطاقة التقليدية الملوثة للبيئة، ففي لشبونة اعتمدت حكومة البرتغال خطة للوصول بإنتاج الطاقة النظيفة إلى 80 في المائة من احتياجات البلاد بحلول العام 2026 وصولا بتلك النسبة إلى 100 في المائة بنهاية العقد الحالي، وتعد البرتغال في مقدمة بلدان الاتحاد الأوروبي اعتمادا على الطاقة النظيفة التي تلبي حاليا نحو 60 في المائة من احتياجاتها المحلية من الطاقة.

وفي هولندا تخطط الحكومة الهولندية لمضاعفة الكهرباء المولدة من مزارع التوربينات الهوائية الموجدة في منطقة بحر الشمال إلى 300 جيجاوات بحلول العام 2050 وهو ما يغطي استهلاك 230 مليون منزل على مستوى الاتحاد الأوروبي حال تصديره، وتنوي هولندا مضاعفة إنتاجها من مزارع الكهرباء الهوائية في مياه بحر الشمال العميقة إلى 150 جيجاوات بحلول العام 2030 وهو ما سيحقق لها اكتفاء محلي من الكهرباء المولدة من طاقة الرياح بنسبة 97 في المائة تقريبا.

وباستثمارات قدرها ملياري يورو تعول الدانمارك والنمسا على الكهرباء المولدة من الخلايا الشمسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول العام 2030، وقد رصدت النمسا 260 مليون يورو لتشجيع مواطنيها عبر الاقتراض على تركيب الألواح الشمسية في مساكنهم.

واعتبر تقرير صادر عن المفوضية السامية للشئون الإنسانية في الأمم المتحدة أن نجاح اليونان في تحقيق الاعتماد أكبر على المصادر الجديدة والمتجددة في توليد الكهرباء يشكل "نقطة نجاح مهمة" قد تكتب نهاية الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة في بلد أوروبي.

وأشاد التقرير بالنجاح الذي حققته اليونان في منتصف أكتوبر الماضي عندما استطاعت مد الكهرباء المولدة من المصادر الجديدة والمتجددة ولمدة خمس ساعات متصلة لجميع انحائها بنسبة تغطية 100 % وبقدرة 3106 ميجاوات/ ساعة.

وبحسب التقرير فقد أسهمت كهرباء الخلايا الشمسية وخلايات طاقة الرياح بنسبة 46 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربائية التي يستهلكها اليونانيون خلال الفترة من يناير وحتى نهاية أغسطس الماضيين بعد أن كانت لا تتعدى 42 % من إجمالي إنتاج الكهرباء في اليونان في الفترة من يناير وحتى نهاية أغسطس 2021 ويتوقع التقرير بلوغ اليونان نسبة 70 في المائة في إنتاج الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة بحلول عام 2030 وهو ما يستلزم تحقيقه استثمارات قدرها 30 مليار يورو.

وأشار التقرير إلى الجهد الذي تبذله سويسرا على صعيد تعظيم اعتمادها على المصادر الجديدة والمتجددة لإنتاج الطاقة، وكشف عن استراتيجية بناءة للوصول إلى اعتماد كامل على هذا النوع من الطاقة بحلول العام 2050 تتبناها الحكومة السويسرية، ومن أبرز معالم تلك الاستراتجية تركيب ألواح الطاقة الشمسية لنسبة لا تقل عن 70 في المائة من المجمعات السكنية على امتداد البلاد، والعمل على استبدال الكهرباء المولدة من المصادر التقليدية بأخرى تعتمد على مصادر جديدة ومتجددة بمعدل 400 ألف مسكن سنويا حتى العام 2050.

وكشف التقرير عن أن أحد أسباب انخفاض مستويات غلاء المعيشة في سويسرا (3ر3 %) مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوروبي (10 %) خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري إلى انخفاض فواتير استهلاك الكهرباء لدى السويسريين بسبب ارتفاع نسبة مكون الطاقة الجديدة والمتجددة في إنتاج الكهرباء في سويسرا مقارنة ببلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تعتمد على الغاز الذي كان يتم استيراده من روسيا لإدارة محطات الكهرباء، وهو الغاز الذي ارتفعت أسعاره منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.

 

الاكثر قراءة