الخميس 25 ابريل 2024

القوات المسلحة وعبور جديد لعصر ما بعد الإرهاب 6

مقالات7-11-2022 | 19:08

رصدت الدراسة المهمة التي أجراها الدكتور مجدي عبد الجواد الداغر أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، في دراسة أطر المعالجة الصحفية التي صاحبت العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية ضد التنظيمات الإرهابية، والمعروفة بالعملية الشاملة «سيناء 2018» بالمواقع الإلكترونية للصحف المصرية.

أظهرت الدراسة تعدد المضامين المصاحبة للعمليات العسكرية، حيث تصدر معالجة الحدث بنسبة (36.65)، ثم القوى الفاعلة أو التنظيم الإرهابي بنسبة (26.02)، ومناقشة الأفكار المتطرفة بنسبة (23.98)، والمضامين الشخصية ورموز التنظيم الإرهابي بنسبة (13.35)، وهو ما يعني اهتمام صحف الدراسة بتغطية الحدث ثم الإشارة إلي الجهة أو التنظيم والأفكار الإرهابية، وعلى مستوى صحف الدراسة تصدَّر الحدث الإرهابي قائمة اهتمامات «الأهرام» بنسبة (38.13)، وصحيفة «المصري اليوم» بنسبة (35.29)، وهو ما يعني أن الصحف المصرية ورغم مساحة الحرية المتاحة، إلا أنها لا تزال تحافظ على الثوابت التقليدية مما يجعلها أكثر التزاماً بنصوص بيانات وتصريحات المتحدث العسكري الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية.

أوضحت الدراسة تعدد وظائف المضامين المثارة حول العمليات العسكرية، وتصدر الدعم الدولي في مواجهة الإرهاب بنسبة (33.79)، يليها أهمية التثقيف الأمني بنسبة (21.26)، ثم حشد المواطنين لمواجهة الإرهاب بنسبة (20.71)، وتسجيل الأحداث الإرهابية ونشرها بنسبة (11.46)، والتخويف ونشر القلق من تزايد العمليات الإرهابية بنسبة (6.53)، ثم التبرير الديني باعتبار التنظيمات الإرهابية لديها دوافع دينية بنسبة (5.17)، والتحريض والتوجيه نحو نبذ العنف، والتوعية الدينية القائمة على الحوار والتسامح ، وهو ما يعنى أن القضاء على ظاهرة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مسئولية دولية، ومن ثم كانت المطالبات بضرورة وجود إجماع دولي ضد الإرهاب وتنظيماته.

 كشفت الدراسة عن تصدُّر نشر الحقائق عبر تصريحات المسئولين أساليب المعالجة الصحفية بنسبة (38.73)، يليها التقارير والمقالات التحليلية بنسبة (20.37)، ثم النقد بنسبة (17.35)، والمناقشات بنسبة (15.17)، والاقتراحات والحلول بنسبة (8.38).

كما أوضحت الدراسة تنوع الخطاب الإعلامي المستخدم في العملية العسكرية الشاملة «سيناء    2018»، حيث تصدَّر الخطاب السياسي، يليه المنوع، والديني، وعلى مستوى صحف الدراسة جاء «المصري اليوم» أكثر اهتماماً بالخطاب السياسي بنسبة (45.02)، و«الأهرام» بنسبة (38.95)، وهو ما يعطي دلالة حول طبيعة القضايا المطروحة والتي تتسم بالبعد السياسي، فضلاً عن أن هذه النتيجة تعطي دلالة إيجابية عن طبيعة المصادر التي تُدلى بالمعلومات عن قضايا الإرهاب والعمليات العسكرية، كونهم خبراء ومتخصصون في العلوم السياسية والعسكرية وغيرها.

 وكشفت الدراسة تعدد القوى الفاعلة التي صاحبت الخطاب الإعلامي عند تغطية العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، حيث تصدر المسئولون في الحكومة (قيادات بالقوات المسلحة المصرية – قيادات بالشرطة) القوى الفاعلة في الأحداث في سيناء، ثم علماء الدين الإسلامي والمسيحي، يليهم المفكرون والمثقفون، ثم الأحزاب والتيارات السياسية، وهيئات ومنظمات دولية حقوقية، وهو ما يعني أن المسئولين في الحكومة تصدروا فئات القوى الفاعلة في خطاب العمليات العسكرية في سيناء، يليها رجال الدين والمفكرون والمثقفون والأحزاب والمنظمات وغيرها، فيما تراجعت أهمية تقارير نشر تقارير المنظمات الحقوقية التي سعت من بداية العمليات العسكرية إلى التقليل من أهميتها وجدواها، على عكس ما تحقق فعلياً خلال الفترة ما بين عاميْ 2018- 2020.

وأشارت الدراسة إلى تنوع مسارات البرهنة المصاحبة للعمليات العسكرية، حيث تصدر الربط بين أسباب الإرهاب والنتائج بنسبة (70.40)، ثم عرض الحدث مصحوباً بتداعياته بنسبة (9.58)، ودعم الحادث بالوثائق والمراجعات الفكرية بنسبة (7.87)، وعرض وجهتيْ النظر بنسبة (6.84)، واستخدام الأدلة والأسانيد والشواهد التاريخية بنسبة(4.45)، والاستعانة بأرقام عدد الضحايا والمصابين بنسبة (3.76)، وهو ما يعنى تعدد مسارات البرهنة المستخدمة والتي جاءت ترتيباً من خلال الربط بين الأسباب والنتائج وعرض الحدث بتفاصيله، والدعم بالوثائق، وعرض وجهتي النظر في الحادث، بينما تراجعت مسارات الأدلة والشواهد التاريخية والاعتماد على الإحصاءات، وهو ما يعزز من توجهات تغطية العمليات العسكرية دون الحاجة إلى الشواهد التاريخية أو الاستناد إلى أرقام وإحصاءات عن حجم جرائم التنظيمات الإرهابية، والالتزام بتصريحات المتحدث الرسمي عن العمليات، أو وزارة الدفاع، أو المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية  .

وأظهرت الدراسة اهتمام صحيفتيْ الدراسة بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل وأثناء العمليات العسكرية بنسبة (19.10)، ثم تصريحات وزير الدفاع السابق صدقي صبحى بنسبة (18.37)، ووزير الداخلية السابق مجدي عبد الغفار بنسبة (17.61)، وعناصر التنظيمات الإرهابية بنسبة (15.77)، ثم قادة التنظيمات الإرهابية بنسبة (14.83)، ثم وزير الصحة بنسبة (8.39)، ووزيرة التضامن بنسبة (5.38)، وأخيراً الشخصيات التي جاءت على هامش الأحداث مثل (وزير، محافظ، شيوخ قبائل، رجال أعمال، أعضاء برلمان ...) بنسبة (0.55)، وهو ما يعنى وجود قوى فاعلة صاحبت العمليات العسكرية، وكانت سبباً في إثراء المعالجة الصحفية بالمعلومات عن الأحداث الجارية والعمليات وحجم النجاحات التي تحققت بمجرد البدء بالعملية الشاملة «سيناء 2018».

وأشارت الدراسة إلى تنوع المعالجات التي صاحبت العمليات العسكرية حيث تصدَّرت المتابعات بنسبة (32.55)، ثم التقريرية بنسبة (31.49)، والتفسيرية بنسبة (23.74)، والاستقصائية بنسبة (12.22)، وهو ما يعنى أن المتابعات كان النمط الأكثر تفضيلاً لدى الصحف المصرية عند تغطية ومعالجة الأحداث الإرهابية في سيناء.

وأظهرت الدراسة اهتمام صحيفتيْ الدراسة بعرض وجهة النظر الرسمية عند استقاء المعلومات عن العمليات العسكرية بنسبة (68.84)، ثم عرض الحدث فقط بنسبة (17.12)، وعرض الحدث بوجهات نظر متعددة بنسبة (14.04)، وهو ما يشير إلى مدى التزام الصحف المصرية بوحدة الصف إزاء الأحداث الإرهابية في سيناء، ثم "غير المحددة" والتي لا تحمل وجهات نظر باعتبارها تصريحات رسمية واجبة النشر، يقابلها مساحة من الحرية لتفسير بعض المصطلحات الواردة في بيانات العمليات العسكرية.

وفيما يتعلق بأهداف التغطية الصحفية، أظهرت الدراسة تصدُّر الهدف الإخباري بنسبة (47.26)، ثم الهدف التوجيهي بنسبة (22.26)، والدعوة لموقف ضد التنظيمات الإرهابية بنسبة (19.87)، والاهتمام بالتوعية بنسبة (4.45)، والتثقيف عبر برامج إرشادية توعوية محددة بنسبة (3.42)، والأهداف التحذيرية بنسبة (2.74).

ونستكمل استعراض نتائج هذه الدراسة المهمة في المقال القادم بإذن الله.

Dr.Randa
Dr.Radwa