الإثنين 29 ابريل 2024

طارق إمام: تجربة إعادة نشر رواياتي تمت باحترافية شديدة (خاص)

طارق إمام

ثقافة8-11-2022 | 13:52

دعاء برعي

تعاقد الكاتب الروائي طارق إمام مع دار الشروق، التي أصدرت له حديثًا رواياته "هدوء القتلة"، و"الأرملة تكتب الخطابات سرًا"، و"ضريح أبي" بعد إعادة طباعتها في ثوب جديد، وفي طريقها لنشر عمله "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، وروايته المقبلة التي يعمل عليها حاليًا.

وأكد الروائي طارق إمام، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن تجربة نشر هذه الأعمال تمت باحترافية شديدة وفق خطة فنية وتسويقية وإعلامية شاملة، منذ تم التعاقد في شتاء العام الماضي، لتصبح مشروعًا متكاملاً له ملامح واضحة، وليس نشراً بالقطعة.

وأضاف: "يعد أبرز ملامح هذا المشروع الاتفاق على شكل فني مميز لكل الأعمال، عبر اختيار اسم فنان واحد ينفذ جميع الأغلفة بأسلوب فني موحد، حتى على مستوى فنط الاسم وخطوط عناوين الروايات، لتمنح الإحساس بفكرة المشروع المتكامل، وهو ما نجح فيه الفنان هاني صالح إلى أقصى درجة، حيث منح الروايات الأربع روحًا منسجمة تربطها جميعًا، مع الحفاظ على خصوصية كل رواية، ومن أجل ذلك قرأ الروايات بالكامل، الأمر الذي صار نادراً في الوقت الحالي، إذ يكتفي أغلب المصممين بقراءة ملخصات سريعة، كما شمل المشروع أيضاً اجتماعات لأقسام التسويق والتوزيع الخارجي والسوشيال ميديا والمعارض، لاختيار أنسب الأوقات لطرح الأعمال، ووضع خطة دقيقة لتسويقها ولتقديمها إعلاميًا".

ومن ناحية درجة التعديلات التي قد تكون تعرضت لها الروايات الأربع وإن كان الكاتب أخضعها لإعادة مراجعة أو تحرير يوضح إمام: "راجعتُ الأعمال الأربعة من جديد بدقة شديدة، وأنا من أنصار التغيير الصياغي المحدود، وليس البنيوي، في ما هو ضروري جدًا لدى إعادة نشر العمل الأدبي، لأن التغيير إن تغوّل فسيعني في حقيقة الأمر عملًا جديدًا، فلم تتعرض "هدوء القتلة" و"ضريح أبي" إلا لبعض تصويبات أو تعديلات محدودة في بعض المفردات المترادفة، وكذلك في بعض الصياغات، وفي "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" حذفت فصلًا من ثلاث أو أربع صفحات رأيته مع إعادة القراءة لا يخدم العمل رغم إعجابي به في ذاته، ورغم ترددي، إلا أنني حسمت في النهاية القرار بالحذف".

  

ويواصل: "لدى مراجعتي لـ "الأرملة تكتب الخطابات سرًا"، قررت تعديل تفصيلة واحدة، وردت في جُملة حوار، لكنها تسببت في سوء فهم أزعجني لدى الصدور الأول للرواية. ثمة خطاب يرفرف وحده حتى يهشم زجاج نافذة، والرواية كلها مبنية على هذا المشهد الفانتازي. فقرب منتصف الرواية تقول إحدى الشخصيات إنها رأت الخطاب يرفرف مقذوفًا بحجر، بعدها نتأكد من أن هذا لم يحدث. وكنت أريد بالرأي الآخر ثم نفيه، التأكيد على حقيقة المعجزة، لكن أغلب النقاد اعتمدوا هذا الرأي باعتباره الحقيقة، لأنه أقرب للمبرر الواقعي المقبول. وفي الطبعة الجديدة غيرت في هذا الجانب، لأنه صراحة كان أكثر ما ضايقني في قراءة البعض للرواية، حيث إن خصم هذا الجانب فوق الواقعي يقوِّض جزءًا كبيرًا من منطق العالم الروائي".

وعن سبب اختيار إعادة طباعة هذه الروايات الأربع تحديدًا يتابع إمام: "تضمن الإتفاق هذه الأعمال لأنني أملك حقوق نشرها فضلًا عن أهميتها في مسيرتي، لذا أمتنُ للناشرة أميرة أبو المجد صاحبة الدعوة المهمة والكريمة، بأن أصبح أحد كتاب دار النشر المصرية الأكبر والأعرق والأشد تأثيرًا، ومن بعدها مديرة النشر نانسي حبيب التي بذلت جهدًا كبيرًا من أجل ظهور الأعمال بالشكل الذي ظهرت عليه، والذي حاز إعجاب القراء والمهتمين بصناعة الكتاب، فجاءت ردود الفعل إيجابية ربما أكثر مما حلمنا".

وكشف الروائي طارق إمام عن استعداده ودار الشروق لحفل توقيع إطلاق رواياته الصادرة حديثًا، والذي سيشهد عناصر جديدة ستكون بمثابة مفاجأة للقراء، كما تم الاتفاق على توقيع الروايات خارج مصر في أكثر من معرض كتاب ومحفل ثقافي، عربي ودولي، فضلاً عن عدة مناقشات وحفلات توقيع خارج القاهرة في عدة مدن مصرية وفق إمام.

وطارق إمام أحد أبرز الروائيين المصريين، صدر له اثنا عشر عملًا أدبيًا، وحفلت مسيرته الأدبية بالعديد من الجوائز التي ضمت جائزة سعاد الصباح لإبدعات الشباب في 2004، وجائزة الدولة التشجيعية عن رواية "هدوء القتلة" في 2009، وجائزة مؤسسة ساويرس الأدبية لعدة دورات، أيضًا جائزة متحف الكلمة الإسبانية في 2013، ووصلت روايته "ماكيت القاهرة" هذا العام إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر".

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa