مازالت نظرة المجتمع لزوجة الأب أو الزوجة الثانية، وزوج الأم، بأنهم العدو الأول للأبناء، والذين جاؤوا لخطف والديهم وتدمير استقرار بيتهم على الرغم من تدميره مسبقاً، وكذلك وضعهم في قالب تقليدي ونمطي لا يتغير، فلماذا ينظر المجتمع بهذه القسوة وعدم الرحمة لهؤلاء.
يقول الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن المجتمع المصري وخاصة بعض الأماكن الريفية والأقل تعليماً وتحضراً تتوارث لديها أفكار نمطية تنتقل من جيل لآخر، كما أن خبرات الحياة تتوارث لديهم أيضاً وترسخ داخل أذهانهم، ما يخلق جو من تعميم المصطلحات والحالات الاستثنائية وجعلها فرضية بينهم، فالأخطاء المتوارثة من الماضي عن صورة زوجة الأب الشريرة "خاطفة الرجالة" أو حتى دور الحماة وعلاقتها بزوجة أبنها ووصفها بعلاقة "القط والفار" والمتسبب الأول فى تدمير حياة أبنها كلها شائعات سلبية وصور نمطية لا بد من تصحيحها، وإعلاء بعض النماذج المضيئة لأن هناك زوجات أب يعاملون أبناء زوجهم أفضل من الأم الحقيقية ويكن أكثر عطفاً وحناناً عليهم.
وأضاف أستاذ الاجتماع أنه على الرغم من صورة زوج الأم "الغيور" على زوجته من أبنائها، وشعوره نفسياً بأنها لا تهتم به وأن كل ما تمتلكه هم أبنائها فقط، وما هو إلا مجرد راعي للبيت لا أكثر، ما يجعله أكثر قسوة وتعامل مع أبنائها، إلا أنه هناك نماذج مشرفة من أزواج الأمهات يعاملون أبناء زوجاتهم كقطعة منهم، وذلك نتيجة التوازن والمرونة والسلاسة التي تتعامل بها الزوجة.
واستطرد قائلاً أنه لا بد على وسائل الإعلام والمجتمع من تغير الأفكار الخاطئة عن زوجة الأب وزوج الأم، وتركيز الضوء على النماذج الإيجابية وتعميمها لخلق مجتمع إنساني متماسك، كما على زوج الأم وزوجة الأب التحلي بصفات الضمير والرحمة والإنسانية.