الخميس 16 مايو 2024

نادر نور الدين يوضح كيف يتأثر قطاع المياه بتغيرات المناخ

الدكتور نادر نور الدين

تحقيقات14-11-2022 | 15:01

أماني محمد

قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مؤتمر المناخ كوب 27 يخصص أياما محددة لمناقشة كل القضايا المتعلقة بأزمة المناخ وهو النهج الذي تطبقه كل مؤتمرات قمة المناخ لذلك تطول مدة فعاليات القمة، مضيفا أن قمة شرم الشيخ بحث قضايا الزراعة والتكيف وسبقه يوم الكربون، واليوم تناقش يوم المياه ومرتقب أن تناقش غدا التنوع الحيوي وهناك يوم للطاقة.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن قمة المناخ تبحث كل قطاع ودوره في الانبعاثات الغازية أو كيف يتأثر بتداعيات الأزمة، فمثلا الطاقة مؤثرة في الانبعاثات الغازية بشكل كبير لأنها عبارة عن 3 أنواع هي الصناعة وتوليد الكهرباء والمواصلات، مضيفا أن الزراعة متأثرة ومؤثرة بالتغيرات المناخية، فالقطاع ينتج 31% من غازات الاحتباس الحراري كما أنها أكثر القطاعات المتأثرة بتغير المناخ.

وأشار إلى أن نمو الزراعات في الأماكن المفتوحة يتأثر بالشمس والبرودة والحرارة والعواصف والأمطار الغزيرة وغيرها من الظواهر الناتجة عن تغير المناخ ما يجعلها أكثر هشاشة للتأثر بتلك التداعيات، كما أنها في ذات الوقت منتجة لغازات الاحتباس الحراري بنسبة 31% وخاصة غاز الميثان ويعتبر من الغازات عالية الضرر أكثر من ثاني أكسيد الكربون.

وأكد نور الدين أن قطاع المياه من القطاعات المتأثرة لأن تغير المناخ يؤدي لتكرار نوبات الجفاف والقحط ويمنع الأمطار، وبالتالي زيادة تكرار نوبات الجفاف سيؤدي للإضرار بالمياه، كما أن الأمطار هي المكونة لمنابع الأنهار وبالتالي فهي أساس الأنهار والبحيرات العذبة، مضيفا أن تغيرات المناخ أيضا يؤدي إلى تبخير عالٍ في المياه وبالتالي نقص الموارد المائية وذلك في الوقت الذي يعاني الكوكب من ندرة المياه.

وأشار إلى أن حدوث تبخر المياه في الترع أو النيل مثلا في مصر بسبب درجات الحرارة يعني فقد جزء من الموارد المائية وبالتالي زيادة تركيز الأملاح وزيادة تركيز الملوثات مثل الصرف الزراعي أو الصرف الصناعي، فكل هذه الأزمات ناتجة عن تغيرات المناخ، مضيفا أنه مع استمرار الاحترار العالمي سيؤدي لزيادة ري الأراضي بكميات مياه أكبر في أوقات أكثر وسيستهلك النبات مياه أكثر.

وشدد على أن المياه هو الأساس في كل القطاعات، فحتى في قطاع الطاقة تعطي المياه 18% من الطاقة في العالم عن طريق السدود المولدة للكهرباء على الأنهار، كما أن المياه ذاتها تستهلك الطاقة، فلاستخراج المياه من الأنهار نحتاج الطاقة وكذلك لمعالجة المياه نحتاج للطاقة ولتسيير المياه أيضا نحتاج للطاقة، وهذه كلها تفاعلات بين الغذاء والطاقة، وهي المبادرة التي طرحتها وزارة الري للعرض في قمة المناخ.

ولفت أستاذ المياه إلى أن هناك منظومة تسمى ثلاثية الغذاء والمياه والطاقة فلا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وهي مبادرة طرحتها وزارة الري وتبنتها وزارتي البيئة والتعاون الدولي، مضيفا أن اليوم في قمة المناخ على مدار الفعاليات يناقش المشاركون قضية المياه، والهدف من قمم تغيرات المناخ والتي كانت تعرف في السابق بقمة البيئة أو قمة الأرض، هو بحث مستقبل الحياة على كوكب الأرض.

وتابع أن القمة تركز على بحث كيفية الحفاظ على الحياة على الأرض حتى لا تختفي حتى يتمكن الإنسان أن يعيش من خلال تقليل الانبعاثات الحرارية، مشددا على أن التعويضات لم تدرج في أجندة قمة المناخ وللمرة الأولى في قمة المناخ الحالية يدرج بند ملف الخسائر والأضرار، فالهدف ليس هو جمع تعويضات أو دفع الدول الغنية أمولا للدول الفقيرة فهذا يفرغ القمة من مضمونها بل الهدف هو بحث مستقبل الكوكب وقضايا التكيف والمجابهة ومساعدة الدول الأكثر تضررا للتغلب على تلك الأضرار التي لا ذنب لها فيها.