الإثنين 3 يونيو 2024

لماذا يرفض الإسرائيليون الخدمة في الجيش والشرطة؟

10-8-2017 | 17:45

الدخول إلى السجن العسكري هو مصير رفض التجنيد في الجيش الإسرائيلي، هكذا كتبت الصحفية الإسرائيلية "عميرة هاس" بصحيفة "هآرتس" مقالها، مشيرة إلى أن هذا أمر يستحق التقدير عندما يكون سببًا في الاعتقال، خاصة عندما يرفض السجين بشكل علني المشاركة في القمع والسيطرة على ملايين الأشخاص.

الإثنين الماضي انضمت "هداس طال" فتاة إسرائيلية من مستوطنات "يفعات" إلى قائمة الرافضين بشكل علني للتجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي والذي قدر أعدادهم بعشرة أشخاص في عام 2016، ويتوقع أن يكون العدد مشابها في هذه السنة أيضا، قالت "هاس" مؤكدة أن هناك رافضين رماديين يعرف قادة الجيش الإسرائيلي بأمرهم ويعرف كيف يقوم بإخراجهم بشكل هادئ من الخدمة.

كتبت "طال" في تغريدتها التي تشرح بها موقفها قائلة :"التجنيد ليس أمرًا حياديًا، إذا فكرنا في ذلك فإن التجنيد هو سياسي أكثر من موقفي الرافض للتجنيد"، وأضافت "طال" قائلة :"المشاركة في مصادرة حرية شعب آخر هي خطوة سياسية واضحة، خاصة حين تكون/ تكونين في سن 18 سنة فقط".

تم اعتقال "طال" التي كتبت في إعلان رفضها للخدمة، "أنا أرفض من أجل مقاومة الجهاز الذي يهتم بمصالح جهات معينة ولا يهتم بمصالح السكان في إسرائيل، الجيش يعتبر جزءًا من هذا الجهاز المدمر والعنيف، وهو جهاز يسعى للإبقاء على الاحتلال". ومن المقرر أن تبقى في سجن يعرف باسم "جور جولان" وهو سجن مخصص لمن يرفضون التجنيد في الجيش الإسرائيلي.

قالت الصحفية الإسرائيلية في مقالها إن رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي هو عمل أناني، فالرافضون يوفرون على أنفسهم الشعور بالذنب كي لا يستيقظوا ذات صباح في جيل 24 ـ 30 مع الشعور بأنهم كانوا شركاء مباشرين في الجريمة، وتجنبا لتعذيب الضمير أو إنكار الإحساس أو ترديد شعارات كاذبة، ومن المحتمل أنهم يعفون أنفسهم من المحاكمة المحلية أو الدولية عندما تنتهي فترة التملص من العقاب أو الظهور المؤلم أمام ما يشبه "لجنة الحقيقة والمصالحة".

وأضافت "هاس" قائلة :" إن الآباء الذين يقومون بإرسال أبنائهم للجيش بوعي كامل من أجل طرد الناس من أراضيهم مثلما فعلوا هم أنفسهم قبل 20 – 30 سنة، ليسوا مختلفين، هم أنانيون أيضا يفكرون بالسمعة والسيرة المهنية التي تضمنها لهم الخلفية العسكرية، والشعور بالخجل إذا لم يرسلوا الأبناء، كما أنهم يعرفون أن فرصة عودة الأبناء من الخدمة بسلام هي فرصة كبيرة، فإن "جيش الهاي تيك" يعرف كيف يقتل الآلاف من دون أن يتعرض للقتل.

في الشرطة أيضا بدأت ظاهرة الرفض للخدمة ولكنها بدأت بتحديد أماكن بعينها، ففي وقت سابق، ذكرت القناة السابعة في التليفزيون الإسرائيلي أن حالة تمرد بدأت تنتشر في صفوف عناصر شرطة الاحتلال لرفض العديد منهم الخدمة على نقاط التفتيش المحيطة بالمسجد الأقصى وفي مدينة القدس المحتلة، خوفًا من تعرضهم للقتل.

وأضافت القناة، أن العديد من عناصر الشرطة الإسرائيلية من بينهم عناصر في الوحدة التي قتل منها الشرطيان في عملية الأقصى التي نفذها ثلاثة شبان عرب الشهر الماضي، باتوا يرفضون الوقوف عند الحواجز المنتشرة في شوارع القدس ومداخل المسجد الأقصى خوفًا من استهدافهم من قبل مقاومين فلسطينيين.

وأوضح تقرير القناة أن عائلات عناصر الشرطة وزوجاتهم باتوا يشاركون أبناءهم مخاوفهم، ويرفضون إرسالهم للقدس ومحيط المسجد الأقصى، كما طالبت العائلات رئيس الحكومة الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" آنذاك وقيادة الشرطة الإسرائيلية بوضع وسائل حماية لضمان سلامة أبنائهم.