وجهت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة تحذيرا شديد اللهجة بشأن اختفاء بعض الأنهار الجليدية الشهيرة بحلول عام 2050، ففي تقرير لها سلطت اليونسكو الضوء على الذوبان المتسارع للأنهار الجليدية في مواقع التراث العالمي ، حيث أكدت أن من المقرر أن تختفي الأنهار الجليدية في ثلث المواقع التراثية  بحلول عام 2050. ولكن لحسن الحظ، لا يزال من الممكن إنقاذ الثلثين الآخرين، بشرط عدم تجاوز ارتفاع درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة C مقارنة بفترة ما قبل الصناعة.

ففي دراسة جديدة أجرتها اليونسكو، بالشراكة مع IUCN ، تظهر أن هذه الأنهار الجليدية تتراجع بمعدل متسارع منذ العام 2000 بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.

حيث أكدت الدراسة أن هذه الأنهار تفقد حاليًا ما يقارب ال58 مليار طن من الجليد كل عام - وهو ما يعادل الاستخدام السنوي المشترك للمياه في فرنسا وإسبانيا، وأن هذا الجليد المذاب مسؤول عن ما يقرب من 5٪ من ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي المرصود.

وتستضيف مدينة شرم الشيخ فعاليات القمة المناخية العالمية لمناقشة ظاهرة تغير المناخ واتخاذ العديد من القرارات التي من شأنها الحد من الآثار غير العادلة لتلك التغيرات.
وتقوم القمة التي انطلقت في السادس من شهر نوفمبر الجاري ومن المقرر أن تستمر حتى الثامن عشر من الشهر نفسه ، على مناقشة العديد من الملفات والقضايا المناخية المهمة.

لا أمل في الإنقاذ

ويؤكد التقرير أن الأنهار الجليدية في ثلث مواقع التراث العالمي الخمسين محكوم عليها بالاختفاء بحلول عام 2050 ، بغض النظر عن الجهود المبذولة للحد من ارتفاع درجات الحرارة. لكن لا يزال من الممكن إنقاذ الأنهار الجليدية في الثلثين المتبقيين من المواقع إذا لم يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة.

و تقول المدير العام لليونسكو أودري أزولاي معلقتا على ما أورده التقرير:" هذا التقرير هو دعوة للعمل. فقط التخفيض السريع في مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدينا يمكن أن ينقذ الأنهار الجليدية والتنوع البيولوجي الاستثنائي الذي يعتمد عليها". مضيفتا:" سيكون لـقمة شرم الشيخ COP27 دور حاسم للمساعدة في إيجاد حلول لهذه المشكلة، حيث أن اليونسكو عازمة على دعم الدول في السعي لتحقيق هذا الهدف".

بالإضافة إلى خفض انبعاثات الكربون بشكل كبير ، تدعو اليونسكو إلى إنشاء صندوق دولي لرصد الأنهار الجليدية والحفاظ عليها. ومن شأن هذا الصندوق أن يدعم البحث الشامل ، ويعزز شبكات التبادل بين جميع أصحاب المصلحة ، وينفذ تدابير الإنذار المبكر والحد من مخاطر الكوارث.

 

يعتمد نصف البشر بشكل مباشر أو غير مباشر على الأنهار الجليدية كمصدر للمياه للاستخدام المنزلي والزراعة والطاقة. تشكل الأنهار الجليدية أيضًا ركائز التنوع البيولوجي ، حيث تغذي العديد من النظم البيئية.

مخاطر زوبان الأنهار الجليدية

ويحذر الدكتور برونو أوبيرل مدير عام IUCN قائلا:" عندما تذوب الأنهار الجليدية بسرعة، يواجه الملايين من الناس ندرة المياه وزيادة مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، وقد ينزح ملايين آخرون بسبب الارتفاع الناتج في مستويات سطح البحر". وبالحديث عن هذا التقرير أضاف قائلا:" يسلط هذا التقرير الضوء على الحاجة الملحة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في الحلول المستندة إلى الطبيعة ، والتي يمكن أن تساعد في التخفيف من تغير المناخ وتسمح للناس بالتكيف بشكل أفضل مع آثاره".

ما هي اليونسكو؟

منظمة اليونسكو هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ، تأسست عام 1945 ، وترأسها حاليا الفرنسية أودري أزولاي بعد فوزها في انتخابات عام 2017، ويعد الهدف الرئيسي للمنظمة هو المساهمة في السلام والأمن من خلال رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإرساء الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وحقوق الإنسان، ومبادئ الحرية.

يذكر أن ال 50 موقعًا من مواقع التراث العالمي لليونسكو يبلغ عددها مجموعه 18600 نهر جليدي، وتغطي حوالي 66000 كيلومتر مربع هي موطن للأنهار الجليدية، حيث تمثل ما يقرب من 10 ٪ من إجمالي مساحة الأرض الجليدية.

وهي تشمل كلا من: الأعلى (بجوار جبل إيفرست) ، والأطول (في ألاسكا) ، وآخر الأنهار الجليدية المتبقية في أفريقيا ، من بين أمور أخرى ، مما يعطي نظرة عامة تمثيلية عن الوضع العام للأنهار الجليدية في العالم.