قال الكاتب البريطاني دان صباغ إن استعادة القوات الأوكرانية لمدينة خيرسون الاستراتيجية الواقعة جنوب البلاد من سيطرة القوات الروسية، تمهد لمرحلة حاسمة في الصراع المسلح بين الطرفين والذي بدأ مع تدشين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.

وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه على الرغم من وقوع المدينة الاستراتيجية تحت سيطرة القوات الأوكرانية بسهولة، إلا أن تقدم القوات الأوكرانية شرقا باتجاه نهر "دينبرو" لن يكون بمثل هذه السهولة.

وأشار الكاتب في مقاله إلى أن الجانب الروسي أعلن يوم الأربعاء الماضي تخليه عن المدينة، موضحا أنه يجب على الجانب الأوكراني تعزيز مواقعه والحفاظ على المكاسب التي حققها في الفترة الماضية ولاسيما في المناطق المحيطة بمدينة خيرسون.

وينوه الكاتب إلى أن هناك العديد من العراقيل تواجه القوات الأوكرانية بعد استعادة سيطرتها على المدينة، أهمها قيام الجانب الروسي بتفجير جزئي لسد نوفا كاخوفاكا والذي سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى تعطيل محطات الطاقة المولدة من المياه في المنطقة.

وأوضح الكاتب أن القوات الأوكرانية تمكنت من الاستيلاء على مدينة خيرسون بفضل استخدام صواريخ هيمارس الأمريكية إلى جانب إمداد القوات الأوكرانية بمعلومات استخباراتية مهمة عن مراكز القيادة والإمداد الروسية في المنطقة.

ويردف الكاتب قائلا إن الجانب الروسي في الوقت ذاته يسعى إلى تعزيز قواته وهو ما ظهر جليا من خلال إعلان الرئيس الروسي التعبئة الجزئية من أجل انضمام 300،000 جندي إضافي للقوات الروسية المحاربة في أوكرانيا، موضحا أن ما يقرب من 100،000 من هؤلاء الجنود قد وصلوا بالفعل إلى جبهة القتال.

ويتناول الكاتب الموقف الأمريكي من التطورات الأخيرة في حرب أوكرانيا مسلطا الضوء على تصريحات الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والتي اقترح فيها فكرة اللجوء لحلول دبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا حيث أوضح أن الجانب الأوكراني نجح فقط في تعطيل تقدم القوات الروسية.

ويرى الكاتب أن هناك الكثير من المخاوف بشأن انزلاق الصراع الحالي في أوكرانيا إلى مرحلة من الجمود تشبه تلك التي وصلت إليها الحرب العالمية الأولى، موضحا أن الانجازات العسكرية التي حققها الجانب الأوكراني في الأسابيع الماضية، بما في ذلك استعادة مدينة خيرسون الاستراتجية، غير كفيلة لكي تبعث الطمأنينة في القلوب.

ويقول الكاتب إن تلك التصريحات من جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية تتعارض مع ما أعلنته الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي بتخصيص ما يقرب من 400 مليون دولار إضافية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بينما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان في تصريحات له يوم الجمعة الماضي في أعقاب استيلاء القوات الأوكرانية على مدينة خيرسون" إنه إذا تخلت أوكرانيا عن قرار الاستمرار في الحرب فسوف يعني ذلك القرار نهاية أوكرانيا من الوجود".

ويرى الكاتب أنه من الواضح أن الجانب الأوكراني مازال متمسكا بقرار الاستمرار في الحرب على الأقل حتى العام المقبل في ظل المساندة القوية التي تقدمها له الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.

ويختتم الكاتب مقاله بالتنويه بأهمية عامل الظروف المناخية مع حلول فصل الشتاء وهو ما يضيف إلى العراقيل التي تواجه القوات من الجانبين على حد سواء في أوكرانيا حيث تتجمد الأرض وما عليها في ظل ظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر.