نجح الجمهوريون، بعد عملية فرز أصوات شاقة، في فرض سيطرتهم على مجلس النواب الأمريكي، وفقًا للعديد من وسائل الإعلام الأمريكية، مما منحهم سلطة عرقلة سياسة جو بايدن حتى عام 2024. 

وتوقعت وسائل إعلام عدة من بينها "نيويورك تايمز"، "إن بي سي"، "سي إن إن"، "فوكس نيوز" و"سي بي اس" أن يحصل الجمهوريون على 218 مقعدًا على الأقل في مجلس النواب، أي أغلبية المجلس الذي يضم 435 مقعدًا. بعد الفشل في الفوز بمجلس الشيوخ، لن يكون للحزب المحافظ إلا أغلبية بسيطة جدًا في مجلس النواب، بعيدًا عن "الموجة العملاقة" التي وعد بها دونالد ترامب، بسبب النتائج المتباينة لمرشحيه في انتخابات التجديد النصفي.

وسارع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تهنئة زعيم مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي على فوز حزبه، الذي فاز بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي. وقال في بيان "سأعمل مع أي شخص - جمهوريا كان أو ديمقراطيا - على استعداد للعمل معي لاتخاذ إجراء". كما قال الرئيس إن "انتخابات الأسبوع الماضي أظهرت قوة ومرونة الديمقراطية الأمريكية. كان هناك رفض واسع لأولئك الذين يشككون في نتائج الانتخابات وللعنف السياسي والترهيب". وأضاف "في هذه الانتخابات، أوضح الناخبون مخاوفهم: الحاجة إلى خفض التكاليف ... والحفاظ على ديمقراطيتنا".

وكتب كيفن مكارثي على تويتر: "الأمريكيون مستعدون لاتجاه جديد، والجمهوريون في مجلس النواب مستعدون للتحرك". وقد يتم انتخاب مكارثي في ​​يناير "رئيسًا" لمجلس النواب ليحل محل الديموقراطية نانسي بيلوسي. إذا تم تأكيد توقعات وسائل الإعلام الأمريكية لجميع المقاعد، فإن أداء جو بايدن سيشكل مع ذلك أفضل نتيجة لرئيس منذ أكثر من 20 عامًا في انتخابات التجديد النصفي، ولطالما كانت هذه الانتخابات صعبة تقليديًا على الحزب في السلطة.

ومع ذلك، فإن هذه الأغلبية الجمهورية الهزيلة في مجلس النواب تخاطر بتعقيد حكمه. بوجود مجلس نواب جمهوري ومجلس شيوخ ديمقراطي، لن يكون حزب جو بايدن قادراً على دفع مشاريع قوانين كبيرة من خلال الكونجرس المنقسم الآن. لكن الطرف الآخر لن يفعل ذلك أيضًا. وكان الجمهوريون قد هددوا بالكشف عن بعض الإجراءات التي تم تبنيها في عهد جو بايدن إذا استعادوا السيطرة على المجلسين. لقد أرادوا على وجه الخصوص إعادة النظر في الأموال المخصصة للخدمات الضريبية لتوظيف عناصر جدد، أو لإصلاحات معينة في عالم التعليم. قد يكون الجمهوريون أكثر توتراً بشأن مساعدة واشنطن لأوكرانيا. لقد خططوا أيضًا لمهاجمة الحق في الإجهاض أو التشريع بشأن الأسلحة النارية، الأمر الذي كان من شأنه أن يدفع جو بايدن لاستخدام حقه في النقض.

ولن يضطر الرئيس البالغ من العمر 79 عامًا في النهاية إلى الوقوف في هذا الموقف الدفاعي. وسيتعين على العكس من ذلك استخدام مهاراته التفاوضية، الموروثة من حياته المهنية الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ، لتجنب شلل الإدارة الفيدرالية ("الإغلاق" الشهير). لكن يد الرئيس الممدودة تخاطر بعدم وجود تعاون من جانب المحافظين. حتى مع وجود أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، سيكون للجمهوريين سلطة إشرافية كبيرة، وعدوا باستخدامها في مجموعة من التحقيقات في تعامل جو بايدن مع الوباء أو الانسحاب من أفغانستان. يمكنهم أيضًا ملاحقة ابنه هانتر، المتهم باستخدام اسمه للقيام بأعمال تجارية في أوكرانيا والصين.

ويعتزم حزب المحافظين استغلال أي عيب ديمقراطي محتمل، مع إبقاء انتخابات 2024 الرئاسية في الأفق. مع إعلان ترشحه يوم الثلاثاء، أطلق دونالد ترامب معركة لا هوادة فيها من أجل نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.