الخميس 21 نوفمبر 2024

بالصور.. الكلاب والبلطجية يحتلان أماكن الطلاب في قصر «الأمير طوسون»

  • 10-8-2017 | 22:58

طباعة

استعادت وزارة الآثار، قصر الأمير طوسون بمنطقة شبرا، من هيئة الأبنية التعليمية، في منتصف شهر مايو من عام 2015، بعد أن نشب به حريق ضخم، وضمته إلى هيئة الآثار الإسلامية والقبطية، ورغم ذلك لم تمنحه الوزارة أي اهتمام أو تجديد وسط حالة من الإهمال تعصف به من كل جانب رغم أهميته التاريخية والأثرية، احتلته الكلاب والخفافيش وبات مأوى لمتعاطي المخدرات.

 

القصر أنشأه عمر طوسون بن سعيد بن محمد علي الكبير، لوم يستدل على تاريخ محدد لبنائه حتى الآن، إلا أن طرازه المعماري والفني يشير إلى أنه بني بعد سنة 1886م.

 

ويقع قصر عمر طوسون في شارع أرض الأمير عمر طوسون بشبرا، تطل واجهة القصر الجنوبية الشرقية على شارع مدرسة شبرا الثانوية بينما تطل واجهته الشمالية الغربية على حي روض الفرج، تحيط بالقصر حاليا أربع مدارس هي "شبرا الثانوية، وقاسم أمين الإعدادية، وحسنى مبارك الثانوية للبنات، وروض الفرج".

 

جولة في حرم القصر

«الهلال اليوم» خاض جولة داخل القصر للتعرف على ما آلت إليه الأحوال داخله ومحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من آثار عصف بها الإهمال منذ أعوام، وهل يمكن استخدامه كمزارًا سياحيًا.

 

منى المفتشة، المسئولة عن القصر، تقول  إن الأمير طوسون كان ابن محمد سعيد باشا بن محمد على الكبير، والذي ولد بمدينة الإسكندرية في سبتمبر 1872م وتوفى فيها سنة 1944م، وعندما شب سافر إلى سويسرا لإتمام تعليمه وعاد إلى مصر وكان من ضمن الأمراء الناشطين والمجددين لمصر بعلمهم، حيث تولى نظارتي الأوقاف والمعارف العمومية ووزارة المالية وأتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية، وكان كاتبا كبيرا وله مقالات عدة في المجالات العلمية والأدبية وألف كثير من الكتب.

 

تحويله إلى مدرسة

وأضافت لـ«الهلال اليوم»  أن القصر كان يضم بعض الصور الزيتية الكبيرة والتماثيل الفضية، لكنها نقلت منه عند تحويله إلى مدرسة سنة 1927م وعندما عين "تكلا بك " ناظرا لمدرسة شبرا الثانوية، والذي استأجر القصر من الأمير لكي يكون مقرا لمدرسة شبرا، وأنفقت وزارة المعارف في تلك الفترة حوالي 6000 جنيه لتحويله إلى مدرسة، مؤكدًا أن القصر الآن مغلق وممنوع دخوله لأنه أصبح مصدر خطر بسبب التشققات الموجودة بحوائطه وكثرة الخفافيش به.

 

حريق القصر

أبو الطيب أحمد، أحد المرشدين السياحيين، قال إن القصر تحول بشكل نهائي إلى مدرسة شبرا الثانوية عقب ثورة 23يوليو، وخصص فيه مخزن تابع "لهيئة الأبنية التعليمية" إلى أن نشب حريق بجميع أرجاء المخزن في عام 2015، حيث فقد القصر قيمته المعمارية وتحفة الفنية والأثرية، وتشوهت الجدران وسقطت الأسقف بشكل كامل.

 

ولفت إلى وقوع خراب فادح في القصر، مما دفع المجلس الأعلى للآثار بضمه لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، وتحديد حرم آمن له من جميع الجهات، مبررين أن تلك الحدود ستحافظ عليه من التعديات والعبث.

 

مأوى للثعابين والخفافيش

عم محمد الكهربائي، وصاحب محل صغير يقع أمام باب "مشيخة طوسون" المجاورة لباب القصر، قال لـ"الهلال اليوم":" قصر طوسون زمان يضم جميع المناطق الموجودة في محيطه، ولم تكن توجد تلك المدارس، وكان القصر يطل على النيل مباشرة إلى أن تغيرت الأحوال وشيدت العمارات والأبراج، فضلا عن بناء 4 مدارس في جميع أركانه، بعد ضمه لهيئة الأبنية التعليمية واستخدامه في التعليم.

 

وقال إن هناك مسئولين زاروا مقر القصر ووعدوا بتحويله إلى مزار سياحي، ولكن لا لم يتحقق شيء، وأنه أصبح من الداخل مأوى للكلاب الضالة وكل أشجاره ومبانيه من الداخل مليئة بالخفافيش، وليلاً يكون مأوى لمتعاطي المخدرات.

 

سر الترميمات المؤجلة

أحمد مطاوع، معاون رئيس قطاع  الآثار الإسلامية والقبطية، قال إن قصر طوسون كان به جزءًا يتبع لهيئة الأبنية التعليمية إلى أن حدث الحريق تم استرداده بالكامل منهم وتم تسجيله في عداد الآثار الإسلامية والقبطية تحت رقم (645) وتم توقيع حرم القصر بالفعل على خريطة مساحية.

 

وأكد لـ«الهلال اليوم» أنه لا توجد ميزانية كافية لإعادة ترميم التلفيات التي وقعت بسبب الحريق الذي نشب في 2015، حيث أن وزارة الآثار ميزانيها تقوم على المجهودات الذاتية، وهى منْ تتحمل أعباء كافة الترميمات الأثرية.

ولفت إلى أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لترميمه ورسم الأسقف المبهرة التي كانت تزينه والمرايا فائقة الروعة التي كانت موجودة.

 

القصر مخطط على هيئة الحرف اللاتيني "الاتش"، ويعد من أهم التخطيطات التي انتشرت في قصور ومنشآت عصر النهضة خاصة في بريطانيا، وأثرت بشكل كبير في تخطيطات القصور في مدينة القاهرة في القرن الـ 19، وعلى الرغم من فخامة القصر إلى أن يندرج اليوم في قائمة المخلفات الأثرية.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة