أكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن السبب وراء تمديد قمة المناخ بشرم الشيخ ليوم آخر يرجع إلى تحقيق المزيد من التوافق حول الموضوعات الكثيرة والمتعددة التي بحثتها القمة، مضيفا أن الحضور الكبير الذي شدته القمة لعب دورا هو الآخر في هذا التمديد.

وقال بدر الدين في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أن هذا التمديد  قد يكون لسبب تحقيق المزيد من التواق في الرؤى بين الدول الصناعية الكبرى و الدول النامية الأكثر تضررا من التغيرات المناخية،

و لفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى المسئولية الكبيرة التي تقع على عاتق جميع الدول سواء كانت غنية أو فقيرة، وذلك لأن هذه القمة تتعلق بكل دول الكوكب على حد سواء، وهو ما يتطلب وجود تضحيات مالية من قبل الدول الغنية لمساعدة الدول النامية إلى مزيد من التحول إلى الاقتصاديات الخضراء والطاقة النظيفة، وهو ما يضمن الحفاظ على هذا المناخ، والحد من التدهور الذي آل إليه.

و أضاف بدر الدين، أن من تلك الأسباب التي دعت إلى هذا التمديد، الالتزام بما سبق الاتفاق عليه من قبل في القمم السالفة، وكذلك البناء عليه ، وأيضا الالتزام بما تكرر في هذه القمة من ضرورة توجيه مساعدات واستثمارات للدول النامية لمساعدتها في عملية التحول الأخضر.

وردا على ما صرحت به الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، من أن العادة قد جرت في كل مؤتمرات المناخ يتم مد المؤتمر ليوم، قال بدر الدين، أن التمديد ليس شرطا في كل المؤتمرات، وأنه يأتي وفقا للظروف المحيطة بتلك المؤتمر، حيث أن التمديد لا يأتي إلا إذا كان هناك احتياج لذلك فقط.

وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، قد كشفت أن اتفاقية تغير المناخ جزء من تعاون متعدد الأطراف، أي لا بد أن يكون هناك توافق بين كافة الأطراف، وجرت العادة في كل مؤتمرات المناخ يتم مد المؤتمر ليوم، حيث يكون هناك توافق على أمور وتشدد حول أمور أخرى تتعلق بخطوط حمراء يتم التفاوض حولها.

و أكد بدر الدين أن الذي يتحمل مسئولية الأضرار التي حلت بالدول النامية نتيجة التغيرات المناخية هي الدول الصناعية الكبرى، وبناء عليه لابد للدول لتلك الدول المتسببة في الضرر الأكبر أن تساهم في التعويضات للدول النامية المتضررة أكثر و أكثر، خاصة أن هذه المساعدات لا تصب في مصلحة الدول النامية فقط، بل تصب في مصلحة الكوكب ككل.

مضيفا أنه كلما تم التبكير في دفع هذه التعويضات للدول النامية كلما تم التقليل من الخسائر و الأعباء التي يمكن أن يتحملها هذا الكوكب مستقبلا.

وقال بدر الدين، أنه يأمل ألا تنتهي القمة بدون الوصول إل حلى في قضية الخسائر والأضرار، حيث سيكون من المؤسف أن تنتهي قمة بهذا الحجم والأهمية، مع كل هذه الكمية من الحضور من قادة وزعماء بدون الوصول إلى حل في هذه القضية ، مؤكدا أنه من غير المقبول أو المتوقع أن تنتهي هذه القمة بدون الوصول إلى حل.

و كان وزير الخارجية ، سامح شكري قد أعلن عن تمديد مؤتمر المناخ كوب27 بشرم الشيخ إلى يوم غد السبت، لمحاولة الوصول إلى توافق بشأن تعويض الأضراب الناتجة عن التغير المناخي ووففاء الدول الغنية بالتزاماتها تجاه الدول الفقير، حيث من المقرر أن تصل القمة العالمية للمناخ "كوب27"، لختام أعمالها اليوم الجمعة.